الأمين العام للجبهة الوطنية يطالب بإعادة النظر في تعديلات قانون الإيجار القديم    مكتب الإعلام الحكومي في غزة : قصف الاحتلال لمراكز الإيواء جريمة إبادة جماعية    بولندا تنتقد بشدة سياسة الهجرة التي تنتهجها الحكومة الألمانية الجديدة    3 خيارات والتصعيد لا مفر منه.. بيراميدز والأهلي والزمالك يترقبون الحسم في أزمة ال58 يوما    "خد أكبر من حجمه".. نجم الزمالك السابق يعلق عبر مصراوي عن أزمة زيزو    رئيس اتحاد الجودو: تعاون المدربين واللاعبين سرّ الإنجاز.. والميدالية رمز تعب    مصرع شخص مجهول الهوية أسفل عجلات القطار في بني سويف    لمدة 6 أيام.. الفرقة القومية المسرحية بالفيوم تقدم ليالي العرض المسرحي «يوم أن قتلوا الغناء» بالمجان    سهير رمزي: "اشتغلت مضيفة طيران والزعيم لم يكن شخص عصبي"    بوسى شلبى لورثة محمود عبد العزيز: زواجى مثبت وعلاقتنا لا تخالف شرع الله    حسام موافي يوضح الفرق بين الشريان والوريد    تفاصيل احتفال دمياط بعيدها القومى فى ذكرى انتصارات الأجداد عام 1250م    رئيس جامعة مطروح يشيد بالمعرض التطبيقي لطالبات الطفولة المبكرة    المحامين": النقاش لا يزال مفتوحًا مع الدولة بشأن رسوم التقاضي    عمرو الورداني يقدّم روشتة نبوية لتوسعة الخُلق والتخلص من العصبية    نائب روسي: الاتحاد الأوروبي أصبح خليفة للرايخ الثالث    الجمعة.. قافلة طبية مجانية بقرية صلاح الدين في البحيرة    بإطلالة طبيعية.. مي كساب تخطف الأنظار في أحدث ظهور لها    انطلاق مباراة بي إس جي ضد أرسنال في دوري أبطال أوروبا    بمشاركة حمدي فتحي.. الوكرة يسقط أمام أم صلال بكأس أمير قطر    غموض موقف مدافع مانشستر يونايتد من لقاء بلباو    محافظ المنيا: حزمة تيسيرات جديدة للراغبين في ترخيص محالهم التجارية .. ولا تهاون مع المخالفين    مهرجان أسوان لأفلام المرأة يسدل الستار عن دورته التاسعة بإعلان الجوائز    الفوضى تسبب لهم التوتر| 4 أبراج فلكية لديها شغف بالنظافة والترتيب    حريق هائل في كسارة بلاستيك بالغربية - صور    أمين الفتوى: مفهوم الحجاب يشمل الرجل وليس مقصورًا على المرأة فقط    الآلاف يشيعون جثمان الطفل ضحية الطلق الناري من زملائه في كفر الشيخ    البغدادي تستعرض مع وفد جمهورية تشيلي استراتيجية تمكين المرأة    أفضل من القهوة والشاي- 4 مشروبات صباحية تنقص الوزن    رئيس جامعة مطروح يشيد بالمعرض التطبيقي لطالبات كلية التربية للطفولة المبكرة    البابا تواضروس: نحن مواطنون مصريون نعيش مع إخوتنا المسلمين فى وطن واحد    عدوان الاحتلال الإسرائيلي على طولكرم ومخيميها يدخل يومه 101    أوس أوس يطلب من جمهوره الدعاء لوالدته: «ادعوا لها تقوم بالسلامة»    خالد الجندى: الاحتمال وعدم الجزم من أداب القرآن ونحتاجه فى زمننا    عمر طلعت مصطفى: ننسق مع وزارة الشباب والرياضة للاستفادة من الفعاليات الكبيرة للترويج لسياحة الجولف    مبيعات أجنبية تهبط بمؤشرات البورصة بختام جلسة اليوم.. فما الأسباب؟    وزير التموين يكشف تفاصيل عن تطبيق رادار الأسعار    أبطال «نجوم الساحل» يكشفون كواليس العمل مع منى الشاذلي..غدا    «الزيت يكفي 3.7 شهر».. وزير التموين: الاحتياطي الاستراتيجي من السلع الأساسية آمن    جامعة كفر الشيخ تشارك في منتدى «اسمع واتكلم» بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف    محافظ قنا يشارك في احتفالية مستقبل وطن بعيد العمال ويشيد بدورهم في مسيرة التنمية    خلافات مالية تشعل مشاجرة بين مجموعة من الأشخاص بالوراق    رئيس "أزهرية الإسماعيلية" يشهد امتحانات النقل الإعدادى والابتدائى    ب12 هاتفًا.. عصابة تخترق حساب سيدة من ذوي الاحتياجات وتنهب أموالها    وزير البترول: التوسع الخارجي لشركة "صان مصر"على رأس الأولويات خلال الفترة المقبلة    هل يجوز أن أصلي الفريضة خلف شخص يصلي السنة؟.. المفتي السابق يوضح    إطلاق صندوق لتحسين الخدمة في الصحة النفسية وعلاج الإدمان    المراجعات النهائية للشهادة الإعدادية بشمال سيناء    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    سحب 49 عينة سولار وبنزين من محطات الوقود بالإسكندرية لتحليلها    بدء اجتماع "محلية النواب" لمناقشة عدد من طلبات الإحاطة    ضبط مروري مكثف.. سحب 934 رخصة وضبط 507 دراجة نارية ورفع 46 مركبة مهملة    مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن مع الولايات المتحدة    بتكلفه 85 مليون جنيه.. افتتاح مبنى امتداد مركز الأورام الجديد للعلاج الإشعاعي بقنا    عضو مجلس الزمالك: كل الاحتمالات واردة في ملف زيزو    عاجل- مصر وقطر تؤكدان استمرار جهود الوساطة في غزة لوقف المأساة الإنسانية    اليوم.. الرئيس السيسي يتوجه إلى اليونان في زيارة رسمية    «قمة الإثارة».. أفاعي الإنتر تلتهم نجوم برشلونة وتتأهل لنهائي الأبطال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لورين بوث شقيقة زوجة توني بلير في أول حوار لصحيفة مصرية بعد إسلامها
الإسلام منحني إستراتيجية أخلاقية متكاملة لحماية بناتي في مجتمع يسوده الانحلال
نشر في الأهرام اليومي يوم 04 - 02 - 2012

حاورها عبر الإنترنت‏:‏ أبوالحجاج محمد بشير كان خبر إسلام لورين بوث في أكتوبر‏2010‏ قنبلة مدوية اهتزت لها الأوساط السياسية والإعلامية في بريطانيا‏,‏ ليس فقط لأنها صحفية معروفة تكتب في جرائد بريطانية لامعة مثل ديلي ميل وجارديان وإندبندنت. بل لأنها أيضا الأخت غير الشقيقة لشيري بلير زوجة توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق ومبعوث الاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط. اشتهرت لورين بوث بمعارضتها الشديدة العلنية لسياسات توني بلير في الشرق الأوسط وتبريراته الكاذبة لخوض حرب أدت إلي مقتل الآلاف في العراق وأفغانستان بل إنها كانت تدعو دائما لاستقالة توني بلير بعد غزو العراق واحتلاله عبر عدة مقالات صحفية نارية. كان إسلام لورين بوث الشقراء, الابنة السادسة للممثل توني بوث وزوجة الممثل كرايج داربي, صدمة عنيفة للمجتمع البريطاني الذي ما زالت طوائف كثيرة منه من مختلف المستويات تري في الإسلام دينا عنيفا يحض علي الإرهاب ويضطهد المرأة, فكيف تعتنقه صحفية ومذيعة لامعة ومثقفة مثل لورين بوث؟ وفي العالم الإسلامي, حدث العكس تماما, حيث فرح الجميع بخبر إسلامها واعتبروه نصرا جديدا للإسلام يتجدد مع إسلام الشخصيات الشهيرة في الغرب ودلالة علي قوة تأثيره ووصوله لكافة الطبقات والمستويات في المجتمعات الأوروبية.
المتأمل لتغطية الإعلام البريطاني لخبر إسلام لورين بوث وإعلانها أنها لن تشرب الخمر ولن تأكل لحم الخنزير وأنها تقرأ القرآن وتصلي خمس مرات يوميايري بوضوح مشاعر الذهول والصدمة وعدم التصديق التي سيطرت علي الجميع, ثم بدأت حملة السخرية والتهكم التي تكشف عنها عناوين مثل هل فقدت لورين بوث عقلها؟ إلي لقد أسلمت فقط لأنها مرت بتجربة روحية في إيران, إننا نشك في أنهم قد أجروا لها عملية ختان أيضا, إلي لقد أسلمت لورين بوث وأصبحت امرأة غبية مسلمة أخري وقال بعضهم لورين بوث تقول إنها تقرأ الآن صفحة60 من القرآن, هل هذا يكفي لاعتناق الإسلام, ماذا لو لم تعجبك النهاية؟ وتمادي البعض إلي القول بأن اعتناق لورين بوث للإسلام رسالة سياسية قوية موجهة من إيران لبريطانيا لأنها أسلمت بعد زيارة لمسجد في إيران وقال محلل بريطاني في جريدة الجارديان أن لورين بوث باعتناقها للإسلام قدمت رسالة شديدة اللهجة للمجتمع الذي رفضته.
من المعروف أنك من المدافعين عن معاناة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي وذهبت إلي غزة عدة مرات. ما الذي جعلك تتخذين القرار بالذهاب إلي الأراضي المحتلة في فلسطين؟
بدأ الأمر عندما شعرت بأننا لا نري أو نسمع القصة الحقيقية حينما قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطفل الفلسطيني فارس عودة عام2000 في قطاع غزة بينما كان يرمي الحجارة وهو صاحب الصورة الشهيرة التي يتصدي فيها لدبابة إسرائيلية بحجارته الصغيرة وأثارت هذه الصورة المجتمع الدولي وتصدرت صفحات الصحف والمجلات العالمية حينها. هذه الصورة بينت لنا خداع الإعلام العالمي فكيف يكون هذا الطفل الذي يمسك الحجارة هو الشيطان المريد والدبابة التي أمامه هي الضحية البريئة المسالمة الوديعة؟
حينما ذهبت إلي هناك كان ذلك في عام2005 وكانت طفلتاي صغيرتين للغاية, وكنت أحاول الابتعاد عن السياسة في الحقيقة بل إنني كنت أفكر في الحياة في فرنسا بعد حملة التشويه التي تعرضت لها من توني بلير وأنصاره بسبب معارضتي للحرب علي العراق وأفغانستان في2003 وأشكره كثيرا علي ذلك لأنه كان سببا قويا في ذهابي إلي غزة ومن ثم اعتناقي الإسلام بعد ذلك.
كيف كانت بداية اهتمامك بالإسلام؟
بدأت قصة إسلامي عندما ذهبت لغزة لأول مرة في2005, في بعثة لكسر الحصار المفروض علي غزة, وكانت مهمتنا أن نبلغ الفلسطينيين أن الناس العاديين في الغرب يهتمون بهم, وأنهم مختلفون عن موقف الحكومات الغربية التي لم تكترث لحصار1.8 مليون فلسطيني, وكانت البعثة مكونة من46 فردا من مختلف مجالات الحياة: موظفو بريد وممرضات ومذيعون وصحفيون وغيرهم.
وما إن عبرنا أول نقطة تفتيش وشاهدت جنديا اسرائيليا يصوب بندقيته إلي السائق جمال الذي كان من القدس( نطقتها بالعربية بدلا من كلمة أورشليم الإنجليزية) وكان محظورا عليه أن يذهب لنقطة التفتيش الأخري في الضفة الغربية لأن التصريح الذي منحته إياه حكومة الاحتلال كان يمنعه من رؤية بقية بني وطنه. كان الموقف جنونيا, حتي أنه قلب حياتي راسا علي عقب سياسيا ودينيا.
عندما ذهبت إلي هناك أذهلني صبر الناس الذي يعانون من الاحتلال ولطفهم ورقتهم, وكيف يستطيعون الحب والاستمرار في الحياة بكل هدوء وسلام رغم الحصار وقسوة الاحتلال وقتل أبنائهم وبناتهم. حينها سألت نفسي, ما سر هذا الدين الذي يحرك هؤلاء الناس ويمنحهم هذه الطاقة الإيجابية الهائلة؟
من الأمور التي زلزلت كل اعتقاداتي التصورات الخاطئة لدي النساء في الغرب حول النساء في الدول الإسلامية, فقد كنا نتخيل أننا سنتعامل مع مخلوقات متشحة بالسواد وأننا سنتعامل مع الرجال فقط لأن المرأة في العالم الإسلامي لا حول لها ولا قوة. ولكن من زياراتي الكثيرة لمصر والأردن وفلسطين وإيران عرفت أن النساء في الشرق الأوسط مثلنا تماما متعلمات ومثقفات, بل إن بعضهن يتمتعن بشخصيات أقوي من أزواجهن.
ذكرت الصحف البريطانية في تغطيتها لخبر إسلامك أنك اعتنقت الإسلام بعد زيارة لمسجد فاطمة المعصومة في مدينة قم الإيرانية كيف حدث ذلك؟
بدءا من عام2006 بدأت أحضر الكثير من المؤتمرات والمناسبات الإسلامية في لندن وكنت أذيع بعض البرامج في قناة إسلامية رغم أني لم أكن مسلمة, وعملت بعد ذلك في قناة بريس تي في الناطقة باللغة الإنجليزية حيث أقدم حاليا برنامجين هما الشتات وتذكروا فلسطين, وزاد احتكاكي بمسلمين متعلمين مثقفين قدموا أمثلة ونماذج رائعة للإسلام ساعتها بدأ حب الإسلام يدخل قلبي.
ما حدث في إيران كان تجربة مذهلة لأني تأثرت للغاية من رؤية الناس وهم يتوضأون ويركعون ويسجدون في المسجد, وشعرت بهمهمات التسبيح والتهليل والتكبير تنفذ إلي قلبي. ما حدث هناك أني توضأت تماما مثل المسلمين وغسلت يدي ووجهي ورأسي وقدمي بالماء وصليت مثلهم وشعرت بهذه التجربة المذهلة التي لا توصف. شعرت بما يشعر به المسلمون في الصلاة الحقيقية.. رعدة من الانسجام الجميل واهتزازة الفرحة والإحساس بالامتنان لكل النعم التي أمتلكها وفي مقدمتها بناتي والشعور بأني لا أحتاج لأي شيء آخر عدا الصلاة.
بعد أدائي الصلاة نمت تلك الليلة علي الأرض تغلفني السكينة والسلام, وقررت الانتظار لمدة أسبوع, ولكن في تلك الفترة كانت كلمات التكبير والتهليل والتسبيح تدوي في عقلي كألحان عذبة. ولقد أخبرني الشيخ الذي أسلمت علي يديه في مسجد في لندن بعدة عدة أسابيع من عودتي: لا تتعجلي الأمور يا لورين. خذي الأمور ببساطة. تجاهلي كل من يخبرك بأنه يجب أن ترتدي كذا وتصففي شعرك مثل كذا. اتبعي فطرتك واتبعي القرآن الكريم وسيرشدك الله للطريق المستقيم.
أريد هنا توضيح أمرأثير كثيرا وهو أنني لم أعتنق الإسلام في إيران بل نطقت الشهادة في لندن, ولم أقل مطلقا إني اتبعت المذهب الشيعي ولا أدري ما العلاقة بين زيارة مسجد في إيران واعتناق المذهب الشيعي.لأني مسلمة آمنت بالله وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا وأقرأ القرآن وأحاديث الرسول وحريصة علي اتباع سنته. لذلك لا أريد الخوض في مسألة الخلاف بين الشيعة والسنة.
أليس من العجيب أنك اعتنقت الإسلام من الشعور بالسكينة والاطمئنان في مسجد بخلاف الكثيرين الذين يجدون في الإسلام الإجابات المنطقية عن أسئلة الوجود والحياة التي قد لا توفرها أديانهم السابقة؟
نعم أوافقك في ذلك, ولكن ينبغي أن نتذكر أن الله سبحانه وتعالي( نطقتها بالعربية أيضا) يعلم ما في قلوبنا. نعم بعض الناس يدخلون الإسلام من باب الإعجاز العلمي في القرآن, والبعض الآخر يدخل من باب الإعجاز العددي أو الرقمي في القرآن والبعض الآخر من باب سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم( التي نطقتها أيضا بالعربية) وبالنسبة لي وصل الله إلي قلبي بعد أدائي الصلاة في مسجد بإيران, ولا أدري ما الذي حدث, هل المكان له علاقة بذلك؟ أم بكل معلوماتي السابقة عن الإسلام؟ أم بتجربتي السابقة في فلسطين؟ أم بشيء وضعه الله في قلبي؟ لا أدري المهم في النهاية أن الله قبلني في النهاية.
بالمناسبة نحن ننظر إلي الأمور من زاوية خطأ وهي أن الناس يقبلون الإسلام ويصنعون للإسلام معروفا باعتناقه, والعكس هو الصحيح وهو أن الله هو الذي قبلهم فهداهم للإسلام. والحمد لله أن الله قبلني وهداني. بعد ذلك وعندما تعمقت في الإسلام عرفت عن أوجه الإعجاز العديدة في القرآن وهو الأمر الذي زادني إيمانا فوق إيماني وقوي عقيدتي أكثر وأكثر.
كيف كان تأثير الإسلام علي المحيطين بك وعائلتك؟
في البداية أنا منفصلة عن زوجي قبل اعتناقي للإسلام, وعندما أسلمت أحضرت ابنتاي هولي وأليكساندرا وأخبرتهما بأنني سأعتنق الإسلام فقالا لي: عندما تعتنقي الإسلام هل ستظلي أمنا أم لا؟ فأجبتهما بالطبع بل إنني أعتقد أنني سأكون أما أفضل. ثم سألتاني: هل ستشربين الخمر؟ فأجبتهما لا لن أشرب الخمر مرة أخري مطلقا. ثم سألتاني وهل عندما ستحضرين للمدرسة سترتدين ملابس ضيقة أو قصيرة لأن ذلك كان يحرجنا كثيرا؟ فأجبتهما لا من الآن فصاعدا سأرتدي ملابس محتشمة من الرأس للقدم, فقالت ابنتي هولي: نحن نحب الإسلام. وهما يمارسان معي كل شعائر الإسلام ويصليان معي صلاة الفجر, وأنا لا أضغط عليهما, لكنهما تدركان روح الإسلام حتي أنهما تعطياني أحيانا دروسا فتذكراني مثلا: أمي لا ينبغي أن يتصرف المسلم هكذا. كما أننا نحضر درسا أسبوعيا في المسجد عن الإسلام.
ما تأثير إسلامك علي توني بلير؟
في الحقيقة علاقتي مقطوعة بتوني بلير تماما منذ أن كان رئيسا للوزراء وأمر بغزو العراق, ولو رأيته سأقبض عليه وأطالب بمحاكمته دوليا علي جرائم الحرب التي ارتكبها وأدت إلي قتل مليون عراقي مسلم.
ما رأيك في التغطية الإعلامية لخبر إسلامك في وسائل الإعلام البريطانية؟ وهل لهذه التغطية علاقة بكونك زوجة أخت توني بلير؟
كان من المتوقع ألا يحصل خبر اعتناقي للإسلام علي تغطية جيدة, ليس لشيء يتعلق بشخصي, ولكن لأن أجندة الإعلام الغربي بصفة رئيسية علمانية كارهة للدين والإسلام بصفة خاصة, فكيف أعتنق دينا يرفضه الغرب من وجهة نظرهم؟ في هذه الحالة لابد من تصوير هذا الشخص كأنه مجنون أو غير متزن نفسيا أو يعاني من عقد الاضطهاد في الطفولة. كما أن وسائل الإعلام في بريطانيا لم تكن لتهتم بخبر إسلامي لو كنت امرأة عادية تسير في الشارع, ومن الطبيعي أن أتعرض للتشويه لأني أخت زوجة مبعوث الاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط الذي ما زال يحصد مكاسبه من غزو العراق وأفغانستان. وبصفة عامة هذا الأمر ليس بالجديد, فعندما تقرأ سيرة الرسول ستجد أن كل من آمن بالرسول عليه الصلاة والسلام تعرض لاتهامات مثل الجنون من عائلته وأصدقائه. والتغطية الوحيدة الإيجابية لخبر إسلامي كنت أنا الذي أكتبها من منطلق الحق في الرد علي اتهامات الصحف, فكتبت مقالات في جريدة( ميل أون صنداي) و(الجارديان).
هل كان لخبر إسلامك أثر علي آراء من حولك في الإسلام؟
نعم أعتقد ذلك بإذن الله فعائلتي والمحيطون بي بدأوا يراجعون أفكارهم ويصححون كثيرا من المفاهيم الخاطئة التي تروج لها وسائل الإعلام في بريطانيا عن الإسلام, ولكني حريصة علي عدم ممارسة الدعوة بشكل مباشر حتي لا أنفر الناس من الإسلام وحريصة علي تقديم نموذج جيد لسلوك المرأة المسلمة. وأنا سعيدة لأن مجرد رؤية الناس لي في الشارع والمواصلات العامة بالحجاب يخبرهم رسالة إيجابية عن تأثير الإسلام, حيث يبدو واضحا أني امرأة بيضاء بملامح إنجليزية, ولست مهاجرة من دول إسلامية أو من دول إفريقية. وأتذكر أن إحدي النساء العاملات في محطة مترو الأنفاق جاءت لي وقالت أشكرك علي ابتسامتك الدائمة لي كل صباح.
عندما ترتدي المرأة الحجاب, فإنها تصبح إذا جاز التعبير' علامة تجارية' للإسلام, فإذا كانت المرأة تعيسة أو فظة في التعامل, فإن ذلك يسيء بالضرورة إلي صورة العلامة التجارية للإسلام, وسيعطي ذلك انطباعا بأن الإسلام سيحطم المجتمع ويجعل النساء فظات غليظات في التعامل. ولكن إذا بينا للجميع كم نحن سعداء خارجيا وداخليا بفضل الإسلام, وكم نحن مهذبون ولطفاء بإمكاننا تغيير المجتمع بذلك. ليس بالكلام ولكن بتقديم القدوة الحسنة.
ما رد فعل المجتمع الإسلامي في بريطانيا لخبر إسلامك؟
بعد أن أعلنت خبر إسلامي, وخلال اليومين التاليين تلقيت آلاف الرسائل علي الفيسبوك من جميع أنحاء العالم تهنئني بإسلامي, وفي الحقيقة شعرت بحب جارف من الجميع. ولكن في الوقت نفسه تذكرت أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام التي تحذر من الشهرة والإعجاب بالنفس ومن الغرور. وكنت دائما أقول لمن يهنئني, علام تهنئني فأنا لم أفعل شيئا, هل تهنئني لأني أصلي مثلك رغم أن صلاتي ليست مثل صلاتك في جودتها وحسنها, أم علي أخطائي التي أرتكبها كل يوم.وينبغي أن نتذكر أن الإسلام لا يعرف المشاهير. وبصفة عامة في بريطانيا لدينا مجتمع إسلامي قوي, ولدينا العديد من الأخوات الناشطات في فعل الخير وإحداث فرق إيجابي في المجتمع وفي جمع التبرعات خاصة للقضية الفلسطينية.
من أهم التغييرات أني توقفت عن شرب الخمور, ولأنني كنت أعمل في الإعلام ودائما في دائرة الضوء كان سلوكي قبل ذلك يتسم بنوع من الجرأة والإحساس بالذات حتي لو كان ذلك عاديا, لكنني الآن بدأت أشعر بأن هذه السلوكيات ليست من الإسلام. وعندما ارتديت الحجاب لم أعد أنظر في عيون الرجال مباشرة في الشارع أو في مترو الأنفاق أو أتوقع اهتمامهم, أو أسير بينهم في الزحام كما كنت أفعل في السابق.جعلني الحجاب إنسانا أفضل. غير الإسلام من أسلوب التفاعل والحوار والتواصل بيننا كعائلة وجعلها أفضل. وبدأنا نخصص أجزاء من أوقاتنا لقراءة القرآن وسماع المحاضرات والدروس الدينية.
كيف يساعدك الإسلام علي مواجهة الحياة في مجتمع متحرر جنسيا؟
أصبحت الآن قادرة علي حماية بناتي من انحرافات المجتمع الجنسية, فقد أصبح لدي أسباب قوية ومقنعة ومنهج أخلاقي واضح للعفة في مجتمع ينظر للمرأة نظرة جنسية. قبل إسلامي كنت كأم أشعر بالاشمئزاز من العلاقات الجنسية بين الأولاد والبنات في عمر14 سنة. منحني الإسلام استراتيجية أخلاقية متكاملة لحماية بناتي وتعليمهم الإحساس باحترام الذات والكرامة والعفة.
الإسلام هو الدين الحق لكل الناس وليس شعائر قبلية لا معني لها, وكل شعائر الإسلام وتعاليمه بخصوص العلاقة بين الرجل والمرأة ليس لتقييد هذه العلاقة وإنما لحماية المجتمع. كما أني وبناتي بعد الإسلام لا ننظر للناس علي أننا في قلعة محمية نلوح وداعا لبقية الناس الذين سيذهبون إلي الجحيم. بالعكس لا ينبغي أن نعيش معزولين بقيمنا وأخلاقنا بل لابد أن نبرز هذه القيم وهذه الأخلاق التي علمنا إياها الإسلام من خلال نماذج وقدوة حسنة حتي يراها الناس ويهتدون للإسلام.
ابنتاي تذهبان للمدرسة وتخبراني بأنهم يتحدثون عن الزينة والماكياج وعن التقبيل وأن الأولاد يطاردانهما.ومحك الاختبار لعقيدتنا وقوة إيماننا. وأتمني أن تنجح الأخلاق التي أعلمها إياهم بأن يكتفيا بالمشاهدة لما يحدث في المجتمع وينأيا بنفسيهما عن هذه الانحرافات بفضل الأسباب الأخلاقية القوية التي يقدمها لنا الإسلام.وهذا هو التحدي أن نقدم نموذجا أفضل من الأنماط السائدة, وقررت ابنتي الكبري أليكساندرا ارتداء الحجاب في العام الدراسي المقبل.
هل أديت فريضة الحج أم ليس بعد؟
الحمد لله أديت فريضة الحج بفضل مبادرة سعودية شملت العديد من الأخوات المسلمات من اليابان والدنمارك وفرنسا. كانت رحلة رائعة بكينا فيها كثيرة. من أكثر اللحظات تأثيرا في حياتي أن أري الملايين من كل الجنسيات واللغات والدول يأتون للعبادة في مكان واحدة. حينها تشعر بعظمة الله سبحانه وتعالي وعظمة الإسلام. شعرت بالضآلة المتناهية وشعرت بأن الهواء مشحون بقوة الإيمان ولا يسعك سوي البكاء. وأهم ما تتعلمه في الحج والطواف هو الصبر والحلم, وكنت أدعو الله في أثناء الطواف بأن يجعلني من الصابرين, وأتذكر في الشوط الأخير من السعي بين الصفا والمروة أني بكيت كما لم أبك طوال حياتي. ويمكنني أن أشبه إحساسي ساعتها بأن قلبي عصر تماما مثل الليمونة من كل ما فيه ثم مليء بالحب والإيمان.
ماذا ينبغي علي المسلمين في الشرق أن يفعلوه لخدمة الإسلام في الغرب؟
ينبغي علي المسلمين في السعودية وقطر ومصر والإمارات أن ينظروا إلي أنفسهم ومجتمعاتهم, ويتمسكوا بدينهم, فلا ينبغي أن يكون الهدف فقط هو بناء أفضل مراكز التسوق أو أفضل مراكز التمرينات الرياضية أو أطول برج في العالم أو أكبر بنك أو اقتناء أفضل الملابس من أفخر الماركات, ولا ينبغي أن يكون هدف النساء امتلاك أنحف وسط أو أرشق جسم أو أفخر زينة أو أغلي مجوهرات. إلي أين تذهبون؟ لماذا تجرون وراء ما يسعي الغرب جاهدا للتخلي عنه؟ لماذا نسعي لتقليد الغرب بينما إسلامنا دين كامل ومثالي؟ أقول للعلمانيين الذين يعتقدون أن الولايات المتحدة هي النموذج المثالي للمجتمع المتقدم: أمريكا صاحبة أكبر معدل للإجهاض وأكبر معدل لتشرد الأطفال أسريا, وأكبر معدل للانتحار, واكبر معدل للاكتئاب, وأكبر معدل للعنف والجريمة.
لماذا يكره الغرب الإسلام؟
من وجهة نظري, يمكنني القول بأن الغرب مجتمع استهلاكي من الدرجة الأولي يقوم علي الإسراف في كل شيء, في شراء الملابس والأحذية والماكياج والأغذية, بينما الإسلام يعلم القناعة والاعتدال والتواضع, وهذه القيم تتعارض مع مصالح الشركات في الغرب التي تجد في العالم الإسلامي سوقا رائجا لتصريف منتجاتها. فالمسلم أو المسلمة الملتزم لا يسعون وراء الموضة أو يبحثون دائما عن الجديد لشرائه طالما أن عنده ما يكفيه. فإذا كان عند المسلم فضل في المال فينبغي أن يوجهه للزكاة أو لأعمال الخير.أيضا الإسلام يحرم الربا ويحظر التعامل به بينما الاقتصاد الغربي بأكمله يقوم علي التعاملات الربوية والائتمان والربا ومعدلات الفائدة العالية, فضلا عن ذلك سينهار الاقتصاد القائم علي الخمور ولحوم الخنزير وكل المنتجات التي تستخدمها أو تحتوي عليها, كما أن الإسلام يعلم المرأة الحشمة في الملبس وهذا بدوره سيدمر اقتصاد الأزياء وبيوت الموضة العالمية التي تقوم علي إبراز مفاتن المرأة وتعريتها بقدر الإمكان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.