لم يعد هناك ترف لتجاهل الظاهرة الارهابية التى تضرب منطقة الشرق الأوسط ، وتهدد أوروبا والولاياتالمتحدة ومناطق أخرى من العالم ولأول مرة تشهد المنطقة ظاهرة «جيوش قطاع خاص» تهدد الأوضاع الهشة فى غالبية بلدانها كما أنها تهدد الأمن القومى المصري. وأغلب الظن أن سيطرة داعش على رقعة كبيرة من أراضى العراق، وتهديد التنظيم بالزحف على بغداد قد دق ناقوس الخطر. وفى الوقت نفسه فان منظمة «بوكو حرام» فى نيجيريا لا تزال تهدد بالمزيد من العمليات الارهابية، كما أن اختطافها ل200 تلميذة مازال لغزا كبيرا لم يتم حله. ويشهد العالم تناميا خطيرا فى الظاهرة الارهابية، كما أن نجاحات داعش وبوكو حرام من المرجح أن يشعر التنظيمات الارهابية بالقوة، وربما يشجعها على القيام بالمزيد من العمليات البشعة ضد الابرياء ويأتى ذلك فى الوقت الذى يتهم فيه على زيدان رئيس وزراء ليبيا الأسبق جماعة الإخوان بأنها تريد تحويل ليبيا إلى صومال جديدة لارساء قواعد الارهاب ونشر العنف واختطاف الدولة والشعب، وهذه الاتهامات تكشف حقيقة الدور الخطير لجماعة الاخوان، وارتباطاتها بتنظيم القاعدة وبقية المنظمات الارهابية الأخري. بل شهدت الأيام الأخيرة فضح زعيم تنظيم داعش للعلاقة السرية بين أيمن الظواهرى زعيم القاعدة والرئيس المعزول محمد مرسي. ويبقى أن تهديدات العائدين من سوريا لشن عمليات ارهابية ضد بريطانيا والغرب رسالة واضحة لنهاية «اللعب بالنار» من قبل الدول الغربية، فلقد بات واضحا الآن أن الأمر لم يكن دفاعا عن الديمقراطية وحرية التعبير بل كانت «صفقات مع الشيطان». والآن فإن الدعوة لمؤتمر دولى حقيقى لمكافحة الإرهاب من المفروض أن تلقى استجابة صريحة، أما إذا ما تلكأ الغرب وعلى رأسه الولاياتالمتحدة وأوروبا فإن ذلك سيكون من شأنه أن يوضح للعالم بأسره من يتلاعب بالارهاب ومن يكتوى بناره! لمزيد من مقالات رأى الاهرام