استعداداً لدخول مصر عصر المفاعلات النووية واقامة أول مفاعل نووي لتوليد الكهرباء تم افتتاح أول مركز للدراسات النووية بجامعة القاهرة لإعداد الكوادر المؤهلة في هذا المجال من خلال اتاحة دراسة الماجستير والدكتوراه لخريجي الكليات العملية والباحثين ويضم المركز أول معهد تكنولوجي للعلوم النووية يقبل خريجي الثانوية العامة العام القادم. المركز الذي يقع في مدينة الشيخ زايد هو الاول من نوعه وبه بيت الخبرة الذي يجمع التخصصات النووية لخدمة المشروع النووي القومي في مجال الاستخدامات السلمية في الزراعة والصناعة والدواء .. اضافة لإعداد ورش عمل لتدريب المتعاملين مع المواد المشعة علي كيفية حماية انفسهم وحماية المرضي أثناء التعامل مع معامل التحاليل ومراكز الاشعة بأنواعها ومعاهد الاورام. تقول د. هدي أبوشادي مديرة المركز إن المركز افتتح رسمياً منذ أربعة شهور بهدف تطوير وتحديث الدراسات النووية والاستخدامات السلع نظرياً وعملياً.. وهو مركز بحثي والدراسة به لخريجي الكليات العملية للحصول علي الدكتوراه والماجستير.. وأيضا للطلبة لتدريبهم والاشراف علي ابحاثهم العلمية في مجالات الطاقة النووية. تضيف ان الاستخدامات والتطبيقات السلمية للطاقة النووية اصبحت ضرورية في جميع مجالات الحياة ومعظم دول العالم تمتلك مفاعلات نووية بدون خوف او ذعر من اضرار تسرب أي اشعاعات ضارة.. وحيث ان مصر مقبلة علي عصر جديد لبناء المفاعل النووي الاول لتوليد الطاقة الكهربائية.. جاءت فكرة إقامة مركز الطاقة النووية لنشر التوعية وثقافية الامان النووي وإعداد كوادر وجيل من المتخصصين في إدارة وتشغيل المفاعلات وفي جميع مجالات التطبيقات السلمية في حياة المواطنين وكيفية التعامل معها وتجنب أي ضرر منها. تؤكد ان المركز يهدف أيضا لتدريب جميع المتعاملين مع المواد النووية علي كيفية استخدامها بأمان والتخلص من مخلفاتها الخطرة ولذلك نقوم بعمل ورش عمل تدريبية لجميع العاملين بمعامل التحاليل الطبية ومعامل الكليات العملية كالعلوم والصيدلة والهندسة التي تستخدم المواد النووية.. وكذلك المعامل الطبية داخل المستشفيات وخاصة مستشفيات ومراكز علاج الاورام.. وايضا تدريب اطباء الاشعة لان الاستخدامات السلمية في هذه الاماكن تعد من اساسيات التعامل اليومي في حياتنا.. حيث يتم خلال ورش العمل محو الجهل بكيفية التعامل مع المواد المشعة في الطب والمعامل.. وتحديد طرق قياس مدي الاشعاع وكذلك المدة التي يجب تعريض المريض فيه للاشعة سواء الرنين المغناطيسي أو المسح الذري أو الاشعة المقطعية وغيرها لتشخيص وعلاج الامراض. تقول ان المركز قام ايضا بتدشين أول شبكة للتطبيقات النووية السلمية مع اكاديمية البحث العلمي وجامعة "نانت" الفرنسية والمركز الاوروبي للفيزياء الطبية للاستفادة من التطبيقات السلمية في مجالات الزراعة والصناعة مثل مجال تشعيع الحبوب اثناء تخزينها بدلاً من استخدام المواد الكيماوية الضارة... وكذلك مجال تشعيع اللحوم المجمدة لمنع اصابتها بالبكتريا وغيرها من المجالات والتطبيقات لخدمة المواطن والمجتمع . تؤكد ان المركز يتعاون مع جميع الهيئات المتخصصة في التطبيقات النووية المصرية كهيئة الطاقة الذرية وهيئة المواد النووية وهيئة المفاعلات النووية وهيئة الرقابة الاشعاعية من خلال تنفيذ المشاريع العلمية للباحثين داخل هذه الهيئات والاستفادة من الامكانيات والمعامل لديهم لحين تزويد المركز بهذه المعامل في الفترة القادمة بعد توفير مصادر التمويل للازمة لهذا الغرض حيث يقوم المركز حاليا بالدراسة النظرية فقط من خلال نخبة من اساتذة الهندسة النووية والكيميائية والجيوفيزياء الاشعاعية بالجامعات المصرية والاشراف علي الرسائل والابحاث العلمية للدارسين بالمركز. يؤكد د. زياد خليفة استاذ الكيمياء الفيزيائية ومدير المشروعات بالمركز ان الهدف من اقامته ان يكون حجر الاساس وبيت الخبرة الذي يجمع كافة انواع التخصصات في مجال الطاقة النووية واستخداماتها لاعداد جيل من الطلبة وشباب الباحثين لخدمة المشروع القومي لانشاء وإدارة المفاعلات النووية المصرية والاستخدامات السلمية للطاقة النووية وان هذا المركز هو الخطوة الاولي لاقامة معاهد وكليات متخصصة في الطاقة النووية. يضيف أن المركز يعمل علي نشر التوعية والتدريب لاعضاء هيئة التدريس والفنيين بالمعامل والطلبة بكليات العلوم والطب والهندسة ومستشفيات علاج الاورام علي طرق استخدام المواد المشعة والوقاية من اضرارها وطرق قياس مدي الاشعاع لان الجامعات المصرية تفتقر لثقافة الاستخدام والتعامل الآمن مع المواد المشعة وفقاً للمعايير الدولية لوكالة الطاقة الذرية وكذلك التدريب علي الإدارة الامنة للتخلص من المواد الاشعاعية. يقول إن المركز يحتاج للتمويل المالي لان الميزانية المخصصة له من جامعة القاهرة ضئيلة جداً وهي تغطي مرتبات العاملين في المركز فقط.. لذلك نسعي جاهدين لزيادة مصادر التمويل من خلال عمل مشاريع علمية مشتركة محلية واجنبية تقوم علي نقل المعرفة والتدريب وإقامة المعامل المختصة وتوفير التمويل له. وبالنسبة للمشاريع المحلية تتم مع اكاديمية البحث العلمي والتي تتولي تقديم الدعم المادي بالكامل.. أما المشاريع الدولية مع العديد من الجهات الدولية كالاتحاد الاوروبي والوكالة الدولية للطاقة الذرية توفر لنا التكلفة المالية لتنفيذ هذه المشروعات. يضيف أن المركز يسعي لتأسيس أول معهد تكنولوجي للعلوم النووية يتبع وزارة التعليم العالي.. كأول معهد من نوعه علي مستوي دول الشرق الاوسط يمنح الدارسين فيه دبلومة في المنشآت النووية والعلوم الاشعاعية ويقبل طلبة الثانوية العامة.. والدراسة به لمدة عامين وسوف تبدأ الدراسة به العام الدراسي القادم والتقديم له عن طريق مكتب التنسيق بالاضافة لضرورة اجتياز اختبارات معينة ومقابلات شخصية سوف يتم تحديدها.. الدراسة بالمعهد الجديد تشمل 3 برامج تدريبية تخصصية الاول عن المنشآت النووية والثاني الامان الاشعاعي والثالث الهندسة النووية.. والبداية حددنا فيها عدد 30 طالبا لكل برنامج وذلك لخلق كوادر قادرة علي إدارة وتشغيل أول مفاعل نووي مصري لتوليد الطاقة المخطط اقامته عام .2020 يؤكد د. إبراهيم العسيري خبير الشئون النووية والطاقة الشمسية ان هذا المركز كان ضرورة ملحة لحاجة مصر لمراكز تدريبية في مجالات الطاقة النووية والمفاعلات النووية وجميع تطبيقاته السلمية التي يمثل التوسع فيها حلاً لجميع مشاكل مصر في مجالات الطاقة والصناعة والزراعة والطب والصيدلة. كما ان هذه التخصصات في حاجة إلي دراسات مكثفة سواء الجامعية كالدبلومة أو الدراسات العليا.. وكانت مصر رائدة في المجال حيث أقامت جامعة القاهرة برنامجه للحصول علي دبلومة في الهندسة النووية في الثمانينيات وتخرج فيه دفعة واحدة ثم توقف. يري ان مركز الدراسات النووية يعتبر أول مركز تعليمي وتدريس وإعلامي لنشر التوعية باستخدامات النووية السلمية ونشر التوعية بالامان النووي لكل من يتعامل مع المواد النووية حتي نبدأ عصر بناء المفاعلات النووية لتوليد الطاقة بكوادر مؤهلة للتوسع في التطبيقات السلمية. يضيف أن دخول مصر عصر المفاعلات النووية يعني التوسع في استخدامها في انتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر وانتاج النظائر المشعة التي تستخدم في العلاج الطبي وتشخيص الامراض وعمليات قياسات الصناعة والابحاث الزراعية والري وتعقيم الحشرات الضارة بالمحاصيل الزراعة وغيرها لخدمة الاقتصاد والصحة. تقول كل من مارينا زاخر وإيمان عماد "طالبتين بكلية علوم القاهرة" ان المركز يساعد الطلبة في اعداد الابحاث العلمية.. وانهما حضرتا للمركز لحاجتهما لاستكمال بحثهما العلمي لاستخدام الاشعاع في القضاء علي أي بكتريا تصيب النبات قبل حصاده والاستغناء عن استخدام الري بالمبيدات الكيماوية.. لأن المركز يقدم لهما الخبرات النظرية عن طريق اشراف كبار الاساتذة والخبرات المعملية لدي الجهات المتخصصة في استخدام الطاقة النووية لحين تزويد المركز بالمعامل اللازمة والمركز هو الأول في الاستخدامات النووية علي مستوي الجامعات المصرية الذي يقدم هذه الخدمات وتشجيع الطلبة والخريجين في ابحاثهم ودراستهم العلمية. أكدتا ان هناك العديد من الابحاث التي ستطلب منهما خلال فترة الدراسة بالكلية في تخصصهما "التقنية الحيوية" الذي يضم علم الجينات والهندسة الوراثية وتركيب الأدوية وأطفال الأنابيب.. وتركز هذه الابحاث علي كيفية الاستفادة والتطبيقات السلمية للطاقة النووية في هذه التخصص وان افتتاح هذا المركز يمثل نقلة حضارية لخلق كوادر علمية في هذا المجال.