* المظاهرات لا تقتصر على السنة فقط ولكنهم المكون الأكبر بسبب ممارسات الحكومة * رئيس الوزراء همش السنة وزرع أتباعه فى الوظائف الحساسة بالدولة * اقتحام الحويجة دليل على الرغبة لإشعال الفتنة فى العراق * استهداف العيساوى بقنبلة لم يكن الهدف منه اغتياله ولكنها رسالة تهديد وصف الأمين العام للحزب الإسلامى العراقي- إياد السامرائي، ما حدث فى قضاء الحويجة من اقتحام لساحة المعتصمين العزل واستخدام للسلاح ومنع الغذاء والدواء، بأنه كارثة إنسانية غير مسبوقة، وسابقة خطيرة تمثل تصعيداً بكل المقاييس، محملا رئيس الوزراء نورى المالكى المسؤولية عنها، لطريقته الاستفزازية، ومحاولته جر المعتصمين للاصطدام بالشرطة، لإظهارهم بمظهر غير سلمي، وإشعال الفتنة فى البلاد. وقال السامرائي، فى حوار أجرته معه "الحرية والعدالة"، عبر البريد الإلكتروني، إن المظاهرات التى تجتاح العراق منذ أشهر إنها "ربيع عراقي" طبيعى ضد سياسيات المالكي، التى امتازت بتهميش دور السنة فى الدولة وتوسيع أشغال المواقع المهمة فى مؤسسات الدولة بعناصر من حزبه أو من القريبين إليه وهم بطبيعة الحال كلهم من المكون الشيعي. وأضاف إن أجهزة الأمن التابعة للمالكى تشن ممارسات ظالمة نحو السنة بدعوى مكافحة الإرهاب، فبسياسة ممنهجة يعتقل الآلاف كل شهر ثم يفرج عنهم بعد شهر أو أكثر وكأنما القصد بث الرعب فى النفوس ودفع المستهدفين إلى ترك مقار سكناهم خوف التعرض للاعتقال . وفيما يلى نص الحوار: كيف يرى الحزب الإسلامى اقتحام اعتصام الحويجة؟ ما حدث فى قضاء الحويجة من اقتحام لساحات المعتصمين السلميين واستخدام للسلاح وسقوط عشرات الشهداء والجرحى كارثة إنسانية غير مسبوقة وسابقة خطيرة تمثل تصعيداً بكل المقاييس وتدخل فى إطار ممارسات المالكى ضد السنة وسعيه لإشعال فتنة فى بلاد الرافدين. وأن الاقتحام اظهر الوجه الحقيقى لحكومة المالكى فبدل التعامل مع المعتصمين بطريقة سلمية خاصة مع تأكيدهم على سلمية وشرعية تحركاتهم، لجأت لأسلوب الاستفزاز لجر التظاهرات للاصطدام مع قوات الجيش لإخراجها عن طابعها السلمي، وهو ما جعل الأمور فى البلاد تتفاقم بشكل كبير وتصل لهذه الدرجة من الخطورة والتعقيد. كما إن ما حصل خلال اقتحامه للحويجة من استخدام الرصاص الحى والاعتداء على المعتصمين العزل وحرق خيامهم دليل واضح على من هو المعتدى الأول. وهل ما حدث يعتبر دليلا على تعاملات المالكى مع السنة؟ سياسة المالكى امتازت بتهميش دور السنة فى الدولة، وقد توسع فى أشغال المواقع المهمة فى مؤسسات الدولة بعناصر من حزبه او من القريبين اليه وهم بطبيعة الحال كلهم من المكون الشيعى وهذه السياسة أثارت نقمة العديد من الشيعة أيضاً لانه لم يوازن بين القوى السياسية الأخرى مالم تكن فى دائرة الموالين له أو باشتراط الموالاة . وقد عمد إلى تعطيل إحالة أسماء هؤلاء الموظفين الكبار إلى مجلس النواب لأنه يعلم أنه سيكون هناك اعتراض من الجانب السنى والشيعي، فالسنة سيعترضون لعدم التوازن الذى نص عليه الدستور سواء العدالة بين المكونات أو بين المحافظات، والشيعة المعارضون للمالكى بسبب عدم مراعاة التوازن بين الكتل السياسية وتجاوز حق الكتل فى الترشيح للمواقع. من جانب أخر، هناك ممارسات ظالمة نحو السنة من قبل الأجهزة الأمنية بدعوى مكافحة الإرهاب، وقد أدى اضطرار المالكى إلى تشكيل لجنة للنظر فى مطالب المتظاهرين، إلى الكشف عن أن هناك آلاف المعتقلين وبظروف سيئة جداً، دون ذنب وهناك من أفرج القضاء عنهم ولكن لم يطلق سراحهم . إن حجم الاعتقالات التى تجرى يومياً غير مسبوقة، فبسياسة ممنهجة يعتقل الآلاف كل شهر ثم يفرج عنهم بعد شهر أو أكثر وكأنما القصد بث الرعب فى النفوس ودفع المستهدفين إلى ترك مقار سكناهم خوف التعرض للاعتقال. وكيف ترى المظاهرات التى تجتاح العراق؟، وهل ستصل لهدفها؟ وهل يمكن النظر إليها على أنها بداية لوصول رياح الربيع العربى إلى العراق؟ المتابع للوضع العراقى يستطيع أن يلحظ حجم الانتقادات التى توجه للأداء العام للدولة وبمختلف المجالات التنفيذية، ثم تصاعد ليشمل جهاز القضاء والعلاقات السيئة بين القوى السياسية وضعف الحكومة عن أن تقدم للناس أداءً مقنعا فى أى مجال من المجالات .وللأسف فإن الذين فى السلطة استهانوا بكل تلك الانتقادات وكان ردهم الوحيد هو التكذيب واتهام القوى الأخرى بشتى الاتهامات. وقد ضاق الشعب ذرعا بكل ذلك، فلما حصلت حادثة حماية الدكتور العيساوى وعلى غرار السياقات المعتادة فى استهداف الرموز السياسية بشكل مخالف للقانون والأعراف ولما ينبغى أن يكون عليه نمط التعامل بين القوى السياسية، اشتعل الغضب فحصلت المظاهرات فى مدينة الفلوجة وكان هذا مدعاة لانتباه العراقيين للمظالم التى يعانون منها فخرجت الجموع معبرة عن مواقفهم وتضامنهم مع بعضهم. هذه المظاهرات ستحقق نتائجها بإذن الله فقد وجدنا معنويات عالية جداً للمشاركين فيها بل هناك رغبة فى توسيعها وهذا متوقع أن لم تحصل الاستجابة المطلوبة ولكن التوسع لا يجب أن يتخذ طابعا مذهبيا أو قوميا بل لا بد أن تنضج الظروف التى تجعل بقية العراقيين يشاركون فيه، ولكنى أرجو أن تكون هناك استجابة حكومية أو من التحالف الوطنى الذى أتى رئيس الوزراء منه بدل إهمال الاستجابة مما يدفع الحراك للتصعيد . هناك سعى لإفشال الحراك من خلال نعته بصفة مذهبية أو طائفية وقد يكون للأخطاء إلى شابت التحركات العفوية الأولى دور فى ذلك ولكنى اعتقد أن الأمور تسير نحو تنضيج التحرك وتوسيعه وعلى المستوى الوطني، ولكون العراق جزء من الأمة العربية ويتأثر بما يحصل فهذا الذى نجده يمكن وصفه بالربيع العراقى. وهل تعتقد أن اعتقال العيساوى هو سبب الثورة على المالكى؟، وكيف تفسر تعرضه لمحاولة اغتيال؟ كما بينا سابقًا، فقد تراكمت المظالم التى تتعرض لها الجماهير، ولم تنفع جهود السياسيين فى معالجتها، فانتفض الناس. أما ما حصل من انفجار عبوة على موكب الدكتور رافع خلال سفره من الفلوجة إلى بغداد فقد حصلت فى منطقة تقع تحت حراسة مشددة من قبل اللواء 54، والذى يخضع لتوجيهات رئيس الوزراء مباشرة، ولا مزيد عندى من التعليق. لكننى أفسر الأمر أنه ليس محاولة اغتيال ولكنها رسالة تهديد العيساوي، أما من هو صاحب التهديد؟.. فلا أدري، لأنه لم تعلن أية جهة عن مسؤوليتها، والذى يقودنى إلى هذا الاستنتاج أمور عديدة، منها: حجم العبوة والتى نتج عنها أضرار خفيفة، وموقع التفجير. وما حقيقة ما يقال من أن هذه التظاهرات تقتصر فقط على السنة؟ هذا صحيح نوعا ما رغم خروج مظاهرات لكتل سياسية فى المناطق الشيعية، والذى دعا إلى أن تكون المظاهرات سنية الطابع إلى حتى ألان جملة أمور منها أن الأذى الأكبر وقع على السنة، فرغم أنهم يعانون من عموم ما يعانى منه المواطن العراقى من الفساد وفشل الإدارة وتراجع الخدمات وغير ذلك فان السنة يعانون من مظلومية أخرى تتمثل فى الاستهداف الأمنى والإقصاء الوظيفى والتعرض لعقائدهم والاستهانة بها وتهديد أوقافهم الإسلامية. وما هى الخطوات التى يقوم بها الحزب الإسلامى لدعم أهل السنة؟ مواقف الحزب الإسلامى تنطلق من مواقف مبدئية وسعيه الأساسى لتقديم اكبر خدمة يستطيعها للشعب العراقى وأبناء السنة جزء منه وجهوده تتمثل فى المواقف السياسية والتوعية الشعبية وكشف الممارسات السيئة وتفعيل الدور البرلمانى رقابة وتشريعا وجمع القوى السياسية على قضايا محددة وكل منصف لا يستطيع إلا أن يشكر للحزب الإسلامى مواقفه ونكران الذات التى يتتمتع بها . لقد وقف الحزب مناصراً للحراك الشعبى الأخير باعتباره احد أهم وسائل الضغط لتحقيق المطالب وهذا دفع بعض وسائل الإعلام والسياسيين المعادين للحراك لاعتبار الحزب هو المحرك له خدمة لأجندة خارجية وهذا افتراء على الحزب وعلى الجماهير ومحاولة تقديم صور مغايرة للحقيقة فالحراك اكبر من أى حزب واكبر من أن يكون أى حزب قادر على أن يقوم به.