تحتل عشيقة الدكتاتور الايطالي بنيتو موسوليني السرية والطفل الذي انجبته منه, الشاشة في مهرجان كان للسينما الثلاثاء من خلال عرض فيلم المخرج الايطالي ماركو بيللوكيو في اطار المسابقة الرسمية. ويروي فيلم Vincere (النصر) الجهود الكثيرة التي بذلها موسوليني لاخفاء عشيقته وابنه غير الشرعي منها عن الانظار، وابعادهما عن طريق صعوده السياسي في المرحلة التي سبقت الحرب العالمية الثانية. وقال المخرج بيللوكيو (69 عاما) لصحيفة "كوريير ديلا سيرا" الايطالية ان "موسوليني الذي اتحدث عنه (في الفيلم) ليس رجل العائلة الحنون الذي كان يظهر في التلفزيون وكان خطأه الوحيد انه تحالف مع هتلر". واستند الفيلم خصوصا على كتابي "زوجة موسوليني" لماركو زيني، و"النجل السري للدوتشي" لالفريدو بياروني ويقول بيللوكيو ان الزعيم الايطالي الراحل كان "عنيفا وماكرا وعديم الرحمة حتى نحو المرأة التي احب وحيال ابنه". في العام 1914, كان موسوليني في سن الحادية والثلاثين وعضوا في الحزب الاشتراكي ومديرا لصحيفة "افانتي!". وكان عاش لفترة عامين في شمال ميلانو مع راكيلي غيدي، التي اصبحت لاحقا زوجته. لكن الدوتشي اقام في ذلك الوقت علاقات غرامية عديدة اخرى، احداها كانت مع ايدا ايرين داسلر، صاحبة صالون تزيين نسائي وكانت قوية المراس وتكبره بثلاث سنوات. ظلت ايدا وفية لموسوليني حين طرده الحزب الاشتراكي بعد دعمه دخول ايطاليا في الحرب العالمية الاولى، حتى انها باعت صالونها لمساعدته على تأسيس صحيفته الخاصة، "ايل بوبولو ديتاليا" (شعب ايطاليا) ولا يزال الجدل قائما حول صحة ما اورده بعض الصحافيين والمؤرخين عن ان العشيقين تزوجا في العام 1914. وكانت ايدا حاملا في شهرها السابع، حين تركها موسوليني متوجها الى الجبهة في اغسطس/آب 1915، ثم وضعت مولودهما في 11 تنوفمبر/شرين الثاني واسمته بينيتو البينو، وراسلت موسوليني لتبلغه بالنبأ من دون ان تتلقى جوابا. وتناهى الى ايدا ان موسوليني اصيب بمرض اليرقان (الصفراء) ونقل الى المستشفى للعلاج، فتوجهت اليه تحمل طفلها. لكن الدوتشي كانت تزوج قبل يوم واحد في المستشفى عينه عشيقة اخرى له هي راكيلي. رغم ذلك وعدها موسوليني بان يعترف بطفله منها، وكرر تعهده خلال الاشهر القليلة التي سبقت عودته الى الجبهة، كما ارسل لها نفقة شهرية للطفل. لكنه سرعان ما ادار ظهره لها متجاهلا رسائلها، وبلغ الامر ان وضعها تحت رقابة الشرطة وواصلت الام العزباء مراسلة عشيقها السابق بعناد، حتى انها اشتكت من وضعها للسلطات الايطالية. وحين وصل موسوليني الى الحكم في نوفمبر 1922 شدد الرقابة عليها خشية ان تثير مزيدا من الجلبة ضده. وفي العام 1926، حين اصبح الدوتشي دكتاتورا لا ينازعه احد تم اعتقال داسلر والقي بها في مصح عقلي، وانتزع بنيتو الصغير منها ووضعه تحت رعاية وصي. وتوفت داسلر عام 1937 بعد أن نقلت الى مصحين اخرين، ومنعت طيلة اعوام من استقبال اي زوار. وكان الصبي آقد دخل مدرسة داخلية حتى سن الثامنة عشرة، ثم انخرط في سلاح البحرية. ومع ان موسوليني لم يكن على اتصال بنيتو الأبن؛ لكنه كان يراقبه عن كثب. وقد انزعج من انه ظل على اتصال باسرة والدته، فارسله من دون انذار الى آسيا في العام 1934. وفي العام التالي،عاد بنيتو الابن الى ايطاليا مصابا، وعولج في المستشفى قبل ان يودع هو الاخر في مصح نفسي في العام 1936. وتوفي فيه بعد ستة اعوام عن 26 عاما ودفن بنيتو وامه في قبرين لا يحملان اي شاهد يعرف عنهما. (أ ف ب)