اجتاح الغضب الشارع العراقي عقب مجزرة راح ضحيتها أكثر من 200 عراقي بين قتيل وجريح بينهم شيوخ عشائر وعلماء دين وإعلاميون إثر اقتحام قوات التدخل السريع - سوات - التابعة للجيش العراقي لساحة الاعتصام "الغيرة والشرف" في الحويجة جنوب غرب كركوك فجر أمس مدعومة بقوات مجهولة يعتقد أنها تابعة لميليشيات شيعية. قال شهود عيان إن قوات سوات المجرمة اقتحمت ساحة الغيرة والشرف في الحويجة الباسلة عند ساعة الفجر. وأطلقوا الرصاص الحي علي المعتصمين العزل غدرا. وكانوا يدوسون علي الجرحي بآلياتهم العسكرية. ولاحقوا من انسحب منهم إلي المناطق المجاورة وأعدموهم إعداما. وذكر شهود عيان أن القوات الحكومية المختلفة باغتت جموع المعتصمين السلميين بفتح نيران أسلحتها المتوسطة والخفيفة بشكل عشوائي. وأن طائرات مروحية قامت بفتح أسلحة رشاشة نوع "بكتة" وهي أسلحة متوسطة فتاكة.. كما منعت القوات وصول سيارات الإسعاف لنقل الجرحي وجثث الشهداء إلي المستشفيات. ويبدو أن حكومة نوري المالكي اختارت الحل الأمني لمواجهة مطالب المتظاهرين المشروعة حيث شددت القوات الحكومية من إجراءاتها الأمنية ضد المعتصمين وصعدت من خطابها خصوصا بعد خطاب المالكي الذي وصفه المعتصمون بالتحريضي في ساحات المحافظات المختلفة بكلمات طائفية وصف فيها المتظاهرون بأنهم إرهابيون ومتمردون. جدير بالذكر أن عدد المحاصرين في ساحة الاعتصام يصل إلي نحو 5 آلاف متظاهر. بينهم أطفال ورجال كبار في السن وهو ما ساهم في ارتفاع عدد الضحايا. من جانبها حذرت هيئة علماء المسلمين في العراق من أن جريمة المالكي لن تخمد صوت الحق مؤكدين أن هذه المجازر سوف تزيد الغضب اشتعالا. والعزيمة إصرارا. مشيرة إلي أن أهالي الضحايا لهم الحق في البحث عن حقهم في الثأر والقصاص. وأوضح البيان أن المالكي وجنوده ماضون في تنفيذ أجندة الولي الفقيه القائمة علي التطهير الطائفي والعرقي. وما جريمتهم في ساحة الغيرة والشرف في الحويجة إلا بداية لاستهداف بقية الساحات علي نفس المنوال. وعلي أبناء شعبنا أن يعلموا أن المالكي قد أعلن الحرب عليهم. وأنه لن يتوقف. ما لم يردعه رادع. ودعا البيان المجتمع الدولي لإدانة الجريمة النكراء واتخاذ ما يلزم بصددها. في الوقت نفسه تظاهر المئات من علماء وشيوخ العشائر وأهالي الفلوجة. احتجاجا علي اقتحام الجيش العراقي ساحة اعتصام الحويجة.. فيما بدأ أهالي الفلوجة بتنفيذ الإضراب العام في الدوائر الرسمية والمحال التجارية باستثناء الدوائر الصحية والأجهزة الأمنية تضامنا مع معتصمي الحويجة وتلبية لنداء علماء الدين. وشاركت الدوائر الرسمية والمحال التجارية ماعدا دوائر الصحة والأجهزة الأمنية في المدينة في تنفيذ الإضراب العام تضامنا مع معتصمي الحويجة وتلبية لنداءات علماء الدين. كما أدان معتصمو الأنبار اقتحام ساحة الحويجة واتهموا حكومة المالكي بإدخال البلاد في الجحيم. وأكدوا أنهم بصدد اتخاذ مواقف تصعيدية ضدها في حين هاجم وزير المالية المستقيل رافع العيساوي الحكومة بشدة مطالبا الأممالمتحدة باعتبار الحويجة "مدينة منكوبة" وجامعة الدول العربية بالتدخل. وفي أول عملية ثأرية. أفادت مصادر أمنية في محافظتي صلاح الدين وكركوك. بأن ما لا يقل علي 13 مسلحا قتلوا في سلسلة هجمات تعرضت لها قوات الجيش العراقي في مناطق جنوب وجنوب غربي كركوك وشمال صلاح الدين وتكريت. ولفت المصدر إلي أن قوات الجيش تكبدت بدورها خسائر إلا أنه لم يعرف حصيلتها مشيرا إلي أن المسلحين كان من أبناء العشائر الغاضبين علي حادثة اقتحام ساحة الحويجة وكانوا يتصرفون بعشوائية وبعضهم صغار السن. وفي محافظة صلاح الدين المجاورة لكركوك. والتي شهدت استنفارا عشائريا مسلحا وخصوصا في مناطقها الشمالية وأطراف تكريت. فقد أكد مصدر في الشرطة أن قوات الجيش في تعرضت لهجومين استهدفا نقطتين عسكريتين لكن الخسائر لم تعرف بعد بسبب إغلاق المنطقة من قبل قوات الجيش.