يبدو ان البعض يراهن دائما علي نعمة النسيان لدي الشعب المصري حتي تصبح الكثير من الازمات في طي النسيان, او ربما يتم إغراق البلاد في الكثير من المشكلات حتي يتم التغاضي عن كوارث كبري, واكبر. مثال علي ذلك ما يحدث في سيناء, كارثة تلو الاخري ويتم التغاضي عنها, حتي يتم طمسها تماما,ومسحها من ذاكرة الشعب الغارق في المشكلات الداخلية. جاءت حادثة اغتيال الضابط الشاب محمد ابو شقرة علي ايدي مجهولين في سيناء, ليؤكد لنا بما لا يدع مجالا للشك ان هناك امرا مريبا يحدث في سيناء, ولا ترغب الدولة في الافصاح عنه-لاسباب لا يعلمها احد-, وسبقها اختطاف الجنود السبعة, ومن قبلها قتل الجنود ال16 في رمضان الماضي, وسبقهم اختطاف الضباط الثلاثة وامين الشرطة, وتخلل ذلك الهجوم علي اكمنة الشرطة في مواقع مختلفة في سيناء, ولم نجد اي رد فعل او إلقاء القبض علي فاعل اي من تلك الجرائم. لقد توقفت كثيرا امام تقرير جهاز المخابرات الالمانية- التي تعتبر من اقوي اجهزة المخابرات في العالم- التي اكدت فيه ان مصر اصبحت ثاني دولة في العالم يتم فيها تدريب الجماعات الارهابية, وخاصة في سيناء, وشبهتها بمنطقة وزير ستان بباكستان, وللاسف الشديد لم نجد اي تعليق من اجهزة الدولة حول هذا التقرير, فالواضح هنا ان استهداف ضباطنا وجنودنا يتم من خلال تلك الجماعات التي تسللت الي الاراضي المصرية بعد الثورة, واتخذت من سيناء مقرا لها. نحن امام كارثة حقيقية, فالجماعات الجهادية الارهابية تستوطن اهم جزء في مصر ولا نجد اي تحرك ضدهم يشفي غليل اسر الضحايا,والشعب المصري الذي بات قلقا هو الآخر علي امن واستقرار الوطن, في ظل وجود تلك العناصر الضالة علي اراضية دون تحرك الدولة. الواضح انه بعد هذا التقرير ربما تتخذ اجراءات عقابية ضد مصر, ويتم تصنيفها علي انها دولة ترعي الارهاب, بل من الممكن ان نجد هجوما خارجيا علي مواقع الارهابيين في سيناء كما تفعل امريكا في وزيرستان, يجب ان تكون هناك شفافية, ويجب ان يخرج اي مسئول في الدولة ليعلن الاسباب الحقيقية لوجود تلك العناصر في سيناء واسباب عدم التعامل معهم, والبعد نهائيا عن اسلوب التجاهل حتي تسقط القضية بالنسيان. [email protected] لمزيد من مقالات جميل عفيفى