بمشاركة السيسي وبوتين.. انطلاق مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة    الإصلاح والنهضة: تحذير السيسي من المال السياسي يعكس موقفا صارما لحماية إرادة الناخبين    قطاع الدراسات العليا بجامعة عين شمس ينظم ورشة عمل بالتعاون مع بنك المعرفة    سعر الدولار يفاجئ الجنيه بارتفاع كبير.. شوف بكام    محافظ قنا يبحث مع اللجنة التنفيذية للمشروعات "الخضراء والذكية" إطلاق مبادرة "قنا تتحول للأخضر" لدعم الاقتصاد الدوار والطاقة النظيفة    «الإنتاج الحربي» تتعاون مع «ستارك السويسرية» لتصنيع المحركات الكهربائية    محافظ أسيوط: إزالة 12 حالة تعدي على أراضي زراعية وبناء مخالف    بسبب تراجع الانتاج المحلى…ارتفاع جديد فى أسعار اللحوم بالأسواق والكيلو يتجاوز ال 500 جنيه    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    وزير الإسكان يستقبل محافظ بورسعيد لبحث استعدادت التعامل مع الأمطار    قائد بالجيش السوداني يدعو إلى المشاركة في الاستنفار الوطني    الدفاع الروسية: قواتنا استهدفت منشآت البنية التحتية للطاقة والسكك الحديدية التي تستخدمها القوات الأوكرانية    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته فى فعاليات معرض "دبى الدولى للطيران 2025"    مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على قانون للإفراج عن ملفات إبستين    جلوب سوكر 2025.. رونالدو ينافس بنزيما على جائزة الأفضل في الشرق الأوسط    مصرع 8 أشخاص جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية فى فيتنام    30 ألف مشجع في المدرجات.. الأهلي وشبيبة القبائل في مواجهة مرتقبة    صلاح ينافس على جائزتي الأفضل في العالم من جلوب سوكر    القادسية الكويتي: كهربا مستمر مع الفريق حتى نهاية الموسم    الزمالك يستقر على موعد سفر فريق الكرة لجنوب أفريقيا    أحمد عيد يقترب من الأهلي رغم منافسة الزمالك    هشام يكن: أطالب حسام حسن بضم عبد الله السعيد.. وغير مقتنع بمحمد هاني ظهير أيمن    السبت.. إجراء القرعة الإلكترونية لاختيار حجاج الجمعيات الأهلية لموسم 1447ه – 2026م    الطقس اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025.. ارتفاع الحرارة وتحذير من شبورة كثيفة صباحًا    مصرع 6 عناصر شديدة الخطورة عقب تبادل إطلاق النيران مع الشرطة بالبحيرة    مقتل 6 عناصر شديدى الخطورة وضبط مخدرات ب105 ملايين جنيه فى ضربة أمنية    ضبط 3 متهمين بقتل شاب لخلافات بين عائلتين بقنا    مصرع 3 شباب في تصادم مروع بالشرقية    وزارة الصحة تغلق 11 مركزًا غير مرخص لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام    ياسمين رئيس تنضم لمسلسل «اسأل روحك» في رمضان 2026    نجاح كبير لمعرض رمسيس وذهب الفراعنة فى طوكيو وتزايد مطالب المد    كارثة طبيعية يُعيد اكتشاف كمال أبو رية بعد 40 عاما من مشواره الفني    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    وكيل صحة البحر الأحمر يتفقد مستشفى الغردقة العام    «الصحة»: فيروس «ماربورج» ينتقل عبر «خفافيش الفاكهة».. ومصر خالية تماما منه    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    منال عوض تترأس الاجتماع ال23 لصندوق حماية البيئة وتستعرض موازنة 2026 وخطط دعم المشروعات البيئية    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    أفضل مشروبات طبيعية لرفع المناعة للأسرة، وصفات بسيطة تعزز الصحة طوال العام    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    هنا الزاهد توجه رسالة دعم لصديقها الفنان تامر حسني    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    وزير الري يؤكد استعداد مصر للتعاون مع فرنسا في تحلية المياه لأغراض الزراعة    صحة البحر الأحمر تنظم قافلة طبية مجانية شاملة بقرية النصر بسفاجا لمدة يومين    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    بعد انسحاب "قنديل" بالثالثة.. انسحاب "مهدي" من السباق الانتخابي في قوص بقنا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور حامد رشدي رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق‏:‏
مطلوب مجلس أعلي للطاقة النووية
نشر في الأهرام المسائي يوم 23 - 07 - 2011

أكد الدكتور حامد رشدي رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق أن البرنامج النووي المصري لإنتاج الكهرباء مازال يعاني أزمات عديدة بسبب التخبط في الإدارة‏.
برغم أن البرنامج النووي البحثي حقق إنجازات عديدة في مجالات الطب والزراعة‏,‏ مشيرا إلي أن تقسيم هيئات الطاقة الذرية لتعمل في جزر منعزلة أضر كثيرا بالبرنامج النووي المصري‏,‏ مطالبا بإنشاء مجلس أعلي للطاقة النووية بعيدا عن وزارة الكهرباء تتوحد تحت مظلته وإدارته جميع الهيئات النووية والذرية‏.‏ وقال رشدي في حوار ل الأهرام المسائي‏:‏ إن الحكومة أغلقت ملف الضبعة النووي لأكثر من عشرين عاما‏,‏ ثم أعيد فتحه بتصريح صحفي لجمال مبارك في أحد مؤتمرات الحزب الوطني المنحل‏,‏ وليس بقرار سياسي‏,‏ مؤكدا أن وزارة الكهرباء استعانت بخبراء أجانب مشكوك في نزاهة استشاراتهم‏,‏ وتغاضت عن علماء وكوادر الطاقة النووية المصرية‏.‏ وأشار إلي أن الحديث عن تعطل المفاعلين البحثيين المصريين أقوال مغرضة‏,‏ واستعراض عضلات من بعض كوادر الأمان النووي‏,‏ وأن تمويل البرنامج النووي المصري سهل‏,‏ والانتقال من السلمي إلي العسكري يحتاج إلي قرار سياسي‏,‏ فإلي نص الحوار‏:‏
‏*‏ هل البرنامج النووي المصري يعاني أزمة؟
‏*‏ هناك خلط بين البرنامج النووي المصري و البرنامج النووي المصري لإنتاج الكهرباء‏.‏ لأن من يقولون إن البرنامج النووي المصري متوقف يقصدون برنامج إنتاج الكهرباء‏,‏ وبالتالي يفهم خطأ التعميم بوجود أزمة في البرنامج النووي بكامله‏,‏ فالبرنامج النووي بدأ في مصر منذ عام‏1957‏ ومستمر حتي الآن‏,‏ وكان وراء كثير من الإنجازات في كثير من المجالات العلمية المصرية مثل إدخال التقنيات النووية والإشعاعية في علاج وتشخيص الأمراض المختلفة بالمستشفيات‏,‏ وأيضا في تطوير الزراعة والصناعة‏,‏ وكثير من هذه المجالات بدأ الاستفادة من البرنامج النووي ولم يتوقف‏,‏ ولدينا مفاعل البحوث‏(1)‏ ومفاعل البحوث‏(2).‏
‏*‏ لماذا يعاني البرنامج النووي المصري لإنتاج الكهرباء أزمات متكررة؟
‏*‏ عندما قررنا إنشاء مفاعل لإنتاج الكهرباء حدثت الملابسات والمشكلات المصاحبة له‏,‏ فهذا المشروع بدأ في مصر عام‏1964,‏ وتم اختيار موقع برج العرب والتعاقد علي عمل دراسات عن ملاءمة الموقع لإقامة المحطة‏,‏ وشارك فيها العديد من المؤسسات الدولية‏,‏ ثم رؤي نقل الموقع من برج العرب إلي سيدي كرير غرب الإسكندرية‏,‏ وتم إنفاق مبالغ كبيرة علي تأهيل الموقع والاتفاق مع مكاتب خبرة أجنبية‏,‏ وبعدما استقر الرأي علي عمل المحطة هناك تقريبا جاء المجلس المحلي لمدينة الإسكندرية واعترض علي إقامة المفاعل في سيدي كرير بحجة أن المنطقة تمثل الامتداد الطبيعي لمدينة الإسكندرية‏,‏ وأن إقامة هذا المفاعل تعترض سبيل هذا الامتداد‏,‏ ومن هنا تقرر تغيير موقع المحطة من سيدي كرير إلي الضبعة في الثمانينيات‏,‏ ثم صدر قرار تخصيص الأرض وتحملت الدولة تكاليف تعويضات واضعي اليد من البدو وغيرهم‏,‏ وتمت إحاطة الموقع بأسلاك شائكة‏,‏ وبدأ النشاط تمهيدا لطرح المشروع في هذا الموقع علي المستوي الدولي عام‏1986,‏ إلا أن وقوع حادث انفجار المفاعل السوفيتي الأوكراني تشيرنوبل في أبريل من العام نفسه كان دافعا للعديد من الدول أن تعيد حساباتها مع البرنامج النووي‏,‏ حيث قررت معظم الدول تكثيف معايير الأمان في المفاعلات‏,‏ وبالتالي كان القرار المصري بعدم البت في مناقصة الضبعة تحسبا لظهور مواصفات أكثر تقدما وأمانا لمعايير الأمان النووي‏.‏
‏*‏ بعد أكثر من عشرين عاما تمت إعادة فتح ملف الضبعة النووي‏..‏ هل للحزب المنحل دور في ذلك؟
‏*‏ توقف المشروع ثم إعادة فتح ملف الضبعة مرة أخري كان مرهونا بمسألة تطوير المفاعلات‏,‏ وامتداد تعطيل المفاعل المصري لسنوات طويلة كان بسبب أزمة التمويل‏,‏ لكن إعلان كسر جمود ملف الضبعة لم يكن من قبل مؤسسة‏,‏ ولا الحزب الوطني المنحل بشكله المؤسسي‏,‏ لكن كان مجرد تصريح صحفي في مؤتمر الحزب عام‏2009‏ علي لسان جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع‏,‏ وبالتالي كان يمكن أن يعاد فتح الملف بقرار رئيس الجمهورية إذا كانت قد صدرت به توصية من الحزب الوطني‏,‏ لكنه كان مجرد تصريح علي لسان نجل الرئيس السابق‏.‏
‏*‏ فلماذا بدأت أجهزة الدولة فتح الملف مرة أخري؟
‏*‏ هذا أمر أثار التساؤلات‏:‏ لماذا بدأت مصر تستعد لطرح البرنامج لمجرد إعلان علي لسان جمال مبارك وليس بقرار من رئيس الجمهورية؟ وما هي السلطات التي كانت ممنوحة له وبمجرد إعلانه تقوم أجهزة الدولة بإعداد العدة والدراسات لطرح المشروع‏.‏
‏*‏ برأيك كيف نقضي علي عثرات وأزمات ملف الضبعة النووي؟
‏*‏ أن نبدأ بتنظيم البيت من الداخل‏,‏ وأقصد بذلك هيئات الطاقة الذرية والمواد النووية والأمان النووي‏,‏ التي وضعت تحت مظلة وزارة الكهرباء والطاقة‏,‏ برغم أن وزارة الكهرباء مجرد مستخدم للطاقة النووية التي ستنتج من المفاعل‏,‏ وليست لها علاقة بإدارة المفاعل‏,‏ وبالتالي هي جهة غير مسئولة فنيا لأن مسئوليتها تبدأ بعد إنتاج الكهرباء‏,‏ وليست لديها خبرة الإلمام بالتقنيات النووية‏,‏ ومثال ذلك أن الطاقة الذرية تقوم بأنشطة في مجال الطب‏,‏ فهل يجوز أن تصبح هيئة الطاقة الذرية تابعة لوزارة الصحة؟‏!‏
‏*‏ هل تريد إذن أن تستقل هيئات الطاقة الذرية والنووية عن وزارة الكهرباء؟
‏*‏ المفترض أن يكون ذلك أمرا طبيعيا وبديهيا‏,‏ وتاريخ إنشاء هيئة الطاقة الذرية والنووية في مصر يؤكد أنها كانت تتبع رئيس الجمهورية أسوة بدول كثيرة تضع هذا النشاط تحت إدارة جهة سيادية‏,‏ مثل الهند وإسرائيل‏,‏ حيث يشرف رئيس الدولة علي هذه الهيئات‏,‏ وفي مصر كان يرأس مجلس إدارة الهيئة الذرية أو النووية رئيس الجمهورية‏,‏ أو من ينيبه من الوزراء‏.‏
‏*‏ هل قصرت وزارة الكهرباء في ملف إنشاء محطة نووية لإنتاج الكهرباء بالضبعة؟
‏*‏ عندما بدأنا استعادة قوة الدفع لإنشاء محطة نووية وطالبنا هيئة الطاقة النووية بجميع كوادرها بأن تعد تقريرا شاملا بكل الدراسات السابقة التي أجريت في مواقع مختلفة لإقامة المحطة النووية لإنتاج الكهرباء‏,‏ فوجئنا بصدور قرار من وزارة الكهرباء بتشكيل مكتب استشاري من خبراء أجانب‏,‏ وكأننا في مصر وبعد هذه الفترة من العمل في الطاقة النووية‏,‏ وبكل كوادرنا نرجع للخلف‏,‏ وكأننا نبدأ عصر الطاقة النووية بعد كل هذا التاريخ‏.‏
‏*‏ هل عقدة الخواجة هي التي أعادتنا للوراء؟
‏*‏ للأسف الأمر نفسه يتكرر داخل وزارة الكهرباء في إنتاج الكهرباء من الوقود والمازوت‏,‏ وسبب تشددي ضد عمل الأجانب كاستشاريين في مصر هو عدم ضمان نزاهتهم وما يقدمونه من استشارات‏,‏ لاسيما أنهم يعطون استشارات لقيادات بالكهرباء غير متخصصيصن يصعب عليهم الفصل بين الغث والسمين‏,‏ وبالتالي وزارة الكهرباء تجري هذا المشروع بالكيفية التي تجري بها مشروع إنشاء وحدة كهرباء بالمازوت‏,‏ برغم أن مصر مليئة بالكوادر والخبراء في الطاقة النووية والذرية‏,‏ وبالتالي يجب أن يدار هذا الملف من قبل المتخصصين وليس بوزير غير متخصص‏.‏
‏*‏ وما هي الجهة التي يمكن أن تدير ملف البرنامج النووي؟
‏*‏ الدولة أنشأت المجلس الأعلي للطاقة النووية منذ سنوات‏,‏ لكنه للأسف لم يجتمع حتي الآن‏,‏ وهذا المجلس يمكن أن يتولي إدارة الهيئات العاملة في المجالات النووية والإشعاعية مثل هيئة المواد النووية‏,‏ وهيئة الطاقة الذرية‏,‏ وهيئة الأمان النووي‏(‏ قالها ضاحكا‏).‏
‏*‏ فسألنا‏:‏ ماذا وراء هذه الضحكة؟
‏*‏ لأن إنشاء هيئة للأمان النووي في مصر أمر يثير الشفقة والضحك‏,‏ ففي كل دول العالم مثل أمريكا واليابان وفرنسا يوجد بها جهاز كامل للأمان النووي‏,‏ وهو أمر مقصور علي الدول التي يوجد بها عدد كبير من المفاعلات‏,‏ بينما نحن أنشأنا جهازا ضخما للأمان النووي ومازال ملفنا النووي يعاني عثرات عديدة‏,‏ فعندما كنت رئيسا لهيئة الطاقة الذرية تم وضع لائحة الطاقة الذرية عام‏1990,‏ وتضمنت مركزا للأمان النووي في صورة لجنة‏,‏ لكن في عام‏2010‏ أنشئ جهاز كامل للأمان النووي
‏*‏ هل هناك عثرات تواجه المفاعلات البحثية في مصر؟
في مصر يوجد مفاعلان فقط‏,‏ الأول بدأ العمل فيه عام‏1962,‏ وهو بقوة‏2‏ ميجاوات‏,‏ أي مليونا وات‏,‏ وتم إنشاؤه بمعاونة الاتحاد السوفيتي‏,‏ وأقيم في مصر كرد فعل علي إهداء فرنسا مفاعل ديمونة لإسرائيل عام‏1956,‏ وكان مفاعل ديمونة بقوة‏9‏ ميجاوات‏,‏ وقد تم وقف العمل في المفاعل البحثي الأول عام‏1967(‏ عام النكسة‏)‏ خوفام من ضرب المفاعل‏,‏ وتم إخلاؤه وظل معطلا لأكثر من‏10‏ سنوات حتي تصدعت المباني فقامت مصر بالتعاون مع خبراء أجانب علي تحديثه‏,‏ وتم تشغيله مرة أخري في أواخر الثمانينيات‏,‏ ومازال هذا المفاعل يعمل حتي الآن‏,‏ لكن علي مدي سنوات طويلة حاولت مصر أكثر من مرة إنشاء مفاعل أقوي وأكبر‏,‏ لكن الظروف الدولية لم تكن مواتية فلجأنا إلي الأرجنتين‏.‏
‏*‏ لماذا الأرجنتين؟
‏*‏ بعد الحرب العالمية الثانية كان من ضمن شروط إنهاء الحرب علي الألمان إيقاف أي بحوث نووية داخل ألمانيا‏,‏ وكانت وقتها علي وشك تصنيع السلاح النووي؟
فغادر العلماء إلي الأرجنتين والبرازيل وأقاموا صناعات نووية متقدمة‏,‏ ومن هنا لجأت مصر إلي الأرجنتين تجنبا للمماطلات التي كانت تمارسها الدول الغربية لمنع إنشاء مفاعل ضخم في مصر‏,‏ وبالفعل أمكن إنشاء المفاعل البحثي الثاني في مصر بقوة‏22‏ ميجاوات‏,‏ أي‏22‏ مليون وات‏.‏
‏*‏ لماذا قيل إن المفاعل الأول معطل؟
‏*‏ المفاعلات تعتمد علي أشياء كثيرة ضمن مكوناتها‏,‏ منها مضخات التبريد‏,‏ وقد حدث بالفعل تعطل احدي المضخات فأغلق المفاعل لفترة ثم تم إصلاحها وإعادة تشغيله‏,‏ وهذه المسألة استغلت بدعايات مغرضة عن خطورة التشغيل‏,‏ وهذا لم يكن حقيقيا‏,‏ ومادام العطل بعيدا عن قضبان الوقود نفسها‏,‏ فلا توجد مشكلة‏.‏
‏*‏ الأمر نفسه تكرر أخيرا حول تعطل المفاعل الثاني؟
‏*‏ عندما تم إجراء الاختبار للمفاعل الثاني حدثت أعطال في أجزاء بسيطة فقام المغرضون بالتهويل‏,‏ وللأسف هم من الكوادر المحسوبة علي الأمان النووي وفعلوا هذا كنوع من التسلط أو استعراض العضلات‏.‏
‏*‏ ما الذي يمنع إنشاء مفاعلات أكثر؟هل التمويل؟
‏*‏ أزمة التمويل يمكن حلها من خلال تخصيص جزء من عائدات البترول أو هيئة قناة السويس مثلا لإنشاء وتمويل المفاعلات النووية‏,‏ فقد حدث هذا في الثمانينيات عند إنشاء المفاعل الثاني وإعادة تشغيل المفاعل الأول‏,‏ لكن هناك أزمة أكبر من التمويل‏,‏ وهي فوضي التنظيم الإداري‏,‏ وتقسيم هيئة الطاقة الذرية والنووية إلي هيئات أصغر تعمل في جزر منفصلة‏.‏
‏*‏ ما وجه الخطورة في وجود هيئة للطاقة النووية وأخري للذرية وثالثة للأمان النووي؟
‏*‏ مراحل إنشاء مفاعل نووي تبدأ بمراحل‏,‏ أولها الاستكشاف واستخراج الوقود النووي والقضبان النووية‏,‏ وهي مهمة هيئة المواد النووية‏,‏ ثم تأتي مرحلة التصنيع‏,‏ وهي مهمة هيئة الطاقة الذرية‏,‏ وهما هيئتان منفصلتان‏,‏ وبالتالي هذا التجزيء خطر علي مستقبل البرنامج النووي المصري لعدم وجود تنسيق بينهما‏,‏ والأكثر خطورة أنه تم فصل هيئة المحطات النووية عن هيئة الطاقة النووية‏,‏ كما تم فصل هيئة الأمان النووي عن هيئة الطاقة الذرية‏.‏
‏*‏ ماذا عن أزمة البحث العلمي النووي؟
‏*‏ البحث العلمي النووي شأنه شأن البحث العلمي بجميع تخصصاته في مصر‏,‏ ففيما مضي كانت قدرات الدول تقاس علي أساس قوتها العسكرية‏,‏ ثم انتهي هذا التصنيف أمام القوة الاقتصادية‏,‏ وهو ما انتهي أيضا وأصبح المقياس الوحيد لتقدم الدول ما لديها من إمكانات وقدرات في البحث العلمي‏,‏ وبالتالي أي مجهود لدعم البحث العلمي هو دعم للدولة و ليس للباحثين‏,‏ وعليه فكل إنفاق علي البحث العلمي في الزراعة والصناعة والطب وغيرها يصب في نهضة الدولة‏.‏
‏*‏ هل قيادات الطاقة النووية والذرية جزء من صناعة هذه الأزمة؟
‏*‏ صناعة قيادات الطاقة النووية في الفترة السابقة كانت تتم وفق الاختيار بالأقدمية وليس اختيار من لديهم قدرة علي قيادة البرنامج النووي للأفضل‏,‏ كما استخدم مد سن المعاش كورقة ضغط علي المسئولين في الهيئات النووية لضمان ولائهم للوزير أو القيادة التي يتبعها‏,‏ وبالتالي كان هناك صراع بين القيادات والأساتذة بالطاقة النووية والذرية علي المناصب‏,‏ وهو ما أضاع روح الفريق في العمل النووي‏.‏
‏*‏ ما الذي يمكن تحقيقه للبرنامج النووي بعد الثورة؟
‏*‏ المطلوب خطة مدروسة لبرنامج نووي قوي في مجالات الطاقة والأبحاث‏,‏ وهذا ليس أمرا صعبا‏.‏
‏*‏ هل تتوقع ضغوطا أمريكية إسرائيلية علي مصر لو قررت تنفيذ برنامج نووي متكامل؟
‏*‏ هذا شيء مؤكد‏,‏ فرؤية أمريكا معلنة بوضوح‏,‏ وهي تمكين إسرائيل من السيطرة علي الشرق الأوسط‏,‏ وضمان تفوقها وحدها في البرنامج النووي دون منافس أو منازع‏,‏ وبالتالي إذا كنا سنستكين للضغوط فلنبقي كما نحن‏,‏ فالمرء حيث يضع نفسه‏,‏ والتفوق العلمي لا يؤتي ب الشحاتة والاستكانة‏,‏ بل يؤخذ غلابا علي أكتاف المتخصصين‏,‏ سواء من داخل مصر أو خارجها‏,‏ ويجب الخروج من فخ الاحتكار النووي العالمي لمصلحة بعض الدول‏.‏
‏*‏ هل من السهل الانتقال من البرنامج النووي السلمي إلي البرنامج النووي العسكري؟
‏*‏ هناك معلومات أساسية مشتركة لأي برنامج نووي‏,‏ سواء سلميا أو عسكريا‏,‏ والانتقال من السلمي إلي العسكري عملية بسيطة وسهلة‏,‏ لذلك هناك رقابة دولية علي البرامج النووية السلمية للحد من انتقال بعض الدول إلي البرامج النووية العسكرية في أي وقت‏,‏ والمشكلات الدولية مع إيران حاليا حدثت بسبب شكوك في انتقالها من البرنامج النووي السلمي إلي العسكري‏,‏ والأمر نفسه تكرر في العراق‏,‏ فقد تم ضرب المفاعل النووي بعد إفراغه من شحنات الوقود النووي‏,‏ ومصر يمكنها الانتقال من البرنامج النووي السلمي إلي العسكري بعد توفير الإمكانات المادية‏,‏ وقوة القرار السياسي‏.‏
‏*‏ هل هناك مراقبة للالتزام الأخلاقي في إجراء الأبحاث النووية في مصر؟
‏*‏ الالتزام الأخلاقي في الأبحاث النووية كان طرحا مهما في التسعينيات حيث تم تشكيل أول مجلس لأخلاقيات العلم والتكنولوجيا عام‏1994‏ في باريس‏,‏ وكنت عضوا فيه‏,‏ وقمت بمجهود في هذا الإطار في مصر بتشكيل لجان مصرية في المواقع العلمية المختلفة لدعم الضوابط الأخلاقية للعلوم والتكنولوجيا‏,‏ أي أنه عند إجراء دراسة لإنتاج ميكروب أو تحوير صفاته لاستخدامه في حرب الإنسان يكون هذا عملا غير أخلاقي‏,‏ وبالتالي لجان الأخلاقيات عندما يعرض عليها بروتوكول البحوث علي المستوي التطبيقي تقوم بإقراره أو رفضه‏,‏ ويوجد حاليا بأكاديمية البحث العلمي مجلس لأخلاقيات البحث العلمي‏,‏ وهناك وزارات شكلت لجانا علي النهج نفسه‏,‏ لكن الطاقة النووية تشمل خطين أحدهما للبناء والآخر للهدم‏,‏ وبالتالي أي تطوير لرفع الكفاءة التدميرية هو أمر غير أخلاقي‏.‏
‏*‏ هل تم كشف باحثين مصريين خرجوا عن الالتزام بأخلاقيات البحوث النووية؟
‏*‏ من الصعب كشف ما يدور بخلد أي باحث نووي‏,‏ ولا حتي من خلال تفاصيل بحثه‏,‏ ربما يكون يحتوي علي أضرار للبشرية ولا يكشف عنها‏,‏ ولكن بالمتابعة يمكن كشفه‏,‏ غير أن خروج أي باحث عن الأخلاقيات أمر وارد‏.‏
‏*‏ هل معامل قياس ورصد الشحنات الغذائية الوافدة كافية لحماية مصر من الأغذية المشعة؟
‏*‏ تاريخيا لدينا في مصر أجهزة قياس ورصد الإشعاع تعمل بكفاءة‏,‏ فمنذ وقوع حادث تشيرنوبل الشهير في‏26‏ أبريل‏1986‏ تم إصدار توصية من هيئة الطاقة الذرية للمستويات الإشعاعية لرصد الأغذية الواردة إلينا من أوروبا‏,‏ وتم تطبيقها في‏2‏ مايو‏1986,‏ أي بعد وقوع الحادث بأيام‏,‏ وكانت تقوم لجان بالمنافذ البرية والبحرية والجوية بمصادرة أي غذاء يتجاوز الحد الطبيعي من الإشعاع أي الغذاء الملوث إشعاعيا‏.‏
‏*‏ وحاليا ؟
‏*‏ بعد انكسار حدة الخوف من حادث تشيرنوبل طالبت بالإبقاء علي الكشف الإشعاعي علي الأغذية المستوردة ضمانا لسلامتها‏,‏ وطالبت أيضا بإنشاء حجر إشعاعي مثل الحجر البيطري والزراعي‏,‏ لكن لم يستجب أحد لهذا‏,‏ وأصبح من يقومون بالكشف علي الواردات من الأغذية أفرادا من هيئة الصادرات والواردات يتم تدريبهم في هيئة الطاقة الذرية‏,‏ وهؤلاء ليسوا علي دراية كاملة‏,‏ فيحدث خلط لديهم في أثناء الكشف عن الأغذية‏,‏ لكن يتم إبلاغ هيئة الطاقة الذرية عندما تكون هناك خطورة للتدخل وإعادة فحص الواردات المشكوك في تلوثها إشعاعيا‏.‏


إضافة تعليق

البيانات مطلوبة

اسمك
*


بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح

عنوان التعليق *


تعليق
*


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.