يبدو المشهد الصحفي والاعلامي في مصر متخبطا للجمهور وللاعلاميين والصحفيين وللسلطات الحاكمة مع تصاعد مستمر في انتقاد الاعلام لمصري بلغ حد الغضب لدي غالبية المجتمع من مختلف الفئات، واصبحنا نري ونسمع الاتهامات السلبية للنخبة الاعلامية المعطوبة التي تطفو علي السطح بالمسئولية عن تعويق مسيرة العمل الوطني بعد ثورة 25 يناير 30 يونيو وحتي الآن مع مخاطر مستمرة من اداؤهم الاعلامي الذي اصبح يمثل تهديدا لمصالح الراي العام والقيم المهنية والاخلاقية لمهنة الاعلام بل وتحول الاعلام لقوة سالبة في حربنا ضد الارهاب الذي يهدد سلامة المواطنين واستقرار الوطن. وجهت الاتهامات بكثافة للصحفيين والاعلاميين والصحف والقنوات الفضائية وسط حالة تنامي ظواهر تدني مفردات الخطاب الصحفي والاعلامي والتخبط المهني والاخلاقي للممارسات الصحفية والاعلامية وتكرارية الاخطاء والجرائم في كل الوسائل الاعلامية مع استخدام السياسيين ورجال الاعمال وبقايا نظام مبارك المخلوع والاخوان الوسائل الاعلامية لتنفيذ أهداف خاصة واجندات ممولة وحملات تحريض وكراهية وتقسيم للمجتمع حتي أصبح غالبية افراد النخبة الاعلامية سلاحا ضد الشعب وطموحاته بدلا من ان يكونوا سلاحا في ايدي المجتمع لتحقيق مطالبة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية وتطهير الاعلام وانجح خارطة الطريق. لقد خضع الآداء الصحفي والاعلامي في مصر للنظام الاعلامي السلطوي طوال فترة مبارك وحتي اندلاع ثورة يناير 2011 التي عصفت بمرتكزات النظام الاعلامي السلطوي، واندفعت جماهيرها في تأييد النظام الاعلامي الديمقراطي القائم علي المسئولية الاجتماعية والحرية بل واستخدمت قوي الثورة آلياته الحديثة بكثافة عبر اليات التواصل الاجتماعي التي اصبحت تمثل اعلاما موازيا ومؤثرا.. وكان نظام مبارك قد أحدث خللا نوعيا في نسق انتاج النخب المصرية الراسخ منذ انشاء محمد علي للدولة المصرية الحديثة 1805 حيث كان انتاج النخب يتم بطريقة طبيعية عبر العائلات والتفوق العلمي والعملي والاجتهاد والابداع والولاء للوطن والفرز التخصصي المؤسسي. وقد استمر هذا النسق المنتج لافراد يصعدون الي مواقع القيادة والتأثير مع اضافات وطنية افرزتها الثورات الشعبية عندما اضيف للنخب المصرية رجالات الجيش المتفوقون مع ثورة عرابي 1881 ثم المحامون والمثقفون الوطنيون بقيادة سعد زغلول وعدلي يكن في ثورة 1919 ثم قيادات العمال والطلاب الفلاحين مع ثورة 1936 1942 وقد كانت الاضافات الثورية بمثابة تطعيمات بالافكار الوطنية وعشق الوطن والمحافظة علي وحدته وثوابته امام محاولات السلطة والملك واصحاب الاموال لافساد النخبة أو صناعة نخب متدنية وفاسدة تدين بالولاء للملك والاستعمار، وقد حافظت ثورة يوليو والزعيم جمال عبدالناصر علي ذات النسق المتوارث في انتاج النخب مع دعم النخب الوطنية الداعمة للثورة ولكن الرئيس السادات اسقط بعض مكونات النسق واعتمد علي العائلات والولاء القبلي والشخصي له في تصعيد نخبته. ثم جاء مبارك وضرب النسق المتوارث في الدولة كاملا واصبح اختياره للنخب معتمدا فقط علي الاختيارات الامنية والمصالح الخاصة للرئيس السابق واسرته، وهنا صعدت تلك النخبة الاعلامية المعطوبة علي السطح لتمارس فشلا وفسادا وتضليلا وكذبا وتشويها بلا حساب، وقد غض النظام السابق الطرف عن كل ذلك في مقابل الولاء لعائلة الرئيس والدفاع بالحق والباطل عن نظامه والامثلة كثيرة ويقف بعضهم الآن امام القضاء للمحاسبة علي جرائم اهدار وسرقة للمال العام والفساد في وسائل الاعلام. واصبحت وسائل اعلام الخدمة العامة المسماة بالقومية من صحف وقنوات اذاعية وتلفزيونية ومن يعملون فيها من الصحفيين والاعلاميين الشرفاء الوطنيين هدفا للتدمير والنهب والتشويه من النخبة الاعلامية المعطوبة المصنوعة امنيا والمدعومة من الفاسدين في نظام مبارك فوجدناهو يتقلدون المناصب القيادية لسنوات طويلة بلا سابق خبرة أو قدرة علي الابداع وبلا اخلاقيات ليدمروا وينهبوا ما استطاعوا وجميعنا يعلم أن الاجور التي بلغت المليارات لموظفين ولمذيعين لم نسمع عنها إلا خلال السنوات الخمس الأخيرة من عهد مبارك وبدأت الظاهرة ن التليفزيون المصري القومي كما سمعنا عن الملايين التي يحصل عليها القيادات الصحفية في ذات الفترة في الصحف القومية، وهاهم اليوم يحاولون بالباطل تعويق محاولات اصلاح الصحف القومية وعلي قمتها الاهرام مدعين الحفاظ علي معايير العمل الصحفي. وقد استغل رجال الاعمال الفسدة والاخوان الارهابيون ذات افراد النخبة الاعلامية المعطوبة في انشاء صحف وقنوات فضائية اثناء حكم مبارك وبعده فاصبحنا امام ظاهرة سلبية دمرت صورة الاعلام والعاملين فيه حيث اصبح ولاؤه متذبذبا مابين الحاكم والممول ومصالح القوي الخارجية وتعليمات الامن. وتأكد الشعب أن هذه النخبة الاعلامية لا تعبر عنه بل تخده وتغشه وتتحايل عليه فلم يعد يصدقها أو يحترمها وثار عليها ومازال يطالب بتطهير الاعلام منها افراد النخب الاعلامية المعطوبة من الفشلة والمرتزقة معروفين اسما ورسما وصورة وصوتا فهم يغيرون مواقفهم وارائهمكما يبدلون ملابسهم في بجاحة تفوق كل اشكال القاحة ويتشدقون بالمعايير المهنية وهم اول من يخرقونها ويفتقدون القيم الاخلاقية ويصدعون راسنا ليل نهار بالاخلاقيات، عددهم قليل لايتجاوز الثلاثة وعشرين من الجنسين ويعملون في صحف عامة وخاصة وفضائيات ومستشارين لرجال اعمال في توقيت واحد ويحصلون علي مبالغ ضخمة من كل الجهات بصفة شهرية، فأين شرف المهنة الذي هو الولاء لجهة واحدة للعمل. والمؤكد ان الحالة اليومية التي تفرزها النخب الاعلامية المعطوبة والتي لم قد بلغت حدا من التدمير للاعلام يتطلب المواجهة الحاسمة فلن يسمح الشرفاء من الصحفيين والاعلاميين بتعويق المسيرة الثورية الوطنية ولم يسمحوا ببيع المؤسسات القومية لرجال اعمال تحركهم مصالح مشبوهة ولن يقبل الشعب ان يستمر افراد النخب الاعلامية المعطوبة في صدارة العمل الإعلامي.. ونؤكد ان الصمت عن مواجهة هؤلاء لن يحميهم من غضبة الشعب القادمة فلا وقت لتأجيل المواجهة مع الارهابيين والفاسدين وسينطلق الشعب خلف رئيسه لانجاح اهداف ثورته .. والله غالب. لمزيد من مقالات محمد بسيونى