كم كبير من الازمات تشهدها مصر يوميا، ولا نجد لها حلا فوريا وسريعا يقضى عليها، بل اننا ننتظر طويلا حتى نجد الحل المناسب ثم بعد ذلك تبدأ اجهزة الدولة فى التحرك، مما يزيد الازمات تفاقما، هذا ما شاهدناه فى ازمة الوقود والكهرباء الاخطر من ذلك ما يحدث فى اسوان من اقتتال بين عائلتين راح ضحيتها 28 شخصا حتى الآن، ولا نجد للدولة اى تحرك ايجابي، او اتخاذ قرار قوى وفورى يظهر هيبة الدولة. للأسف الشديد اننا فى مصر لا نمتلك ادارة واضحة وصريحة للازمات قادرة على على وضع الخطط والبدائل لمنع اى ازمة او التصرف بسرعة كبيرة لاحتوائها ووأد الفتنة فى مهدها، فما يحدث فى اسوان هو مهزلة بكل المقاييس، والرسالة الواضحة التى ستصدر للعالم بأسره ان الدولة غير قادرة على فرض سيطرتها ونفوذها على ربوع الوطن، رغم اننا على مشارف الانتهاء من الاستحقاق الثانى من خارطة الطريق، وهو انتخاب رئيس الجمهورية. لا يمكن ايضا ان نبعد نظرية ان الاخوان هم السبب فى هذه الفتنة بين العائلتين، ولكن اين دور الدولة واين الاجهزة القادرة على اتخاذ الخطوة الاولى واحتواء الوضع الفوري، فللأسف اننا نسمع كثيرا عن كلمة استراتيجية التى يتحدث بها الجميع، والغالب ان كل من يتحدث عن تلك الكلمة لا يعلم معناها الحقيقي، فالاستراتيجية علم وفن واستخدام جميع الوسائل والادوات المتاحة لتحقيق المصلحة الوطنية، ولكننا لا نجد فنا أو علما فى الوقت الحالى لأى شىء. ان ما يحدث فى اسوان نموذج لفشل الدولة بكل المقاييس، لاتوجد اجهزة او ادارة ازمة او مسئول يستطيع اتخاذ قرار فوري، بل نحن ننتظر حتى ينهى طرف على الطرف الآخر ونبدأ فى التحرك. ان المرحلة المقبلة خطيرة ومؤثرة فى تاريخ مصر، فمن المتوقع ان يفعل الاخوان اكثر من ذلك بكثير من ارهاب، وفتنة طائفية، وغيرها من الجرائم، فلا بد ان تضع الاجهزة المعنية ذلك نصب عينيها وإلا ستتفاقم المشاكل وتخرج عن نطاق السيطرة، وهو ما تهدف إليه الجماعة الارهابية وأنصارها فى الخارج. http://[email protected] لمزيد من مقالات جميل عفيفى