ما إن يصل الزائر إلى تايوان سيلاحظ على الفور درجة عالية من التقدم التكنولوجي، ومظاهر تنموية وحضارية فى غاية الحداثة يعيشها الشعب التايوانى على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية. وخلال جولة لوفد اعلامى لزيارة تايوان بدعوة من مجلس تطوير التجارة الخارجية بتايوان، الذى تأسس فى عام 1970 لتعزيز التجارةِ الخارجية التايوانية ولعب خلال السنوات الأربعين الماضية دوراً رئيسياً فى تطوير الاقتصاد التايوانى بالمشاركة مع الحكومة التايوانية والجمعيات التجارية، قام الوفد بزيارة عدد من الأماكن الثقافية المهمة فى مدن تايبيه، وتايشونج، وكوشينج. وكاوهسيونغ، كان من ابرزها متحف تايوان الوطنى بالعاصمة تايبيه، وهو أقدم المتاحف هناك، ويضم كل ما يخص الثقافة والتاريخ الصينى، من آثار نادرة متنوعة، وهو المتحف الذى يعتز به الشعب التايوانى كثيرا. وفى إطار الجولة كذلك زار الوفد الاعلامى أهم المصانع والشركات العالمية التى حصلت على علامة التميز التايوانى لعام 2014، والتى تعتبر أرفع وسام يمنح للمنتجات بتايوان تقديرا لما تشتمل عليه من ابتكار فى تقديم القيمة وإبتكار فى الصناعة. وتعد مدينة تايبيه العاصمة الواقعة شمال تايوان وتبلغ مساحتها 272 كيلومترا مربعا اكبر مدن تايوان من حيث المساحة.. ويبلغ عدد سكانها 2.7 مليون نسمة يشكلون ثمن اجمالى سكان الجزيرة..وتعتبر مركزا صناعيا وتجاريا لتايوان، وقد اتخذت معظم الشركات والمؤسسات والبنوك والمتاجر مقرات لها هناك، كما تشكل محافظة تايبيه ومحافظة تاويوان ومدينة جيلونغ اكبر منطقة صناعية وتجارية بالبلاد. والى جانب كونها مركزا صناعيا فان تايبيه تعد أيضا مركزا ثقافيا وتعليميا ل «تايوان»، حيث توجد بها 24 جامعة من بينها جامعة تايوان بكلياتها المختلفة. وبالإضافة الى ذلك، يوجد فيها اكبر مركز للاعلام والنشر واكبر اذاعة ومحطة تليفزيونية. أما ثانى المدن التى تضمنتها الجولة الإعلامية فى الأسبوع الثقافى الاقتصادى فهى مدينة تايتشونغ وهى ثالث اكبر مدينة فى تايوان وقد أصبحت الآن مركز الثقافة والتعليم والاقتصاد والمواصلات لمنطقة وسط تايوان. وتحتل المرتبة الثانية بعد تايبيه من حيث عدد الجامعات والمعاهد فيها، وتعد أيضا مركز للثقافة البوذية فى تايوان، حيث يعقد فى معبد «باوجوه» مؤتمر تايوان للبوذية كل عام. أما مدينة قاوشيوانغ فتعتبر قاعدة صناعية رئيسية لتايوان حيث يوجد فيها عدد كبير من المؤسسات الكبرى التايوانية التى تعمل فى قطاعات تكرير النفط والحديد والصلب وبناء السفن، كما تتقدم مدينة قاوشيونغ فى مجالات الصناعة الالكترونية والآلية وغيرها، وتعتبر أيضا مركزا لصيد الأسماك فى تايوان حيث تحتل المرتبة الاولى فى الصيد فى اعالى البحار. ورغم أن مصر ليست من كبرى الدول المستوردة للمنتجات التايوانية، فإنه عند الحديث مع رجال الأعمال والصناعة، أعربوا جميعا عن رغبتهم فى التعاون الاقتصادى والاستثمارى مع مصر، وأكدوا ان تايوان حريصة جدا على العلاقة مع جميع دول الشرق الأوسط بشكل عام ومع مصر بشكل خاص، وبحسب ما قاله أحد مالكى المصانع الكبرى فى صناعة البواخر فان مصر تعتبر منطقة جاذبة ومغرية للاستثمار الأجنبي، عموما، وللتايوانى خصوصا. كانت تايوان قد شهدت خلال الفترة الممتدة بين عامى 1960 و 1970 ازدهارا واسعا وتحولت إلى دولة منتجة للتكنولوجيا فحققت طفرة اقتصادية هائلة عرفت تاريخيا فيما بعد باسم المعجزة التايوانية وأصبحت واحدة من النمور الآسيوية الأربعة. وكان اتجاهها نحو الديمقراطية فى القرن العشرين متدرجا، حيث سمح الرئيس تشيانغ تشينغ كيو نجل الرئيس الراحل تشيانغ كاى تشك بإنشاء أحزاب جديدة وتبعه فى ذلك الرئيس لى تينغ هوى مما ساعد على نشأة أول أحزاب المعارضة وهو الحزب الديمقراطى التقدمي، وفى ديسمبر عام 1994 أجريت انتخابات محلية فاز فيها مرشح الحزب الديمقراطى التقدمى بمنصب عمدة تايبيه بينما فاز مرشح الكوميتانج بمنصب عمدة كواسى يونج ثانى أكبر المدن فى تايوان، ومهدت تلك التطورات لإجراء أول انتخابات رئاسية عن طريق الاقتراع المباشر عام 1996.