جدول امتحانات الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني بالفيوم    الوطنية للصحافة: الأحد القادم صرف مكافأة نهاية الخدمة لمعاش مارس 2024    موعد اجتماع البنك المركزي المصري الثالث في 2024 لحسم سعر الفائدة    سفير الصين يحضر فاعلية «النيل يلتقي نهر ليانجما» بالأقصر    تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي    باكستان والسعودية تؤكدان التزامهما بتعزيز الشراكة الاستراتيجية والاقتصادية الثنائية    استمرار عمليات الإجلاء بسبب الفيضانات في روسيا وشمالي كازاخستان    المبعوث الأممي إلى ليبيا: قدمت استقالتي ل"جوتيريش" وقبلها على مضض    ممثلو بريطانيا وأمريكا وروسيا لدى الأمم المتحدة يدعون إلى استكمال العملية السياسية لتحسين الوضع في ليبيا    ليفاندوفسكي يقود هجوم برشلونة أمام سان جيرمان    6 ملايين جنيه لأعمال إنشائية بمراكز شباب القليوبية    متخطيا صلاح.. بالمر يهدد عرش هالاند    حبس المتهمين في معركة بالخرطوش في السلام    طفطف سياحي وأتوبيسات.. رأس البرّ تستعد لاستقبال فصل الصيف    إصابة فني تكييف إثر سقوطه من علو بالعجوزة    ضبط 7300 عبوة ألعاب نارية في الفيوم    فيديو.. أدهم صالح يطرح أغنية م الأخر على اليوتيوب    بعد ردها على منتقديها.. ريهام حجاج تتصدر مؤشر جوجل    انطلاق مهرجان التحرير الثقافي بالجامعة الأمريكية غدا    في استطلاع إعلام القاهرة: مسلسل الحشاشين يحصد أصوات الجماهير في أفضل ممثل ومؤلف ومخرج    غير آمنة وتحتوي على مكونات ضارة.. تحذير هام من هيئة الدواء ضد تلك المنتجات    أوبل تستبدل كروس لاند بفرونتيرا الجديدة    «أيبيريا إكسبريس» الإسبانية تستأنف رحلاتها من مدريد لتل أبيب غدًا الأربعاء    نادي مدينتي يستضيف بطولة الجمهورية للاسكواش بمشاركة 1500 لاعب    الخميس.. "بأم عيني 1948" عرض فلسطيني في ضيافة الهناجر    خالد الجندي: الأئمة والعلماء بذلوا مجهودا كبيرًا من أجل الدعوة في رمضان    وزير التعليم يستقبل مدير عام منظمة الألكسو لبحث التعاون المشترك    عاجل- عاصفة رملية وترابية تضرب القاهرة وبعض المحافظات خلال ساعات    مصرع صبى إثر إنقلاب عربة كارو فى المنزلة بالدقهلية    بعد تحذيرات العاصفة الترابية..دعاء الرياح والعواصف    عالم بالأوقاف: يوضح معني قول الله" كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ"؟    مانشستر يونايتد يدخل صراع التعاقد مع خليفة تين هاج    وداعًا للكوليسترول- خبير تغذية: هذا النوع من التوابل قد يعالجه    في فصل الربيع.. كل ما يخص مرض جفاف العين وكيفية العلاج (فيديو)    وزير الخارجية ونظيره الصيني يبحثان تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومحيطها    الحرية المصري يشيد بدور التحالف الوطني للعمل الأهلي في دعم المواطنين بغزة    جامعة الإسكندرية تتألق في 18 تخصصًا فرعيًا بتصنيف QS العالمي 2024    وزير التعليم: مد سن الخدمة للمُعلمين| خاص    فى ذكرى ميلاده.. تعرف على 6 أعمال غنى فيها عمار الشريعي بصوته    وزير الأوقاف: إن كانت الناس لا تراك فيكفيك أن الله يراك    سلوفاكيا تعارض انضمام أوكرانيا لحلف الناتو    هل يجوز العلاج في درجة تأمينية أعلى؟.. ضوابط علاج المؤمن عليه في التأمينات الاجتماعية    «الأهلي مش بتاعك».. مدحت شلبي يوجه رسالة نارية ل كولر    فصل التيار الكهربائي "الأسبوع المقبل" عن بعض المناطق بمدينة بني سويف 4 أيام للصيانة    توقعات برج الدلو في النصف الثاني من أبريل 2024: فرص غير متوقعة للحب    توفير 319.1 ألف فرصة عمل.. مدبولي يتابع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر    مستشار المفتي من سنغافورة: القيادة السياسية واجهت التحديات بحكمة وعقلانية.. ونصدر 1.5 مليون فتوى سنويا ب 12 لغة    صداع «كولر» قبل مواجهة «وحوش» مازيمبي في دوري أبطال إفريقيا    طلبها «سائق أوبر» المتهم في قضية حبيبة الشماع.. ما هي البشعة وما حكمها الشرعي؟    رئيس جهاز العبور يتفقد مشروع التغذية الكهربائية لعددٍ من الموزعات بالشيخ زايد    "التعليم" تخاطب المديريات بشأن المراجعات المجانية للطلاب.. و4 إجراءات للتنظيم (تفاصيل)    المؤبد لمتهم و10 سنوات لآخر بتهمة الإتجار بالمخدرات ومقاومة السلطات بسوهاج    ميكنة الصيدليات.. "الرعاية الصحية" تعلن خارطة طريق عملها لعام 2024    بعد تصديق الرئيس، 5 حقوق وإعفاءات للمسنين فى القانون الجديد    «الصحة» تطلق البرنامج الإلكتروني المُحدث لترصد العدوى في المنشآت الصحية    «لا تتركوا منازلكم».. تحذير ل5 فئات من الخروج خلال ساعات بسبب الطقس السيئ    أيمن دجيش: كريم نيدفيد كان يستحق الطرد بالحصول على إنذار ثانٍ    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وسط أحداث الثورة والمطالب الفئوية
التبرع بالدم‏..‏ فريضة غائبة

في خضم وزخم الثورة‏,‏ وتداعياتها‏,‏ وأهدافها‏,‏ وفي ظل انشغال الجميع بمحاكمات الفساد التي يخضع لها أركان النظام السابق‏,‏ سقطت من حساباتنا فريضة التبرع بالدم‏,‏ فتراجع المخزون الاحتياطي.وأصبح المرضي بشكل عام, ومصابو الثورة بشكل خاص, بحاجة إلي كل نقطة دم يمكن أن تنقذ حياة إنسان. وهذه الأيام, تواجه بنوك الدم في المستشفيات أزمة كبيرة, لا تستطيع معها تلبية احتياجات المرضي والمصابين, بعد أن تراجعت معدلات التبرع بالدم, في وقت صارت الحاجة إليه أكثر إلحاحا. وإذا كان الشباب قد بذلوا الغالي والنفيس خلال الثورة, وضحوا بأرواحهم من أجل أن يسترد المصريون كرامتهم, فإن التبرع بالدم واجب وطني يجب أن يتسابق إليه الجميع.
قضية الأسبوع تناقش أزمة الدم ونقص التبرعات من خلال التحقيقات التالية..
نقص الكميات.. مشكلة تبحث عن حل
كتب:محمود القنواتي
لتبرع بالدم يعد واجب وطني علي كل مواطن صحيح, فمصر في حاجة إلي مليون و500 ألف وحدة دم سنويا وللأسف لم نصل لهذا الرقم بل تراجع عام2011 عن عام2010 بنسبة20 % وتراجع عن المطلوب توفيره سنويا نحو40 %..هذه مشكلة وهناك مشكلة أكبر وهي فصل مكونات ومشتقات الدم بالكامل, حيث ما يتم فصله نحو70% فقط, مما يعرض مكونات وحدات الدم للتلف لأن كل مكون أو مشتق له درجة حرارة في الحفظ, وبالتالي يفسد جزء من مكوناته, خاصة المطلوب تجميدها أو حفظها في درجة الغرفة, لأن الدم بالكامل يحفظ في درجة حرارة4 مئوية.. وفصل مشتقات الدم يتيح الفرصة لاستخدام وحدة الدم لعدد من المرضي بدلا من مريض, ومن ناحية أخري مشتقات الدم تضمن الأمان ولا تعرض المريض لأضرار نتيجة تفاعله مع المشتقات الأخري.. وللأسف هناك بعض المشتقات الضرورية التي يجري استيرادها, بعد توقف تصنيعها في مصر منذ السبعينيات, وتتناول الأهرام هذه القضية المهمة والحرجة.. حيث يعاني كثير من المستشفيات نقصا في الدم ومشتقاته, بل إن عددا من المحافظات مطلوب تحديث بنوكها التابعة لوزارة الصحة منها دمياط وبورسعيد.
وحول هذه القضية تشير الدكتورة آمال البشلاوي أستاذ أمراض الدم بقصر العيني إلي أن الاحتياج لمشتقات الدم غاية في الأهمية, فمرضي أنيميا البحر المتوسط والأنيميا العادية في حاجة لكرات الدم الحمراء المركزة, أما مشتقات البلازما فضرورية لمرضي السيولة والفشل الكبدي, وبعض الحالات تحتاج وحدات دم كاملة, لكن الحاجة ملحة لمشتقات البلازما مثلالكلايو الذي يحتوي علي كمية كبيرة من عامل التجلط8 والفيبورولوجين المهم في تجلط الدم, وعند نقص المشتقين يعاني المريض نقصا في السيولة التي تعرض حياة المريض للخطر, خاصة لو تعرض لإصابة أو نزيف في المخ, وهذه المكونات ليست متوافرة بالشكل المطلوب خاصة في المحافظات, وقد يحتاج المريض لنقله للقاهرة لإعطائه هذه المشتقات الضرورية.
وعند استخدام وحدات الدم كاملة في الكثير من الحالات يمكن أن تمثل خطرا علي المريض نتيجة لبعض التفاعلات لأنه يحتاج مشتقا معينا وليست كل المشتقات, كما أن هذا الوضع يزيد من استهلاك وحدات الدم التي يجب تصنيعها لمشتقات, فإعطاء الدم بالكامل لمرضي أنيميا البحر المتوسط يزيد كمية الدم بالدورة الدموية, مما يزيد الحمل علي القلب الذي يعاني في هذه الحالات من الضعف, فيجب تصنيع المشتقات في مصر بدلا من استيرادها من الخارج.
مشتفات الدم هي الوحيدة المطلوبة لمعظم المرضي لأن الدم الكامل بمكوناته لم يعد يستخدم في الدول المتقدمة ويجب أن يتم تطبيق ذلك بالكامل في مصر هذا ما تكشفه الدكتورة فاتن محمد مفتاح مدير عام خدمات الدم بالمركز القومي لنقل الدم وخبيرة منظمة الصحة العالمية لشئون الدم ومشتقاته, فالدم يتحول كما توضح لأربعة أنواع أساسية, هي: كرات الدم الحمراء, والصفائح الدموية, والعامل المجمد, والبلازما التي يمكن استخراج نحو20 مشتقا منها أهمها الألبومين وهو ضروري لمرضي الفشل الكبدي, والمشتق الذي يعالج مرض نزيف الدم الوراثي هيموفيليا وغيرها, وكل مشتق متخصص في علاج مرض أو أكثر, وبذلك يجري علاج المرض بالمشتق الموجه مما يكون أكثر فائدة وتركيزا, مع تجنب المشكلات الأخري الضارة نتيجة اللجوء لوحدات الدم المتكاملة, التي يمكنها أن تفيد عدة مرضي, وبالتالي نوفر كميات الدم المهدرة وتحويلها لمشتقات أكثر فائدة وتوفيرا.
وهل وحدات فصل المشتقات متوافرة في مصر؟.. تؤكد الدكتورة فاتن انه يتم فصل المشتقات وإعدادها بأجهزة مخصوصة متوافرة بالفعل في المراكز الإقليمية للدم بشكل عام, وهذه المشتقات تتطلب التخزين بطرق متخصصة, لكل نوع طريقته ودرجة حرارته وإلا تعرض للتلف, كما أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فالمطلوب إدراك كاف من الأطباء المعالجين بأهمية كل مشتق, ومخاطر ومضاعفات استخدام الدم الكامل, وهذه مشكلة كبيرة في مصر تتسبب في استنزاف كميات الدم المحدودة التي يتم الحصول عليها من المتبرعين, وبناء علي ذلك يحدث النقص في الدم والمشتقات, وتنادي بضبط عمليات التبرع وتناشد الأصحاء بالتبرع لأنه في حالة مضاعفة المتبرعين, وتصنيع الدم بالكامل لاستخراج المشتقات لن يحدث نقص بالدم, فالنزيف في الحوادث يحتاج لعنصرين أساسيين هما كرات الدم الحمراء والبلازما.
وتشير لقضية خطيرة وهي أن الاحتفاظ بوحدات الدم الكامل كما هو معروف علميا في درجة حرارة4 مئوية يؤدي لتلف وفقد بعض عناصره المهمة, حيث يجب حفظ بعض المشتقات في التجميد والبعض في درجة حرارة الغرفة, وتنتقل لمشكلة أخري خطيرة وهي إحجام المصريين الأصحاء عن التبرع, فمصر تحتاج لنحو1.5 مليون وحدة دم في السنة, لكن في العام الأخير2011 لم يتم تجميع سوي نحو800 ألف وحدة, وهي قلت نحو200 ألف وحدة عن عام2010 والمفروض أن ترفع ظروف الثورة الكمية, لأن هناك وعيا تنامي, إلا أنه كان مؤقتا للأسف, ففي يناير وفبراير الماضيين كان التجميع عاليا جدا ومضاعفا بالنسبة للمعدل السنوي, وللأسف تدرج بعد ذلك في الانخفاض, وسجل شهريا يوليو وأغسطس أقل شهرين في التبرع.
وتؤكد فاتن أنه لابد من أن يتطلب كل مستشفي احتياجاته مسبقا من المشتقات ولاداعي لتكليف الأهل بالبحث عن المشتقات لمريضهم, وهناك عدد من المحافظات تحتاج تطوير بنوك الدم بها وتحديث أجهزة الفصل والحفظ وهي دمياط والسويس وبور سعيد.
لكن تشير الدلائل إلي أنه توجد مشتقات غاية في الأهمية من البلازما لايتم استخراجها وتصنيعها في مصر ويتم استيرادها من الخارج وهي العامل الثامن والتاسع والأجسام المضادة وهي لازمة لأمراض عديدة,.
حملات توعية لتشجيعهم علي التبرع
كتب:حسين اسماعيل الحبروك
كيف تستطيع مصر توفير احتياجاتها من الدم؟ توجهنا بهذا السؤال الملح إلي الدكتورة مؤمنة كامل, أستاذة التحاليل بكلية طب قصر العيني, والتي قالت: علينا أن نحدد أولا احتياجاتنا من أكياس الدم, والتي تصل إلي4 ملايين كيس دم سنويا, وتوفيرها لا يتم إلا من خلال المتبرعين وهم نوعان: الأول هو المتبرع من خلال الحملات التي تقوم بها بنوك الدم, وهو مشروع سويسري يهدف إلي ايجاد برامج توعية تجعل فئة الشباب ترتبط ببنوك الدم, خاصة الفصائل النادرة, فكما هو معروف أن فصائل الدم تنقسم إلي8 أنواع ما بين الموجب والسالب, والمتبرع الشرفي هو من يحمل الفصيلة النادرة, والذي يستطيع التبرع بدمه في حالات الاحتياجات الضرورية, هذا بخلاف أن المتبرع يستفيد من تبرعه, وذلك أولا من خلال الكشف الدوري علي المتبرع, وثانيا أن تبرعه يجعل النخاع وهو المسئول الأول عن تجدد الدم باستمرار خصوصا في حالة التبرع أكثر من مرة أكثر نشاطا.
أما كيس الدم, فتوضح الدكتورة مؤمنة كامل أنه يحتوي علي أكثر من مكون, كرات الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والبروتين والسائل الأصفر, وهو الأهم لتعويض مكونات التجلط, وأن الاحتياجات تكون لمصابي الحوادث والأورام الخبيثة وتليف الكبد, هذا بالنسبة لتلقي الدم, أما من ناحية العائد علي المتبرع, فالتبرع علي المدي الطويل يقيه من جلطات القلب, والتي أصبحنا نراها كثيرا بين الشباب.
وتضيف الدكتورة مؤمنة أن الاهتمام بالمتبرع الشرفي للدم عن طريق تشجيع الشباب بإقامة أندية ولقاءات صيفية تجمع الشباب من سن18:25 عاما, حيث يعد هذا الأمر هو أحسن سن للتبرع بالدم, فتقوم بتجميع الشباب من هذا العمر في هذه المعسكرات وإقامة ندوات توعية عن أهمية التبرع بالدم في هذه الشريحة العمرية, مما يوجد نوعا من التباهي, والتنافس بين الشباب علي عدد مرات التبرع والمشاركة في المعسكرات الصيفية, حيث الاجازة من العام الدراسي لتعويض نقص الدم, والذي يزيد الطلب عليها عادة في فترات الصيف, وتقام مسابقات رياضية دورية تنافسية تدعو إليها الشباب الأصغر للمنافسة علي عدد مرات التبرع, وبالطبع يتم ذلك تحت اشراف طبي, ويوجد هذا الجو التنافسي علي عدد مرات التبرع الشرفي مما يزيد فخرهم بأنهم غير حاملين لأي أمراض, خاصة تلك الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم, وأيضا العادات السيئة كالمخدرات, والتي عادة ما تبدأ ممارستها في هذه الأعمار.
وتؤكد الدكتورة مؤمنة كامل أن هناك من المتبرعين الأكبر سنا والفخورين بتبرعهم بالصفائح الدموية المطلوبة لحالات النزيف وأيضا في الأمراض السرطانية, وذلك عن طريق الوجود في بنوك الدم التي تستخدم تقنيات عالية الجودة, حيث تأخذ الصفائح وبلازما الدم مع إعادة الدم إلي المتبرع مرة أخري, وهذه النوعية من المتبرعين هم من كانوا قد سبق لهم التبرع من سن18:25, وهم الفئة الأكثر وعيا والأكبر سنا.
وتضيف الدكتورة مؤمنة كامل, أن حملات التوعية تتم بصورة دائمة لشباب الجامعات الذين يكونون أكثر وعيا بأن نقطة دم تساوي حياة للمحتاج لهذا الدم, والذي لم يصل العلم بالرغم من تقدمه إلي بديل له.
التبرع.. ثقافة مفقودة
كتبت:ماري يعقوب
مدير بنك الدم بوزارة الصحة: المخزون الاحتياطي يتراجعكل ثلاث ثوان هناك شخص يحتاج إلي نقل دم, ومن بين كل10 مرضي يدخلون المستشفي يحتاج واحد إلي نقل دم, ولكن ثقافة التبرع بالدم تكاد تكون مفقودة أو منعدمة لدي الشعب المصري, إما لجهل البعض بعملية التبرع ذاتها أو الخوف من أن يصاب المتبرع بأذي.وبرغم استغاثات الجهات المسئولة عن الإمداد بالدم والبنوك, إلا أن المتبرعين لا ينشطون إلا في حالات الكوارث, حيث نجد المواطنين متفاعلين مع الحدث ولكنها إيجابية متأخرة يوما في العرف الإسعافي والإنقاذ, ومعني التأخر يوما في نقل الدم إلي مصاب, خاصة المصابين بالرقبة أو الرأس, يعني تهديد حياة المصاب, وهؤلاء تحديدا يحتاجون إلي نقل15 وحدة دم وعندما لا يوجد يعني التضحية بالمصاب.
ونقص الدم الذي نعانيه يساوي نقص التوعية.. هذا ما أكدته الدكتورة عبير ريحان مدير بنك الدم بقصر العيني, مشيرة إلي المأزق الذي ينتظر بنوك الدم بالمستشفيات في أوقات الأحداث, وأنه بمناسبة الاحتفال بثورة25 يناير أصدرنا استغاثاتنا علي الفيس بوك بالتبرع وأن بنوك الدم بقصر العيني مفتوحة أمام المتبرعين طوال ال24 ساعة.. وعن طريق التبرع يتم أخذ10% من حجم الدم, وهذه النسبة تمثل من450 إلي500 مللي جرام, وهي لا تؤثر علي فسيولوجية الجسم مطلقا, ولا ينتج عنها أي مضاعفات, بل إنها تنشط الجسم, كما أنه يمكن تعويضها خلال أسبوع.
أما الدكتورة عفاف أحمد محمد مدير بنك الدم التابع لوزارة الصحة فتشكو من قلة أو ندرة التبرع في الوقت الحالي, مما يؤثر علي المخزون الاحتياطي, مما يجعلنا نضع أولويات لاحتياجات الدم المطلوبة, حيث نضطر لاختيار الحالات الأخطر ثم الخطرة, وهنا تظهر الأزمة واضحة لدي البعض, فاحتياجاتنا اليومية من500 إلي800 كيس ما يجعلنا في حالة اطمئنان, وهذا ما يجعلنا نطالب بنشر ثقافة التبرع.
وعن كيفية اختيار المتبرع بالدم تقول: هناك معايير من خلال عدة فحوصات تجري علي دم المتبرع طبيا ومعمليا.. حيث يتم تسجيل المتبرع عند حضوره إلي بنك الدم من خلال تعبئة استمارة ببياناته الشخصية, وتحديد فصيلة دمه, وقياس تركيز الهيموجلوبين, والنبض, والوزن, وضغط الدم مع معرفة تاريخه المرضي, ويتم استبعاد المتبرع إذا ما تبين أنه يعاني متاعب صحية معينة مثل الأنيميا بأنواعها عدا أنيميا نقص الحديد, وأمراض القلب والحمي الروماتيزمية, والمرضي بالأمراض الصدرية المزمنة, وارتفاع الضغط المزمن, والالتهاب الكبدي الفيروسي, ومرضي البول السكري, وحالات تضخم الكبد, والفشل الكلوي, وحالات التشنجات والصرع والإغماء المتكرر, وزيادة أو نقص إفرازات الغدة الدرقية, والحوامل, وأمراض نزف الدم, والأمراض الوراثية, والأمراض النفسية أو من أجروا عمليات جراحية خلال فترة ثلاثة أشهر, كما يستبعد من التبرع كل من يعاني سخونة ليلية, والعرق الليلي.
أما عملية التبرع فهي تساعد علي تنشيط نخاع العظم في إنتاج خلايا دم جديدة تستطيع حمل كمية أكبر من الأوكسجين إلي أعضاء الجسم الرئيسية, كما يساعد المتبرع علي زيادة التركيز والنشاط وعدم الخمول.
وتضيف: المتبرع المستديم في بنك الدم تكون له معاملة خاصة عند احتياجه أو احتياج أي من أفراد عائلته للدم مستقبلا في حالة توافر فصيلة الدم المطلوبة.
وهنا يبقي سؤال.. هل هناك ضرر علي غير المتبرعين بالدم من الأصحاء؟
تجيب الدكتورة عبير ريحان: ليس هناك أي ضرر, حيث إن الجسم يقوم بالتخلص من الدم الزائد بطريقة فسيولوجية طبيعية عن طريق الكبد, لكن المشكلة هناك أن هذه الكمية تهدر دون أن يستفيد منها المحتاجون, خاصة أنه بعد هذه العملية يقوم الجسم بشكل تلقائي بتعويض الفاقد منه خلال أسبوع.
في النهاية يطالب المسئولون عن بنوك الدم بتضافر جهود المجتمع والإعلام في نشر ثقافة التبرع إنقاذا لحياة إنسان قد يكون في يوم ما الأقرب إليك.
الأطفال يصرخون في أبو الريش
كتبت:هبة حسن
في مستشفي أبو الريش تنتحي أم محمد جانبا, تطلق دمعة حبستها طويلا, تمسح دموعها بجزء من السواد الذي اتشحت به, تأبي الدموع أن تتوقف, تخفي وجهها في سوادها خوفا من نظرات العابرين.أم محمد ليست أفضل حالا من ابنها الذي تحمله, فقد زحف المرض سريعا حتي اجتاح جسدها فأقعدها, تنظر إليها فتشعر بها, تستجدي قلوبا دافئة تحتويها, أوتنتظر كلمات مواساة تحييها, يشاركها حزنها أمهات كثر, الفقر لباسهن والحزن حالهن, والمرضي فلذات أكبادهن, والأمل سلاحهن.
يتردد محمد منذ أصيب بأحد أمراض الدم علي وحدة أمراض الدم وزرع النخاع بالمستشفي هو ونحو22 ألف طفل أخر مريض بأحد أمراض الدم, تزيد7 آلاف حالة سنويا. حين تقف علي تجهيزات وحدة أمراض الدم وزرع النخاع, حتما ستصاب بالاعجاب, حيث تتكون من: قسم داخلي به13 سريرا, يستقبل شهريا أكثر من150 مريضا, إضافة إلي عيادة خارجية تعمل ثلاثة أيام أسبوعيا تستقبل1350 مريضا شهريا, أما وحدة زرع النخاع- كما تقول د. إلهام يسري أستاذ طب الأطفال ومدير الوحدة فتستوعب ثلاث حالات يوميا, وقد نجحت الوحدة بإجراء حالة ناحجة من ثلاث سنوات, ثم توقف العمل لنقص الإمكانات المادية, حيث تتكلف الحالة الواحدة نحو مائة ألف جنيه حتي تتم عملية زرع النخاع بنجاح. أما عن الدم فتشير د. إلهام إلي أن متوسط عدد أكياس الدم الذي ينقل للمرضي يتعدي800 كيس شهريا, حيث تتعدد أمراض الدم التي تعالجها المدة لأكثر من ثماني حالات كأنيميا البحر المتوسط الشديدة والمتوسطة, وأنيميا تكور كرات الدم الحمراء, والسيولة, وأنيميا فشل النخاع وغيرها, حيث يتردد من هذه الحالات أكثر من3800 مريض شهريا, وكل هذه الأمراض تحتاج متابعة منتظمة, في مراكز متخصصة, وتبقي وحدة أمراض الدم وزرع النخاع بمستشفي أبو الريش التابعة لجامعة القاهرة من أكبر المراكز التي تعالج هؤلاء المرضي في مصر.
مستشفي أبو الريش مستشفي متكامل, حيث يملك كل الإمكانات من أطباء مهرة مدربين, شباب وشيوخ, طاقم تمريض علي أعلي مستوي من الكفاءة, أجهزة حديثة ومتطورة, ولكن يبقي لنجاح كل ذلك الامكانات المادية, حيث ميزانية الوحدة وكذلك المستشفي زهيدة, كحال كل مستشفياتنا.
وتناشد د. إلهام أصحاب الخير أن يشعروا بمرارات الأهل ودموعهم التي لاتجف علي فلذات أكبادهن, وأن يسارعوا إلي إغاثة آلاف الأطفال, جاءوا إلي الدنيا بأمراض لا ذنب لهم فيها, لكنه الفقر والجهل, وهما لا يرحمان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.