أكد رئيس الوزراء الكندى ستيفن هاربر أن بلاده لن تخيفها سلسلة الهجمات الأخيرة التى أسفرت عن مقتل جنديين وتسلل رجل مسلح إلى البرلمان الفيدرالى مؤكدا أن الأجهزة الأمنية ستفعل كل ما هو ضرورى للتصدى للتهديدات التى تتعرض لها البلاد. فى الوقت نفسه، رفعت السلطات الكندية أمس الحواجز التى وضعت فى العاصمة الكندية أوتاوا. ونقل تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي» عن هاربر قوله إن السلطات الكندية سوف تقوم بمضاعفة جهودها لمقاومة هؤلاء الذين يأملون فى أن ينقلوا وحشيتهم إلى الأراضى الكندية. ومن جانبه، وصف جيم واتسون عمدة أوتاوا حادث إطلاق النار على مبنى البرلمان بأنه يوم حزين ومأساوى لكندا، وأضاف أن الدافع وراء إطلاق النار الدموى غير معروف حتى الآن. كما أعرب واتسون عن تعازيه لأسرة الجندى الكندى الذى توفى متأثرا بجراحه جراء إطلاق النار عليه بالقرب من نصب الحرب الوطنى أمام البرلمان. ومن جهتها ، طلبت الشرطة الكندية على حسابها بموقع التواصل الاجتماعى تويتر من سكان المناطق المجاورة لمبنى البرلمان الابتعاد عن النوافذ وأسطح المنازل بينما تقوم بالبحث عن مشتبهين آخرين، فيما لم ترد تقارير عن إصابة أحد داخل مبانى البرلمان. وأوضحت شرطة أوتاوا أنه تم إطلاق أعيرة نارية على موقعين فقط فى المدينة هما نصب الحرب الوطني، وداخل مبنى البرلمان القريب، وأكدت أنه لم يكن هناك أى إطلاق للنار على مركز للتسوق قريب كما ذكر الشرطة من قبل. وذكرت صحيفة «ذا جلوب أند ميل» الكندية أن السلطات الكندية حددت هوية المشتبه بقيامه بإطلاق النار فى أوتاوا على أنه يدعى مايكل زيهيف بيبيو ، وهو مواطن كندى من أصول جزائرية ولد عام 1982 ، وتمت إدانته قبل 3 سنوات فى عملية سرقة بالإكراه فى ولاية كيبيك. وحتى الآن لم تعلن السلطات الكندية بشكل قاطع عن عدد المنفذين للعملية التى تعد الأكبر فى تاريخ كندا، ولكن التصريحات التى أعلنتها السلطات ترجح أن الحادث يمكن أن يكون ردا على مقتل إرهابى قبل أيام فى أعقاب مطاردة الشرطة له بعد دهسه إثنين من أفراد الجيش الكندى فى ولاية كيبيك ومحاولته الفرار وإشهاره السلاح فى مواجهة الشرطة. من ناحية أخري، سادت حالة من الغضب فى الشارع الكندى عقب الحادث الإرهابي، وأعرب العديد عن صدمتهم من إمكانية تعرض كندا لعمليات إرهابية مماثلة. وفى استجابة أمنية سريعة تم اغلاق كل المصالح والهيئات الحكومية والمجتمعية بالعاصمة، وكذلك كل المحال التجارية فى المناطق المحيطة بالبرلمان وتوقفت حركة المواصلات من وإلى وسط العاصمة، فى حين تم إغلاق المدارس ومنع الطلبة من الخروج لحين انتهاء إجراءات التأمين المطلوبة. ويرى بعض المحللين أن تواتر العمليات الإرهابية فى الداخل الكندى ربما يمنح حكومة هاربر والمحافظين الكنديين شعبية أكبر فى الأيام القادمة، مما يقلل من فرص الليبراليين فى الانتخابات البرلمانية التى تستعد كندا لها خلال شهور. وكان السياسيون يرجحون أن الحكومة الكندية القادمة ستكون حكومة ليبرالية بالتأكيد خاصة وأن حالة من عدم الرضاء عن أداء حكومة هاربر المحافظة تسود الشارع الكندي، وهو الأمر الذى قد يشهد تغيرا ملحوظا فى الايام القليلة القادمة. وعلى صعيد متصل، وصف الرئيس الأمريكى بارك أوباما حادث إطلاق النار فى أوتاوا بأنه «مأساوي» وقال إنه يعزز الحاجة إلى اليقظة ضد أعمال العنف والإرهاب. وأضاف أوباما فى حديثه للصحفيين فى البيت الأبيض أنه لا يملك معلومات بشأن دوافع إطلاق النار أو ما إذا كان المسلح الذى أطلق عشرات الأعيرة داخل البرلمان الكندى ضمن شبكة أوسع نطاقا، لكنه تعهد بأن تعمل الولاياتالمتحدةوكندا سويا. وذكر البيت الأبيض فى بيان أن أوباما عرض مساعدة الولاياتالمتحدة فى اتصال هاتفى مع رئيس الوزراء الكندى ستيفن هاربر الذى كان فى البرلمان وقت إطلاق النار، كما أعرب عن تضامن الشعب الأمريكى مع كندا فى أعقاب الهجمات . فى الوقت نفسه، قال مسئولون أمريكيون أن مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف بى أي» أبدى استعداده للتعاون مع السلطات الكندية لمواجهة الهجوم المسلح الذى تعرض له مبنى البرلمان. وأضاف المسئولون الذين رفضوا ذكر أسمائهم أنه لم يتم استبعاد شبهة وقوع عمل إرهابى فى واشنطن عقب الأحداث التى جرت فى كندا. يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف بى آى » أنه قرر رفع درجة التأهب بين جميع الأجهزة الأمريكية عقب دعوات عناصر تنظيم داعشبشن هجمات ضد المؤسسات العسكرية والأمنية بالولاياتالمتحدة. فى الوقت نفسه،أعرب رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون عن دعمه لنظيره الكندى هاربر بعد الحادث الإرهابي. وفى باريس، أعرب الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند عن تضامن فرنسا الكامل مع كندا إثر الحادث الإرهابي.