هل كان من الضروري ان تحدث مذبحة رفح حتي نفتح ملف سيناء.. هل كان من الضروري ان يسقط كل هؤلاء الشهداء حتي تدرك الدولة المصرية بكل مؤسساتها مايحيط بسيناء من مخاطر.. منذ سنوات طويلة وخلال العهد البائد صدرت صيحات كثيرة علي كل المستويات السياسية والإعلامية والوطنية وكلها كانت تطالب بالإهتمام بقضايا التنمية في سيناء.. جميع الحكومات المصرية اهملت ملف سيناء وبدأت الخلايا الإرهابية امام الفراغ الأمني تتسلل إلي مواقع كثيرة في قلب سيناء ثم كانت تجارة المخدرات وعمليات تهريب السلاح وهنا بدأت الأحداث الإرهابية في طابا وشرم الشيخ ولم يستوعب احد كل هذه الرسائل.. وبعد ثورة يناير ظهرت الميليشيات الإرهابية بصورة واضحة وصريحة في الهجوم علي خط تصدير الغاز واقسام الشرطة وقوات الأمن.. لقد تركنا سيناء زمنا طويلا دون ان نهتم بما يحدث فيها.. علي المستوي الأمني تحولت إلي قلاع للإرهابين من كل لون وجنس.. وعلي المستوي الإقتصادي كان التركيز علي الشواطئ والسياحة بينما بقيت جموع الشعب في سيناء تعاني ظروفا حياتية صعبة حيث لا خدمات ولا إستقرار ولا أمن وافاقت الدولة المصرية علي كارثة رفح وسقط الشهداء الصائمون امام عصابات الإرهاب, إن ما يحدث الأن في سيناء كان امرا ضروريا منذ سنوات بعيدة مضت ولكنه الإهمال.. اذكر يوما انني جلست مدة طويلة مع الراحل اللواء منير شاش وكان عاشقا لسيناء وقرأت معه تلالا من الأوراق والتقارير والمشروعات التي لم تنفذ الحكومة شيئا منها وقد ظل الرجل يعمل محافظا لسيناء14 عاما لم يزرها مسئول واحد وحين ترك منصبه صدر قرار بتعيينه مستشارا لرئيس الوزراء لشئون سيناء وبقي سنوات في هذا المنصب لم يطلب منه أحد شيئا يتعلق بسيناء ورحل الرجل عن دنيانا حزينا لأن حلمه في تنمية سيناء لم يتحقق.. اننا الآن نجني الثمار المرة لإهمال هذه القطعة من ترابنا الوطني فهل افقنا بالفعل ام انها صحوة مؤقتة يعود بعدها مسلسل الإهمال القديم. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة