تجري حاليا مياه كثيرة في الانفاق وضغوطات واتفاقات في الغرف المغلقة لتحقيق اجماع بشأن مرشح بعينه للرئاسة.. وتتردد تأكيدات أن المجلس العسكري يمارس ضغوطا علي الاحزاب والقوي السياسية ومرشحي الرئاسة الاخرين للتوافق حول هذا المرشح الذي يري المجلس أنه الأوفق والأفضل والانسب في هذة المرحلة! وقد أكد المرشح المحتمل للرئاسة حازم صلاح أبو اسماعيل وجود تلك المساومات في الغرف المغلقة معلنا رفضه لها. وقال- في حديث لقناة العربية أمس- إن المجلس العسكري يرغب في مرشح بعينه, وإن ثمة مفاوضات ومساومات تتم في هذا الصدد في الخفاء, وكشف عن أن المجلس يرغب في مرشح يرضي عنه المجتمع الدولي ويحظي بالقبول من جانب القوي العالمية. وكانت جماعة الاخوان والذراع السياسية لها حزب الحرية والعدالة قد اشارت الي انها لن تدعم مرشحا اسلاميا للرئاسة وهي اشارة مهمة وواضحة تكشف عن الكثير اخطره ان الجماعة فيما يبدو قد توصلت بالتنسيق مع المجلس العسكري بشكل شبه نهائي الي المرشح التوافقي للرئاسة وتعني بوضوح ان الجماعة لن تدعم كلا من سليم العوا وحازم صلاح ابو اسماعيل وعبد المنعم ابو الفتوح المرشحين المحتملين للرئاسة. وبما ان الدكتور محمد البرادعي قد اعلن عن وقف حملته من اجل الرئاسة وان كنا لا نعرف هل سيعود مع فتح باب الترشح ام لا كما انه لم يكن من الممكن ان نخمن ان المجلس العسكري قد يدعم البرادعي للرئاسة لان البرادعي لا يترك مناسبة إلا ويهاجم فيها المجلس علي اخطاء ادارته للمرحلة الانتقالية, كما أن مرشح الرئاسة الاخر غير المنتمي للتيار الإسلامي السياسي حمدين صباحي دائم الانتقاد الي العسكري هو الاخر, وان المجلس لا يمكن ان يخاطر بدعم الفريق احمد شفيق لاسباب كثيرة من الصعب شرحها في هذا المكان, فانه يكون من الواضح جدا ان المرشح التوافقي الذي يروج له ويدعمه المجلس العسكري والاخوان هو عمرو موسي. فهو الذي قد يحظي بقبول محلي ودولي كرئيس لمصر في هذة المرحلة الحرجة من عمر البلاد وفق القناعات التي يسوقها العسكري لدعم موسي.وسوف تكشف الايام القليلة المقبلة عن كل ما يجري حاليا تحت الطاولة وفي الغرف المغلقة كما وصفها ابواسماعيل واعتبارها صفقات تتم في الظلام وانه بعد ثورة25 يناير كنا نأمل ان تدار البلاد بالمزيد من الشفافية. وايا كان المرشح التوافقي, فان الملفات والتحديات التي تنتظر الرئيس الجديد خطيرة وحاسمة. المهم ان لا يتحول موسي اذا جاء رئيسا- الي بطة عرجاء لا يستطيع ان يفعل شئ لان القوي الثورية تراه من الفلول وانه خدم30 عاما في نظام مبارك ولا يختلف في شئ عن الجنزوري واعضاء المجلس العسكري لا في السن ولا في الانتماء الي النظام البائد! المزيد من أعمدة منصور أبو العزم