شاهدت منذ سنوات الفيلم الإيطالي مالينا كما شاهدت فيلم حلاوة روح لأجد انه نسخة بالكربون من الفيلم الايطالى الذى جرت احداثه فى اربعينيات القرن الماضى ولم يكتفى مخرج الفيلم على نقل القصة فقط .. بل حتى الديكور والملابس واتساءل هل سيدات حى بولاق الشعبى المحترمات يمكن ان يرتدين الملابس المثيرة التي كانت ترتديها هيفاء وهبى في الفيلم؟ واذا كنت قد شاهدت النسخة المصرية ادعوك لتتعرف على قصة الفيلم الايطالى لكى تحكم بنفسك و سوف تشعر ولاول وهلة بعد هذه السطور ان الفيلم المصرى المقلد هو قرصنة فنية وان احداثه لا تناسب البيئة المصرية ولا عادتنا وتقاليدنا الشرقية وهو ما يطرح قضية حدود الاقتباس والابداع والقرصنة الفنية وتدور احداث الفيلم الايطالى حول الطفل (ريناتو)، الذى لم يتعدى سن الثانية عشر يعيش في قرية كاستلكوتو بجزيرة صقلية في ايطاليا في الفترة التي كان يحارب فيها موسوليني فرنسا وبريطانيا وكان ريناتو يمر بفترة المراهقة عندما قابل المرأة الحسناء (مالينا) زوجة (نينو) الذي ذهب الى الحرب بعد زواجه بشهر لتعيش مع والدها المدرس العجوز في القرية لحين عودة زوجها وسلبت مالينا عقول رجال القرية بجمالها و جاذبيتها وأصبحت فتاة أحلام ريناتو الذى اصبح يتبعها كظلها . وحاول الجميع التقرب منها ونيل رضاها ولكن مالينا كانت زوجة وفية لزوجها تنتظره بوفاء ولكن نسوة القرية لم يرحموها لتصبح حديث القرية لتطاردها الشائعات بسبب غيرتهن منها و تستمر الاحداث ليأتي خبر مقتل نينو زوج مالينا في الحرب حيث تصبح مالينا تلك الارملة الشابة الجميلة مصدر خطر وازعاج لجميع نساء القرية بسبب الخوف على رجالهن لتتزايد الشائعات حتى تصل الى والد مالينا اخبار عن ان ابنته امرأة سيئة السمعة ليقاطعها والدها ليموت لاحقا تحت الانقاض بسبب القصف الجوي وتتعرض مالينا لازمة مالية بعد ان فقدت معاش زوجها وابيها الذى كان يعولها ليتكالب الرجال حول منزلها طلبا للزواج او من اجل اقامة علاقة غير شرعية بها دون علم زوجاتهم مستغلين حاجة مالينا وما تعانيه من فقر وجوع ويحزن ريناتو لما يحدث لها لكنه يقف مكتوف الايدى لا يستطيع ان يفعل شيئا فمازال صغيرا وبعد انتهاء الحرب تقرر نساء القرية الانتقام من مالينا وطردها بعد التعدى عليها بالضرب والاهانة أمام صمت رجال القرية المغرمون بجمالها ، لتخرج مالينا من القرية مهانه جريحة شبه عارية وفى النهاية يعود زوجها من ميدان القتال بعد ان فقد احدى يديه باحثا عن زوجته وبيته لكن لم يخبره احد ما حل بزوجته لكن الوحيد الذى تجرأ على اخباره بالحقيقة ومكان تواجدها هو الطفل ريناتو لتعود بصحبة زوجها ليستقبلها اهالى القرية وكأن شيئا لم يكن بل وعاملوها باحترام . و اخير اتساءل هنا هل تغلبنا على جميع مشاكلنا فى مصر؟ ولا توجد امامنا مشكلة الان سوى منع فيلم ردىء منسوخ من فيلم ايطالى جيد كانت مشاهده الخارجة فيه موظفة فى سياقها الدرامى وتعبر عن منظور ثقافى مختلف لا يمت الينا باى علاقة ليكتسب فى النهاية الفيلم المصرى دعاية وانتشار لايستحقها فى مصر والخارج اكبر من الفيلم الايطالى نفسه لمزيد من مقالات نبيل السجينى