كتب : وجدي رزق: الة هروب جماعي للعمالة الزراعية تشهدها مصر في السنوات الأخيرة.. الكل يفضل ترك الزراعة والهجرة للقاهرة للبحث عن أي مهنة حتي لو كانت عامل تراحيل. والسؤال الذي يحتاج لإجابة لماذا تحدث هذه الظاهرة علي أرض مصر التي اشتهرت علي مدي التاريخ بأنها بلد زراعي يعشق مواطنوها الأرض. في البداية يقول أحمد عبدالرءوف عاشور مزارع ومالك أرض كان لدي العشرات من الايدي العاملة, وتم الاستغناء عن90% منها, وهناك اسباب عديدة وراء هجرة العمالة الزراعية أهمها اعتماد الفلاح علي الميكنة الحديثة في الزراعة. حيث يتم حصاد فدان الأرز بالميكنة ب150 جنيها في حين تصل تكلفة حصاد فدان الأرز بالايدي العاملة إلي600 جنيها, فضلا عن اختصار مراحل الحصاد والتعبئة, وسرعة تجهيز الأرض للزراعة المقبلة ونظافة البيئة. بالاضافة للثورة العلمية في معالجة حشائش الزراعة, حيث أوجدت وزراة الزراعة العديد من المبيدات التي يقضي علي جميع أنواع الحشائش في جميع المحاصيل الزراعية, وهذا بدوره أدي إلي توفير العمالة الزراعية التي سعت إلي امتهان مهن أخري, وعدم وجود سياسة موحدة للدولة في استقرار أسعار المحاصيل الزراعية ينتج عنه المفاضلة بين استخدام الميكنة الحديثة والأيدي العاملة أيهما أوفر للمالك فيختار الميكنة دون مراعاة البعد الاجتماعي للعامل الزراعي. مع عدم وجود حماية تأمينية للعامل الزراعي تؤمن مستقبله, وغياب الحماية الصحية التي تحميه من الأمراض ومخاطر المهنة, ويعاني الفلاح الامرين عند إصابته بأي مرض بسبب عدم تمتعه بمظلة تحميه, وقلة الدخل التي قد تؤثر علي كامل أفراد الأسرة. بلد زراعي ويشير أحمد منسي عياد, عضو مجلس الشعب( أمين الفلاحين بالحزب الوطني) إلي أن القطاع الزراعي في مصر من أهم القطاعات الموجودة كما أن مصر مازالت بلدا زراعيا وتحبو علي طريق الصناعة. ويري ان ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج الزراعي هو السبب في جعل معظم العاملين في القطاع الزراعي يبتعدون عن الزراعة والبحث عن قطاعات أخري تدر لهم دخلا أفضل من الزراعة, وذلك تسبب في ارتفاع معدلات البطالة وهجرة الشباب من الريف إلي الحضر بحثا عن مورد رزق يفي باحتياجاتهم وأسرهم اليومية. ويطالب أمين الفلاحين بالحزب الوطني الحكومة برفع أسعار عدد كبير من الحاصلات الزراعية وخفض مدخلات الإنتاج الزراعي لتحفيز العمالة الريفية إلي الاستمرار في الزراعة وعدم الهجرة إلي الحضر, مشيرا إلي أن الريف الآن يحظي باهتمام الحكومة في توصيل الخدمات الاساسية إلي قطاع الريف مما يجعله منافسا للحضر. ويؤكد أن وضع الاستثمار الزراعي في الشركات الكبري يخل بميزان العدالة, ويزيد من نسبة البطالة بين العمال الزراعيين. ويطالب بأن تكون أولوية توزيع الأراضي الزراعية الجديدة للفلاحين وابنائهم حتي نضمن استمرارا زراعيا فعليا وتوليد فرص عمل حقيقية لابناء الريف في مهنة آبائهم وأجدادهم, واستمرار زيادة الإنتاج الزراعي.