كان الرئيس عبد الفتاح السيسى واضحاً حاسماً وهو يؤكد قدسية التراب الوطنى وأن الدماء التى حررت سيناء وطناً وتراباً لن تقبل فى يوم من الأيام أن تفرط فى حبة رمل منها..كان حديث السيسى رداً على ما نشر فى وسائل الإعلام فى إسرائيل حول حصول الفلسطنيين على جزء من سيناء تقام عليه الدولة الفلسطينية. الحقيقة أن هذه القضية أثيرت كثيراً فى أوساط سياسية داخل إسرائيل وخارجها، وقد شجع على تداول هذه الأفكار الشاذة إهمال الحكومات المصرية المتعاقبة لمشروعات التنمية فى سيناء.. كان هناك مشروع ضخم بدأ بترعة السلام وانتهى إلى فراغ رهيب فقد كان مقدراً لهذا المشروع 84 مليار جنيه أنفقت منها الدولة 14 مليارا فقط خلال عشرين عاما ..إن إهمال سيناء هو الذى شجع إسرائيل أن تفكر فى تبادل الأراضى مع مصر لإنشاء الدولة الفلسطينية.. لا اعتقد أن هناك مصريا واحدا يقبل التنازل عن حبة رمل فى سيناء.. وكان الرد الايجابى على ذلك كله هو البدء أولا فى تحرير سيناء من الإرهاب، وقد خاض جيش مصر وشرطتها معارك دامية وسقط عشرات الشهداء فى هذه المواجهات مع هذه اللعنة التى انتشرت فى كل ربوع العالم ومع مشروع تنمية سيناء يأتى مشروع إنشاء قناة السويس الجديدة التى ستفتح آفاقا واسعة لتحويل هذه المنطقة إلى مصدر من أهم مصادر تنمية الاقتصاد المصرى.. سوف تأتى بعد ذلك مشروعات أخرى لتسكين ثلاثة ملايين مواطن كمرحلة أولى فى سيناء لأن البشر هم مصدر الحماية للأوطان .. حين تركنا سيناء خالية أصبحت مطمعا للآخرين والآن سوف تكون سيناء أول مصادر الرخاء لمصر .. إن إسرائيل فى كل الحالات تريد إشعال الفتن بين شعوب المنطقة وقد نجحت فى ذلك أمام الحروب الأهلية والمعارك والتقسيمات التى جعلت ثلاث دول عربية هى العراق وسوريا وليبيا تخرج من المعادلة السياسية والجغرافية وتسودها المعارك والفوضى..ان حماية سيناء تبدأ من التنمية بكل أشكالها وأن يشعر سكان هذا الجزء العزيز من الوطن أنهم أصحاب حق فيه. http://[email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة