أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى اهتمام الدولة بآليات تطوير الجامعات للقيام بدورها فى نشر رسالة العلم والتنوير، ورفع درجة الوعى والمشاركة الفاعلة لدى طلاب الجامعات المصرية فى كل مناحى الحياة. وشدد على أهمية تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص فى التعليم وفرص العمل، منوهاً إلى دور العلم فى تحقيق التنمية على كل مستوياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتى يتعين أن يشارك الشباب فى تحقيقها، من خلال مساهماتهم فى المشروعات الوطنية الكبرى، التى تنفذها مصر، وفى مقدمتها تنمية محور قناة السويس، ومشروع التنمية الزراعية، فضلاً عن مشروعات الإسكان والمشروع القومى لإنشاء الطرق. جاء ذلك فى كلمة الرئيس مساء امس بقاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، خلال حفل تكريم أوائل خريجى الجامعات المصرية بحضور رئيس مجلس الوزراء . وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس مَنَحَ أوائل خريجى الجامعات المصرية نوط الامتياز من الطبقة الثانية. ثم ألقى كلمة استهلها بتوجيه التحية لروح الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى ذكرى رحيله. كما وجه التحية لكل من أسهم فى إنشاء جامعة القاهرة، معرباً عن أمله فى أن تصبح هذه الجامعة وسائر الجامعات المصرية فى مصاف أفضل جامعات العالم. كما شدد الرئيس على أهمية الارتقاء بمستوى الطلاب، وزيادة مشاركتهم فى تطوير الأداء الأكاديمى لجامعاتهم والالتزام بتطبيق معايير الجودة العالمية، منوها إلى توجيه الرئيس بمضاعفة أعداد الدارسين المبعوثين إلى الخارج. وقد دعا الطلاب إلى أهمية الالتفات إلى تحصيل العلم فى بداية العام الدراسى الجديد، وعدم الاِنخراط فى أى أنشطة سلبية أو الاِنجراف وراء أفكار هدامة تستهدف النَيْل من مقدرات الوطن. وأضاف يوسف أن الرئيس قد أعلن فى كلمته عن تخصيص نسبة 50% للشباب فى المجالس المتخصصة التابعة لرئيس الجمهورية، التى سيتم الإعلان عنها فى مستقبل قريب. وقد نوّه الرئيس إلى أهمية إعداد وتأهيل الشباب سواء للالتحاق بسوق العمل أو لتعزيز مشاركتهم المجتمعية فى شتى مناحيها، مؤكداً ضرورة تضافر جهود كل مؤسسات المجتمع فى تأهيل وإعداد الشباب، وألا تقتصر تلك المسئولية على الجامعات فحسب، حيث يجب أن يكون هناك دور لمؤسسات الفكر والرأى العام والمجتمع المدنى، وكذا وسائل الإعلام، التى باتت تلعب دوراً محورياً فى تشكيل الوعى وتوجيه الرأى العام، والتى ظهر دورها جلياً على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، ومن ثم فإنه من الأهمية بمكان أن يعكس الإعلام قيمة وقيم الدولة المصرية وحضارتها العريقة، لتحصين الشباب ضد أى أفكار مغلوطة، فى عصر تعددت فيه وسائل تداول المعلومات. وفى الختام، ذكر الرئيس أن لقاءه السنوى مع أوائل خريجى الجامعات المصرية وتكريمه لهم سيصبح تقليدا سنويا، تقديرا للطلاب المجتهدين والمتميزين الذين سيثرون الواقع المصرى بإسهاماتهم الفكرية وابتكاراتهم العلمية. كما طلب التقاط صورة تذكارية لخريجى الكليات المدنية مع زملائهم من طلاب الكليات العسكرية الذين حضروا الحفل، وذلك تجسيدا لمعانى التكاتف بين كل أبناء الشعب المصري، ورمزا للوحدة والاعتزاز المتبادل بين الشعب، وكل من القوات المسلحة والشرطة.
أسماء المكرمين أحمد صلاح إبراهيم عبدالوهاب، ومحمد عبدالله محمد عبدالرءوف اللقاني، وأنفال عبادة حسان محمد، وآية محمد عطية خطاب، وإيمان أحمد عطا الله إبراهيم، ومحمد عبدالمنعم أحمد علي محمد، وعثمان عبدالمعطي عثمان علي، ولبني ماهر حلمي مهني، ورحاب عبدالله عبدالسميع خطاب، وسارة صلاح صالح فهيد، وياسمين محمود سيد علي أحمد، وشيماء محمد يوسف عبد الله، وصالح السيد سيد رضوان، وخالد عبدالنبي رمضان عبداللطيف، وإلهام عاطف عبدالعظيم علي، وأحمد فرج فهمي أحمد السمان، وعلاء محمد علي جمال الدين المصري، وجمعة السيد عامر قطب، وسالي يحيي محمد محمد مسعد الطحان، وأحمد حسين عبدالعزيز عبدالقوي، ونورا محمد سليمان أحمد، وممدوح حسن مصطفي عبدالجواد، ومارينا فايق فتح الله سيدهم، ومني سامي علي محمد عوض، وخالد فوزي قطب سليم، ومحمد محمد أبو هاشم علي أبو هاشم، وشيماء ناصر لطفي السيد فودة. ثانى أقدم الجامعات المصرية والثالثة عربيا جامعة القاهرة (الجامعة المصرية أو جامعة فؤاد الأول سابقاً)، هى ثانى أقدم الجامعات المصرية والثالثة عربيا بعد جامعة الأزهر وجامعة القرويين . تأسست كلياتها المختلفة فى عهد محمد علي، كالمهندسخانة (نحو عام 1820) والمدرسة الطبية عام 1827، ثم ما لبث أن أغلقت فى عهد الخديو محمد سعيد (حوالى 1850). بعد حملة مطالبة شعبية واسعة بإنشاء جامعة حديثة بقيادة مصطفى كامل وغيره. تأسست هذه الجامعة فى 21 ديسمبر 1908 تحت اسم الجامعة المصرية على الرغم من معارضة سلطة الاحتلال الإنجليزى بقيادة لورد كرومر. أعيد تسميتها لاحقاً فعرفت باسم جامعة فؤاد الأول ثم جامعة القاهرة بعد ثورة 23 يوليو 1952. وبدأت فكرة إنشاء جامعة عندما أرسل الزعيم مصطفى كامل إلى الشيخ على يوسف صاحب جريدة المؤيد برسالة يدعو فيها إلى فتح باب التبرع لمشروع بناء جامعة وأعلن مبادرته إلى الاكتتاب بخمسمائة جنيه لمشروع إنشاء هذه الجامعة، وكان هذا المبلغ كبيرًا فى تلك الأيام؛ فنشرت الجريدة رسالته فى عدد 30 سبتمبر 1906، ولم تكد جريدة المؤيد تنشر الرسالة حتى توالت خطابات التأييد للمشروع من جانب أعيان الدولة، وسارع بعض الكبراء وأهل الرأى بالاكتتاب والتبرع. ونشرت الجريدة قائمة بأسماء المتبرعين، وكان فى مقدمتهم حسن بك جمجوم الذى تبرع بألف جنيه، وسعد زغلول وقاسم أمين المستشاران بمحكمة الاستئناف الأهلية، وتبرع كل منهما بمائة جنيه، وتبرع مصطفى بك الغمراوي، وكان من وجهاء بنى سويف بمبلغ 500 جنيه للجامعة المصرية، وتلاه اكتتابات عديدة فى جرائد مختلفة، ونظرا لصدق الفكرة ومصداقية الداعين اليها فقد ظهر المشروع فجأة من تلقاء نفسه، وتقرر تأليف لجنة لتلقى الاكتتابات ونشر الدعوة بصفة منتظمة. غير أن عملية الاكتتاب لم تكن منظمة، فاقترحت جريدة المؤيد على مصطفى كامل أن ينظم المشروع، وتقوم لجنة لهذا الغرض تتولى أمره وتشرف عليه من المكتتبين فى المشروع، فراقت الفكرة لدى مصطفى كامل، ودعا المكتتبين للاجتماع فى منزل سعد زغلول الذى كان آنذاك مستشاراً فى محكمة الاستئناف الأهلية. وأيد الحاضرون اكتتابهم للجامعة، واتفقوا على عدة قرارات، كان أولها انتخاب اللجنة التحضيرية التى مثل فيها سعد زغلول بك وكيلا للرئيس العام، وقاسم أمين بك سكرتيرا للجنة واستقروا على تسمية الجامعة «بالجامعة المصرية»، وبلغ إجمالى الاكتتابات 4485 جنيها. وحرصا من جانب القائمين على تنفيذ الفكرة على الا يتعرضوا الى هجوم من جانب سلطات الاحتلال أو الحكومة، فقد أعلنوا فى نص الدعوة للمشروع أن الجامعة ليس لها صبغة سياسية، ولا علاقة لها برجال السياسة، وأن الهدف من إنشائها إنما لتكون مدرسة لتعليم العلوم والآداب لكل طالب علم مهما يكن جنسه ودينه وكان المساهمون فى الاكتتاب للمشروع فى البداية جميعا من صفوة المصريين من البكوات والأفندية وبعض العلماء والمشايخ. ثم بدأ أمراء الأسرة الحاكمة يتابعون برعايتهم المادية وبجهودهم تسهيل مهمة إقامة هذه المؤسسة. ونتيجة للمصاعب المالية التى تعرضت لها الجامعة خلال الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918) انتقل مبناها إلى سراى محمد صدقى بميدان الأزهار بشارع الفلكى اقتصاداً للنفقات. وقد كافحت الجامعة الوليدة لتقف على قدميها، ولكى تتمكن من إعداد نواة لهيئة التدريس بها بادرت بإرسال بعض طلابها المتميزين إلى جامعات أوروبا للحصول على إجازة الدكتوراه والعودة لتدريس العلوم الحديثة بها وكان على رأس هؤلاء المبعوثين طه حسين. وقد أعلنت الأميرة فاطمة عن رغبتها فى المساهمة الكفيلة بضمان استمرار المشروع، وكذا توطيد أساس جميع أركانه، حيث أعلنت أنها على استعداد لبذل ما لديها لأجل ذلك. فأوقفت ستة أفدنة خصتها لبناء دار جديدة للجامعة، هذا بخلاف 661 فدانا من أجود الأراضى الزراعية بمديرية الدقهلية، من ضمن 3357 فدانا خصصتها للبر والإحسان وجعلت للجامعة من صافى ريعها 40% بعد خصم استحقاقات ومرتبات يبلغ مجموعها 5239 جنيها كل سنة، وقدر إيراد هذه الوقفية بميزانية الجامعة بمبلغ 4000 جنيه سنويا. كما أعلنت الأميرة فاطمة فيما بعد أن سائر تكاليف البناء سوف تتحملها كاملة والتى قدرت آنذاك ب26 ألف جنيه، وذلك بعرض بعض جواهرها وحليها للبيع التى كانت قد أهدتها للمشروع وأن على إدارة الجامعة أن تتولى بيعها وفقا لما يتراءى لمصلحة الجامعة. فعندما عرضوها بالجامعة لم يتم التوفيق فى بيعها، فاتخذوا قرارا بأن يعرضوها للبيع خارج القطر المصرى . وفى حفل وضع حجر الأساس تبرعت أيضا بدواية ومسطرين وشاكوش وحوض من الذهب الخالص للمساهمة فى بناء مبانى الجامعة. وتضم الجامعة عددا كبيرا من الكليات الجامعية و تقع الجامعة فى مدينة الجيزة وبعض كلياتها تقع فى أحياء المنيل والمنيرة والدقي، و عدد خريجيها الحائزين على جائزة نوبل هم 3 وتم تصنيفها عالميا ضمن قائمة أكبر 500 جامعة على مستوى العالم ويتخرج فيها سنوياً ما يزيد على 155 ألف طالب . وقد شارك فى انشاء جامعة القاهرة حشد كبير من نخبة المجتمع من مثقفين و رجال دين وامراء وباشوات وبكوات وأفندية ، وهو المشروع الذى التف حوله واجتذب مساهمات من كل طبقات الشعب . رؤساء مصر والعالم .. تحت القبة
رؤساء كثيرون مصريون وأجانب ألقوا خطابات مهمة من تحت قبة الجامعة، أولهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي ألقي نحو 26 خطاباً بجامعة القاهرة، منها 7 خطب بمناسبة عيد العلم، وخطب بمناسبة عيد الوحدة مع سوريا، وخطب بمناسبة افتتاح عدد من المؤتمرات من بينها مؤتمر الشباب مايو 1966، المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي والاحتفال بالعيد ال16 للثورة عام 1968، وافتتاح مؤتمر الشعوب الإفريقية من جامعة القاهرة عام 1961، والمؤتمر الوطني الفلسطيني 1965. ومن بعده ألقى الرئيس الراحل محمد أنور السادات خطابين من تحت قبة الجامعة، بينما زارها الرئيس الأسبق حسني مبارك مرتين . وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك أول رئيس أجنبي يخطب تحت القبة في 8 أبريل عام 1996في أثناء مشاركته في افتتاح مستشفى قصر العيني الفرنساوي بالقاهرة، على هامش عقد مؤتمر «عدم الانحياز». كما ألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الرابع من يونيو 2009 خطبةً سُمّيت «بداية جديدة»، في قاعة الاستقبال الكبرى في جامعة القاهرة، وكانت الخطبة وفاءً بوعد من أوباما في أثناء حملته الانتخابية بأن يوجه رسالة إلى المسلمين من عاصمة إسلامية في أشهره الرئاسية الأولى.