أعادت لنا صورة الجيش المصري وهو يخترق رمال سيناء ذكري العبور العظيمة وهي لحظة لم تشاهدها الأجيال الحالية ولكننا عشناها وترسخت في أعماقنا رغم كل محاولات التشويه وغياب الذاكرة التي احاطت بهذا المشهد التاريخي العظيم.. انطلقت وحدات الجيش المصري الي سيناء وكان ينبغي ان يحدث ذلك منذ سنوات بعيدة..كان ينبغي ان يحدث ونحن نتحدث عن مشروع تنمية سيناء الذي تاه في سراديب حكومات متراخية لأن التنمية لا يمكن ان تصبح واقعا بلا حماية..كان ينبغي ان يحدث ذلك حين شهدت سيناء أكثر من عملية إرهابية سقط خلالها العشرات من الشهداء..كان ينبغي ان يحدث ذلك حين سقط16 شهيدا وهم يتناولون إفطار رمضان في ساعة إيمان ربانية..كان ينبغي ان تنطلق هذه القوات لتؤكد دائما ان سيناء ارض مصرية وجزء عزيز من هذا الوطن, ليس فقط لأنه مستقبل ابناءنا ولكن لأنه يضم رفات شهداءنا. ان دخول قوات الجيش المصري الي سيناء هذه المرة يختلف تماما عن كل المرات السابقة..لقد وصلت الطائرات المصرية وحلقت فوق العريش ورفح وطافت في كل مكان لتؤكد ان اقدار الشعوب لا تصنعها اوراق مكتوبة ولكن تقررها إرادة واعية..كان الجميع يتحدث عن كامب ديفيد وانها حرمت سيناء من جيشها وهذا هو الفرق بين إرادة شعب حر قادر علي حماية ارضه وترابه وتلال اوراق تعمي العيون وتستبيح المصائر..كانت محنة شبابنا المختطفين من الجنود اختبارا حقيقيا وتأكيدا ان جيش مصر سيبقي درعها ومصدر قوتها وشموخها, وإذا كان الإرهاب قد وجد طريقا له في سيناء امام حسابات كثيرة خاطئة في سلطة القرار في الماضي والحاضر فإن تحرك الجيش المصري كان اختبارا لهيبة الدولة وتأكيدا ان سيناء تحتاج الي يد قادرة تحميها ولن يكون ذلك إلا بالتنمية الحقيقية وان يشعر المواطن السيناوي إنه صاحب حق في هذا الوطن وهذا التراب ويجب ان تكون عودة الجيش هذه المرة الي سيناء مختلفة تماما عن كل ما مضي وإذا كانت الحكومة تسعي لتسويق إقليم قناة السويس فإن الأهم من ذلك كله هو إقليمسيناء.. فتنمية سيناء هي التحرير الحقيقي. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة