لم اكن انوى كتابة هذا المقال عن الاشقاء العرب الجنسية اولا ولا انظر لهم على ديانتهم ايضاً لكونهم مسيحيون قط ، ولكن ما جعلنى أهتم أن أتحدث عنهم هو صمت العالم كله تجاه ما يحدث لهؤلاء دون ذنب سوى أنهم مسيحيو الديانة. وما تفعله جماعة (داعش) مع هؤلاء من اجبارهم على أربعة إختيارات - وكل اختيار اصعب من الآخر- ما بين دفع الجزية (وماذا يفعل من لا يستطع ذلك) او الدخول فى الاسلام - وهو دين محبة وتسامح ولا يقبل ان يدخله أحد بهذه الطريقة - والاختيار الثالث هو تهجيرهم من الموصل ومدينة نينوى والاختيار الاخير الذبح وقطع الرقاب، ولو كانوا مسلمين حقا لما اقدموا على ذلك.
لكن ما استنكره واستغربه وأقف أمامه هو صمت العالم أجمع والاعلام الغربى والعربى أمام هذه الكارثه، فتجاهل العالم والاعلام كله استفزنى، فى حين اتجه العالم كله نحو قضية غزة واسرائيل وأهتمام مصر بمبادرة وقف العدوان دون الدخول في تفاصيل حول سر رفض حماس للمبادرة.
وحتى اعطى كل واحد حقه، لم يهتم اى اعلامى بتناول هذه القضية سوى الزميل المحترم جابر القرموطى وكما وصفه بعض الاشخاص قائلاً " كاد القرموطى يخرج من شاشة التليفزيون " بسبب تضامنه مع مسيحيي العراق مستنكراً هو ايضاً الصمت الغريب تجاه هؤلاء.
هل تخيل أحد فينا نفسه لا قدر الله مكان هؤلاء أي يهجر مكانه الذى تربى فيه بل تقوم جماعة، تنكرت لكل المشاعر الإنسانية، عندما جردوهم من كل شىء حتى ملابسهم وذهبهم او اى متعلقات حتى لو كانت شئ غير مادى يعز عليه ويريد يحتفظ به ، حتى اموالهم التى يحتاجونها لنقلهم لمكان آخر وهم معم أطفال.
سؤال واحد لجماعة " داعش " اذا كنتم تلومون اليهود على ما يفعلونه بالفلسطينين ، فهل عملتم أنتم بما يدعوك إليه دينكم من محبه وتسامح؟