" آية " : أبحث عن نقطة دم فى مستشفى الزقازيق وأهلها يتجولون فى الشوارع بحثاً عن متبرع د. فاتن مفتاح: مشكلتنا سوء ادارة بنوك الدم ومخزوننا الاستراتيجى آمن . قريباً جداً قد نجد مرضى مستشفيات الحكومة يتجولون فى الشوارع ويقفون فى الميادين ينادون بأعلى صوتهم : "نقطة دم لله يا ولاد الحلال" فالأمر أصبح لا يقتصر على الاهمال المنتشر فى مستشفيات الحكومة أو غياب الأطباء , وربما بات المرضى يقبلون التداوى فى مستشفيات الحكومة البعيدة تماماً عن أى نوع من أنواع الرقابة ولا مانع من التردد على وحدة صحية لمدة شهر أو أكثر للسؤال عن نوع معين من الدواء لا يستطيع المريض أن يشتريه من الصيدليات الخاصة . كل هذه المشاكل لا تذكر أمام المشكلة الكبرى التى تواجه مرضى مستشفيات الحكومة الآن وهى نقص حاد فى أكياس الدم التى يحتاجها المريض الأمر الذى أدى إلى تحول موضوع التبرع بالدم إلى تجارة يعمل بها الممرضون والممرضات حتى وجدناهم يؤسسون "رابطة دم المرضى" التى توفر أكياس الدم بمبالغ خيالية " مصر اللجديدة " طالعت حصاد جولتها على مستشفيات الحكومة مع رحلة البحث عن كيس دم . "آية" فتاة فى مقتبل العمر لا تتجاوز 17 عاماً ترقد فى مستشفى الزقازيق الجامعى تنتظر أن يمن الله عليها بالشفاء من مشاكل الكلى التى تطاردها وكانت تحلم بهذا اليوم التى تغادر فيه المستشفى ولكن أطاح الأطباء بكل هذه الآمال حينما أكدو أنها مصابة بالفشل الكلوى ولن تنقطع علاقتها بالمستشفى إلا إذا انقطعت علاقتها بالحياة . أمام عناد مسئولى بنك الدم فى المستشفى لم تمتلك "آية" إلا الدموع التى تزرفها , فكل ما فعلوه بالمستشفى أنهم طلبوا منها وجود متبرع أو أن تدفع ثمن كيس الدم . لم يكن أمامها إلا الانتظار لقدوم احد من أهلها أو ايجاد أحد من الشارع . انتقلنا إلى مستشفى أحمد ماهر وقبل أن نصل فؤجئنا بسيدة تدعى "وفاء عطا" يبدو عليها علامات الاعياء الشديد من الحمل, قالت إن أطباء المستشفى أكدوا حاجتها لأكثر من كيس دم أثناء اجراء جراحة الولادة فى الوقت الذى لا يوجد أحد معها للتبرع كشرط لصرف الدم . أكدت لها الممرضة ورفض المستشفى أن يبيع لها أكياس الدم بمقابل مادى ولم تجد وفاء سوى الوقوف فى الشارع واستعطاف المارة أو العاملين بالمستشفى للتبرع لها بالدم وهو ما يرفضه الكثير من الناس ويعد مستشفى قصر العينى القديم أحد أكبر الميتشفيات التى تشهد صداعات يومية على قطرة الدم ويباع بها الدم عن طريق الاتفاق الخض بين المريض والممرضات العاملات بالمستشفى على سعره وهذا ما يؤكده "عطيه عثمان" الذى دخل للمستشفى لاجراء جراحة عاجلة لطفلة فى صمامات القلب والتى تحتاج كميات كبيرة من الدم وعندما حاول شراء أكثر من كيس لانقاذ حاله ابنه, لكنه فؤجى بمسئولى بنك الدم الرئيسى بالمستشفى يرفضون اعطاءه الدم بحجة أن الأكياس الموجودة محجوزة لعمليات أخرى وليس أمامه سوى تأجيل اجراء الجراحة أو الخروج من بإبنه للعلاج فى مستشفى استثمارى . لكن كان أمامه بديل ثالث حيث عرضت عليه إحدى الممرضات أن تصرف له كيس الدم عن طريق"رابطة دم المرضى" وهذه الرابطة أسسها عدد من الممرضات ويقمن بتوفير الدم اللازم حسب الفصيلة ولكن بمقابل مادى وذلك فى اطار المصلحة المتبادلة بين المريض الذى يحتاج الدم والممرضة التى تبحث عن زيادة دخلها . من جانبه أشار د. محمدعنتررئيس وحدة الغسيل الكلوى بمستشفى حميات امبابة إلى أنه مهما بلغت كميات الدم المتبرع بها فإن فوائدها لن تظهر بدون وجود أجهزة حديثاً تساعد على حفاظ هذه الكميات وفصل الدم بشكل صحيح لتحقيق الاستفادة القصوى منه , فالاعتماد السائد أن العجز فى كميات الدم ناتج عن قلة التبرع وزيادة أسعار الأكياس وإن كانت هذه الأسباب حقيقية ما هو إلا حزء من حلقات الأزمة ولكن قد يتم اهدار الدم أثناء عمليات التخزين السيئة وعدم توافر الثلاجات لحفظه وطرق نقله للمريض ورغم توافر الأجهزة فى وحدة الغسيل الكلوى بمستشفى حميات امبابه إلا أن المشكلة تتمثل فى عدم توافر كميات الدم اللازمة فى ظل عدم وجود أجهزة حديثاً لعمليات فصل الدم وحفظه وهذا ما يجب أن تلتفت إليه وزارة الصحة . وأوضح د. فتحى شبانة مدير مستشفى حميات امبابة أن هناك نقصاً كبيراً فى عدد المتبرعين بالدم بسبب غياب الحوافز وهو ما يؤدى لحدوث أزمة حقيقية وملموسة فى نقص كميات الدم بالمستشفيات خاصة مع زيادة الطلب وانتشار وتعدد الأمراض وقد وصل سعر قربة الدم التى تباع للفقراء وغير القادرين إلى 170 جنيها وهى فى الأساس ب20جنيه! مشيراً إلى أن أقسام الجراحة والولادة والأورام والأطفال ومرضى الكبد والغسيل الكلوى أكثر المحتاجين للدم بصفة مستمرة . وطالب شبانة بضرورة تكثيف الحملات القومية لحث الناس على التبرع وتوضيح فوائد ذلك وللقضاء على فكرة التربح من وراء هذه الحملات . الدكتورة فاتن مفتاح مسئولة بنك الدم بوزارة الصحة أشارت إلى وجود تخوف من عملية التبرع والمستشفيات التى تشترط على المريض ضرورة وجود متبرع بالدم كشرط لصرف أكياس الدم له ترتكب خطأ فادحاً فمن المفترض أن تبلغ المستشفى عن حدوث أى عجز بها فى كميات الدم وما تحتاجه لسد هذا العجز من البنك المركزى للدم فهناك دائماً سوء الادارة لوحدة الدم العديد من المستشفيات بها ليكفيها لمدة أسبوع ويتم دعمه للأسبوع الثانى حتى أننا نصرف أكثر من مليون وحدة دم سنوياً وتدعمها وزارة الصحة بنسبة 80% فتكلفة وحدة الدم تصل إلى 400 جنيه وتباع ب90جنيهاً للقطاع الخاص والأقسام الاقتصادية بالمستشفيات بينما تصرف مجاناً لمرضى العلاج على نفقة الدولة كما يوجد 55 سيارة اسعاف للتبرع بالدم تسعى إلى حث الناس على التبرع مؤكدة وجود مخزون استراتيجى آمن للدم فى مصر ورغم ذلك فإن تحرك وسائل الاعلام على ابراز الايحابيات والسلبيات مطلوب .