تواجه بنوك الدم في مصر العديد من المشكلات لعل اقلها التهديد بالإفلاس وذلك بسبب غياب ثقافة التبرع بالدم الأمر الذي تسبب في نقص شديد في الفصائل الدموية بالمستشفيات الحكومية وبالتالي يلجأ الجميع إلي شراء الدم من البنوك الخاصة والتي لا تتوافر بها الاجراءات الدقيقة لضمان سلامة الدم ورغم ذلك يباع بأسعار باهظة الثمن لا يقدر علي تكلفتها الفقراء لاسيما في بلد تكثر فيها حوادث الطرق.. في هذه التحقيق يحاول الاهرام المسائي تأكيد أهمية التبرع بالدم وضرورة تنفيذ الاجراءات اللازمة لضمان عدم تلوثه وتوضيح مدي صحة ما يقال عن اضرار التبرع بالدم. تقول سارة كمال إنها اعتادت علي التبرع بالدم منذ تعرضت اعز صديقات لحادث أليم وعند وعندما استلزم نقل دم لها ظلوا يبحثون كثيرا في المستشفيات الحكومية بلا جدوي, مما اضطرهم إلي شراء أكياس دم من احد المستشفيات الخاصة بمبالغ كبيرة ومنذ هذا اليوم وهي ترفض التبرع بالدم لانها ايقنت ان الدم لن يصل لمستحقيه بل تتم سرقته وبيعه. ويوضح أحمد فتحي بكالوريوس تجارة انه اعتاد علي التبرع في المستشفيات الحكومية فقط, التي يعتبرها بنكا للمحتاجين من المرضي بالمجان, مثل مستشفي قصر العيني, اما موضوع السيارات التي تقف في الميادين, فهو لا يثق فيها ابدا لانها عادة تكون تابعة للمستشفيات الخاصة؟ ومن جانبه يقول الدكتور فرحات المنجي ان انقاذ النفس البشرية هو غاية ما يطلبه الشرع, وان الحرص علي حياة المسلم له فضل عظيم عند الله, وكان من احياه قد احيا الناس جميعا.. التبرع بالدم لو كان حقا تبرعا ابتغاء مرضاة الله لإنقاذ النفس فإن ثوابه عند الله عظيم لأنه حرص علي نفس أخيه, اما إذا كان الدم يؤخذ منه بمقابل فلا يعتبر تبرعا وانما يعتبر بيعا وهذا يجرمه الشرع لانه يبيع ما لا يملك, وكذلك التبرع بالأعضاء فإذا كان التبرع بدون مقابل وللأقارب من الدرجة الأولي أو الثانية بشروط محددة وهي الا يقع ضررا علي المتبرع وألايتقاضي أجرا وان يستفيد منه المتبرع له وتسير حياتهما بعد إجراء العملية حياة طبيعية. أما إذا كان هناك شك في انه يؤثر علي حياته فهذا غير جائز, لانه في هذه الحالة لا يستفيد المتبرع من احسانه ولا المتبرع له من هذا الاحسان فنكون قد اضعنا روحين بدلا من ان يضيع شخص واحد اما مسألة وصول الدم لمستحقيه ام لا فهذا الأمر يعود جرمه علي من فعل. ويشير د. مرتضي أبوزيد استاذ العلوم بجامعة سوهاج اننا بحاجة إلي ثقافة التبرع بالدم وان يتفهم المواطنون مدي أهمية وفوائد التبرع بالدم وخاصة من يعتقدون انه سيضرهم ويسبب لهم الأمراض أو الارهاق فالتبرع له فوائد كثيرة منها أنه ينشط نخاع العظام لتكوين خلايا دم جديدة تستطيع حمل كمية اكبر من الأكسجين إلي اعضاء الجسم الرئيسية مثلا( الدماغ ويساعد علي زيادة التركيز والنشاط في العمل وعدم الخمول, بالإضافة إلي أنه يعتبر فحضا كاملا كل فترة للمتبرع مما يعود بالفائدة عليه ويطمئنه علي حالته وان الحالة الوحيدة الممنوعة من التبرع بالدم هي من يعانون الأنيميا الحادة, وأقل مدة بين كل تبرع يجب ألا تقل عن6 أشهر. ويؤكد دكتور محمد مجدي مهدي استاذ القلب بمستشفي قصر العيني التعليمي ان فوائد التبرع بالدم هي منح المتبرع الفرصة للتأكد من خلوه من الأمراض المعدية مثل( الالتهاب الكبدي بأنواعه مرض سرطان الدم الزهري الإيدز الملاريا) كما أنه له فائدة كبيرة جدا في التخلص من الصداع والتقليل من احتمال الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين او تصلبها وعلميا ثبت أن نسبة الحديد في الدم تزيد من نسبة الإصابة بهذه الأمراض فالتبرع بالدم يقي من ذلك, والمساهمة في بعض الحالات المرضية مثل الزيادة غير الطبيعية في عدد الحمراء, كريات الدم. كما ان التبرع بالدم يعتبر العلاج الأنسب لبعض الحالات المرضية كحالات النزيف المستعصية, فبعد التبرع بالدم يسترجع المرء البلازما في24 ساعة والكريات الحمراء في3 اسابيع والصفائح بعد7 أيام ولهذا بعد عملية التبرع يحدث ما يسمي طبياHEMODILUTION يعني ان الكريات الحمراءوالبيضاء والصفائح اقل عددا وان البلازما تحتل الحجم الأكبر, وبالتالي فإن عوامل التخثر الموجودة في البلازما تكون اكثر تركيزا في الدم وتصل بسرعة وسهولة لمكان النزيف, كذلك بالنسبة لبروتينيات البلازما التي تلعب دورا في انسداد الجروح وتكون مركزة في السائل الدموي وتصل بسرعة وسهولة إلي مكان الجرح, فمثلا في حالة المريض بقرحة المعدة اذا تبرع بالدم فإن البروتينيات ستصل بكمية كبيرة وبسرعة إلي المعدة لعلاج وسد القرحة مقارنة مع إنسان مريض بقرحة لا يتبرع بالدم وبالتالي فانسداد الجرح عنده سيستغرق وقتا أطول.