تسابق الحكومة الزمن للبحث عن حلول جذرية لأزمة الكهرباء خاصة من المصادر المتجددة والطاقة النووية والإعداد الفعلى لإنشاء محطة طاقة نووية لتوليد الكهرباء بمنطقة الضبعة لتوليد 3 آلاف ميجاوات والذى سيحتاج ، كما تشير د.هدى أبو شادى مدير مركز الدراسات والتطبيقات النووية السلمية التابع لجامعة القاهرة، إلى تأهيل وتدريب الفنيين الفيزيائيين وغيرهم ممن سيعملون فى مراحل الإنشاء المختلفة للمفاعل وحتى التشغيل ، والذى قد يصل عددهم فى المحطة الواحدة إلى أكثر من 900 فنى فى مجال السباكة والكهرباء واللحام والنظافة والبناء. ومن ثم يجب أن يكونوا على دراية تامة بسبل الحماية والأمان النووى وكيفية التعامل الآمن مع المواد المشعة وهذا ما ينادى به المركز منذ سنوات إلى جانب أنه المركز الوحيد على مستوى الجامعات المصرية المعنى بتدريب وتأهيل الفنيين الفيزيائيين بكل الهيئات التى تستخدم مواد مشعة مثل المستشفيات وشركات الأدوية والمعامل والمراكز البحثية التى تستخدم أجهزة ومواد إشعاعية. وتوضح د.هدى ابو شادى مدير المركز ومنسق الوقاية الإشعاعية مع هيئة الرقابة النووية ، وهيئة الطاقة الذرية أن المركز يقوم بإجراء البحوث فى المجال النووى ، وتسجيل الدراسات العليا الخاصة بالعاملين فى المنشآت البحثية إلى جانب تبادل الخبرات النظرية والتطبيقية بين المركز والهيئات النووية. وتضيف د. هدى أن جامعة القاهرة هى الجامعة الوحيدة التى أقرت بناء على توصيات المركز بإقامة دورة الوقاية الإشعاعية إجباريا لكل من يعمل بمنشأة بها استخدامات لمواد مشعة على مستوى كليات ومراكز الجامعة، وسيتم استلام مجموعة من الأجهزة الخاصة بقياس الإشعاع فى سبتمبر المقبل والتى ستمكننا من التدريب العملى للفنيين فى جميع المنشآت. وأشارت د.هدى إلى أن هناك استخدامات لمواد نووية فى جهات عديدة مثل بعض مراحل تصنيع الأدوية وكذلك بأجهزة التشخيص والعلاج الإشعاعى لمرضى السرطان. ومن المشروعات المهمة للمركز على مدى السنوات الماضية، مشروع تعاون مع أكاديمية البحث العلمى لتقويم الدراسات النووية فى مصر بهدف التعرف على قدرة مصر فى بناء المفاعل النووى، واحتياجاتها من علماء الفيزياء والمهندسين والفنيين، إضافة إلى وضع برامج لتثقيف أهالى الضبعة والمناطق المجاورة عن جدوى المشروع النووى وأهميته لتنمية المنطقة. كما تم تأسيس شبكة لدراسات التطبيقات النووية السلمية تمولها أكاديمية البحث العلمى لتدريب الباحثين فى مجال الوقاية الإشعاعية ، وإنتاج بحوث فى مجال الحد من الإشعاعات النووية للعاملين أو من يعالج من أمراض السرطان. كما سبق أن طالبت وزارة التعليم العالى المركز بوضع تصور لإنشاء كليات تكنولوجية تخدم مصر فى مجال دراسات الإشعاع النووى فقمنا بتصميم ثلاث كليات تكنولوجية بالتعاون مع كلية الهندسة وهيئة الأمان النووى وأعددنا الشروط الواجب توافرها لكل من يتعامل فى هذه المنشآت وتم تحضير البرامج التعليمية ولكن المشروع توقف بعد قيام الثورة. وفى المجال الدولى، قمنا بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية الفرنسية فى مجال الفيزياء الطبية والوقاية الإشعاعية، كما تعاونا مع هيئة الطاقة الذرية الإيطالية فى بحوث السيكلوترون. إلى جانب ذلك تقدمت هيئة الطاقة الذرية المصرية بطلب للوكالة الدولية للطاقة الذرية لكى تكون جامعة القاهرة عضوا فى شبكة التعليم الخاصة بالوكالة حتى يتاح للباحثين الحصول على الدراسات الحديثة والكتب الخاصة بالأمان النووى مجانا خاصة وأننا نفتقد على مستوى مصر الخبرات الدولية فى هذا المجال. ولعل من أهم مشكلات المركز فى الوقت الراهن هو نقص التمويل وعدم معرفة العديد من التنفيذيين بجامعة القاهرة بأهمية وجدوى هذا المركز فى تعزيز مشروع مصر النووى بتخريج كوادر مواكبة للتطور العلمى وقادرة على الإسهام فى تقدم ورفعة هذا الوطن.