تعتبر الأنشطة المدرسية الصيفية من أهم الوسائل التربوية التى تسهم فى بناء وتربية التلاميذ فى جميع المراحل التعليمية على جميع الجوانب العقلية والنفسية والبدنية والاجتماعية، بالإضافة إلى الخبرات المتنوعة المكتسبة من خلال وممارستهم الأنشطة المختلفة حيث يمر هؤلاء التلاميذ بأهم مرحلة فى حياتهم وهي المراهقة التى تنعكس سلباً أو إيجاباً علىحياتهم المستقبلية كشباب ورجال فى المجتمع، وبالطبع فان الأنشطة الصيفية هى الطريقة المثلى فى العالم كله لاستثمار وقت الفراغ فهو القاتل الأول للشعوب كما آكد العلماء حيث آنها تقضى على طاقات الشباب وقدراتهم ومواهبهم لذلك فهناك تحذير دائم من قضاء أجازات الصيف الطويلة فيما لايفيدهم. وكان د .محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم قد أكد: أن المدارس سوف تشهد خلال الاجازة الصيفية نشاطاً غير مسبوق، حيث سيتم توقيع «بروتوكولات» مع عدد من الوزارات كالثقافة والبيئة والري والكهرباء والشباب والرياضة، للتنسيق بينها وبين التربية والتعليم في الإعداد للأنشطة الصيفية وذلك من خلال فتح المدارس أبوابها فى الاجازات الصيفية وتمكينهم من إستغلال الامكانات الموجودة بها مثل المكتبات بعد تزويدها بالكتب المفيدة كى يقبلوا على قراءتها لتجعل منهم شبابا واعيا، أيضا الاهتمام بالملاعب الموجوده بالمدارس وتجهيزها لتمكين الأطفال من ممارسة الرياضة مما يوجد جيلاً قويا بدنيا ويتحلى بالصحة النفسية والجسمية ، وتتضمن الأنشطة إفتتاح مراكز تحفيظ القرآن الكريم فى بعض المدارس، ومراكز لدعم التلاميذ –والطلاب- ضعاف المستوى فى القراءة والكتابة بإستخدام المنهج القرآنى الذى اعتمدته الوزارة مؤخراً، والتركيز على عمل معسكرات تهتم بتدريب بعض التلاميذ على كيفية صيانة بعض الأعطال المنزلية -التى قد تفيد فى بعض أعمال المدرسة- مثل أعمال إصلاح صنابير المياه والكهرباء ودهان الأسوار- على أن يكون ذلك تحت إشراف أخصائى الأنشطة بالمدارس. «العبث والسهر».. لايفيدان وأكد: أن المدارس ستقدم خدمات مجتمعية مثل دورات لتعليم الكمبيوتروالتصوير وغيرهما ، ومن المقرر أن تنظم المدارس الفنية تدريبات عملية على بعض الحرف،وفى الفترة المسائية يتم افتتاح مراكز لتنمية القدرات فى كثير من الأنشطة هى: التربية المسرحية والموسيقية والفنية والثقافية والعلمية والصحافة المدرسية، وتشمل الخطة أيضاً فتح أندية صيفية فى بعض المدارس لممارسة الأنشطة الطلابية خلال الفترة المسائية ومن الساعة السادسة وحتى التاسعة مساءً. فالعبث والسهر والراحة ليسوا بعطلة كما ويقول د . محمد سكران أستاذ التربية جامعة الفيوم ورئيس رابطة التربية الحديثة أن هناك آثارا سلبية ناجمة عن ظاهرة إهدار أوقات الفراغ لدى الشباب الصغير، ومن ذلك ما نراه الآن لدى بعضهم من إدمان التكنولوجيا والجلوس ساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر و الفضائيات، إضافة إلى ما يسببه ضياع الوقت من الشعور بالقلق والإحباط إلى درجة قد تصل إلى الاكتئاب، وهو الأمر الخطير الذى يجب أن تضعه الأسرة فى الحسبان حتى وإن عادت من رحلة مصيف كلفتها الكثير، «فالعطلة».. لا تعني أن يتعطل التلميذ –أو الطالب- عن العمل ويركن إلى الراحة، فالعبث والسهر والخروج دون هدف لا يحققون له المتعة المطلوبة.. ولكنه حصيلة ما تعلمه من مهارات حياتية من خلال أنشطة مفيدة لايستطيع ممارستها بحرية أيام الدراسة، فالشباب قوة، والوقت ثروة، والجهد طاقة، والعمل ثمرة، يجب أن يساعدهم عليها الكبار فى ألايهدروها، بتجهيز جميع المدارس وليس البعض منها فقط وجميع المراكز الصيفية، بعد تزويدها ببرامج لاكتشاف وصقل المواهب خاصة الفتيات منهم فى مجال الأشغال اليدوية، والخياطة والتفصيل،والفنون مثل الرسم والنحت وصناعة وتزيين الحلويات وغيرها، خاصة وقد أكدت الكثير من الدراسات أن جميع الأهداف التى يأملها التربيون من مشاركة التلاميذ والطلاب للأنشطة المدرسية الصيفية تتلخص فى تكوين الشخصية المتكاملة المتوازنة، واستثمار أوقات فراغهم فى برامج هادفة ومفيدة للكشف عن مواهبهم وقدراتهم وصقلها وتنميتها، بالإضافة الى إكسابهم المهارات والعادات التى تساعدهم ليكونوا أعضاء فاعلين فى المجتمع مع تدريبهم على القيادة وتحمل المسئولية، وغرس روح التعاون والإيثار والتضحية والعطاء وتأكيد واجب الخدمة لصالح وطنهم، والتفاعل مع قضايا مجتمعهم مع إتاحة الفرصة للتعرف على بعض النواحى الإدارية والاجتماعية وهى فرصة تتاح لهم تعلمها داخل القاعات الدراسية وقد لاتتاح لهم خارجها.