كعادة الإرهاب الأسود يحاول دائماً إفساد فرحة المصريين سواء فى الأعياد الدينية أو المناسبات الوطنية، والتى يستبقها دائماً بالتهديد والوعيد عبر وسائل التواصل الإجتماعى أو من خلال المنابر الإعلامية الخارجية. ذاكرة التاريخ شاهدة على العديد من الأعمال الإرهابية الغاشمة التى لم تراع حرمة شهر كريم أو احتفالات مقدسة، يتساوى فى ذلك مناسبات المسلمين والمسيحيين على السواء، ولعل تفجيرات كنيسة القديسين ومذبحتى جنود رفح والوادى الجديد خير دليل. ورغم المحاولات اليائسة، إلا أن الواقع يؤكد فشل الإرهاب فى إفساد فرحة عيد الفطر المبارك على المصريين، فعلى مدار أيام العيد لم تقع أحداث تذكر باستثناء الانفجار الذى وقع فى اليوم الثالث بسيارة ربع نقل بمركز الصف فى الجيزة لينقلب السحر على الساحر ويتوفى مستقلوها قبل أن ينفذوا أعمالهم التخريبية، كما لم تنجح محاولات قطع السكة الحديد والطريق بمنطقة المحاجر بمنطقة «أبوزعبل الخانكة» بعد قيامهم بإشعال النيران بإلإطارات الفارغة لإعاقة مرور القطارات والسيارات، وأيضاً فشلت محاولة قطع التيار عن مركز الشهداء بمحافظة المنوفية بعد تثبيت 4 أسطوانات غاز بسلك معدنى وتفجيرها تحت عامود ضغط عال بقرية كفر عشما. توقفها غير وارد الدكتور قدرى حفنى أستاذ علم النفس السياسى بجامعة عين شمس يؤكد أن توقف محاولات الإرهاب خلال المناسبات الدينية أو الوطنية أمر غير وارد، فلا يوجد احترام للمناسبات الدينية فى الحروب بشكل عام، والإرهابيون يعتبرون أنهم فى حالة حرب، وبالتالى من الطبيعى أن يستمروا بمحاولاتهم الإرهابية فى أى وقت دون تمييز. نمط معروف اللواء مجدى البسيونى الخبير الأمنى يوضح: «الخصوم عندما يريدون الانتقام أو النيل من أعدائهم، يلجأون دائماً إلى إفساد احتفالاتهم، فهو نمط معروف لدى أجهزة الأمن، لذلك دائماً ما تلغى راحات وإجازات الشرطة فى الأعياد والمناسبات». ويستكمل الخبير الأمني: «الأعمال الإرهابية فى المناسبات شيء متوقع لا ينبغى أن نتوقف عنده بشيء من الدهشة، فالإرهاب لا دين له أو وطن». لا للتهديدات ويقول اللواء مجدي: «الشعب المصرى أثبت أنه لا يخشى التهديدات التى يتم الإعلان عنها كل فترة» داعياً إلى تأمل صور الساحات الشعبية والمتنزهات والشواطيء التى امتلأت عن آخرها خلال عيد الفطر المبارك». ويحلل الخبير الأمنى محاولات تنظيم مسيرات مناهضة للجيش والشرطة فى أول أيام العيد بأنها محاولات يائسة لإفساد الاحتفالات وإثبات وجود غير حقيقى والمتاجرة مع الخارج بصور تعكس واقعاً مغلوطاً للإدعاء بأن الشعب المصرى يتظاهر ولا يحتفل لكى يستمر تدفق الأموال والمساعدات الخارجية لتحقيق أهداف سياسية. ويؤكد اللواء مجدى أن مرور أيام العيد بسلام لم يأت من فراغ، وإنما جاء نتيجة جهود أمنية مكثفة نجحت فى الحد من خطورة الجماعات الإرهابية، لافتاً إلى أن الأعمال الإرهابية التى تتم بين الحين والآخر لا تكاد تذكر مقارنة بما كان من الممكن حدوثه دون الملاحقة الأمنية لهذه الجماعات. فرقعة إعلامية أما خالد عكاشة الخبير فى شئون الجماعات الإرهابية فيرى أن هذه الجماعات تلجأ إلى استغلال المناسبات والأحداث الوطنية والدينية فى محاولة للفت الانتباه وإحداث فرقعة إعلامية نظراً لأن الأضواء تسلط على أى عمل إرهابى مهما كان صغيراً ويأخذ حجماً أكبر من حجمه الحقيقي». ويضرب عكاشة مثلاً بتفجير الصف الذى لم ينجم عنه أى خسائر أو ضحايا واقتصرت الوفيات على الإرهابيين، مؤكداً أن الحادث لم يكن سيحظى بهذا الاهتمام الإعلامى لو حدث فى أحد الأيام العادية وليس فى عيد الفطر. ويضيف «التنظيمات الإرهابية تحاول إرسال رسالة بأنها لاتزال موجودة على الأرض وتستطيع القيام بعمليات تروع المواطنين، ولكن فى الواقع الحقيقة مختلفة، وقدراتها فى تناقص مستمر، فى الوقت الذى تزداد فيه قوة وخبرة الأجهزة الأمنية».