سعر الدولار اليوم الجمعة 27-6-2025 ينخفض لأدنى مستوياته عالميًا منذ مارس 2022    بكام طن الشعير؟ أسعار الأرز اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 في أسواق الشرقية    محتجون ليبيون داخل مجمع مليتة يهددون بوقف إنتاج النفط خلال 72 ساعة    أهم تصريحات وزير الخارجية الإيراني: رفضنا التنازل عن حقوقنا فردوا علينا بالحرب والهجمات    فلسطين.. اندلاع مواجهات عنيفة بين فلسطينيين ومستوطنين إسرائيليين في المنطقة الشرقية بنابلس    قمة الاتحاد الأوروبي تفشل في إقرار الحزمة ال18 من العقوبات ضد روسيا    الهلال يحسم تأهله ويضرب موعدًا مع مانشستر سيتي بمونديال الأندية    طقس اليوم: شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا.. والعظمى بالقاهرة 38    رابط نتيجة الشهادة الإعدادية محافظة قنا 2025 الترم الثاني    لوكاتيلي: ارتكبنا الكثير من الأخطاء أمام السيتي.. وسنقاتل في الأدوار الإقصائية    هبوط كبير في أسعار الذهب الفورية اليوم الجمعة    مدحت شلبي يكشف قرارًا صادمًا من وسام أبو علي.. وتخوف الأهلي    حنان مطاوع تروي كواليس «Happy Birthday»: صورنا 8 ساعات في النيل وتناولنا أقراص بلهارسيا    مصطفى بكري: 30 يونيو انتفاضة أمة وليس مجرد ثورة شعبية    ماكرون يحذر من سيناريو أسوأ بعد الهجمات الأمريكي على إيران    «البنت حبيبة أبوها».. أحمد زاهر يوجه رسالة مؤثرة لابنته ملك في عيد ميلادها    دعاء أول جمعة فى العام الهجرى الجديد 1447 ه لحياة طيبة ورزق واسع    فضل شهر محرم وحكم الصيام به.. الأزهر يوضح    ملف يلا كورة.. جلسة الخطيب وريبييرو.. فوز مرموش وربيعة.. وتجديد عقد رونالدو    ليوناردو وسافيتش يقودان الهلال ضد باتشوكا فى كأس العالم للأندية    وزير قطاع الأعمال يعقد لقاءات مع مؤسسات تمويل وشركات أمريكية كبرى على هامش قمة الأعمال الأمريكية الأفريقية بأنجولا    بالصور.. نقيب المحامين يفتتح قاعة أفراح نادي المحامين بالفيوم    تعرض منزل النجم الأمريكي براد بيت للسطو وشرطة لوس أنجلوس تكشف التفاصيل    تفوق متجدد للقارة الصفراء.. العين يُدون الانتصار رقم 14 لأندية آسيا على نظيرتها الإفريقية في مونديال الأندية    «فرصتكم صعبة».. رضا عبدالعال ينصح ثنائي الأهلي بالرحيل    الورداني: النبي لم يهاجر هروبًا بل خرج لحماية قومه وحفظ السلم المجتمعي    من مصر إلى فرانكفورت.. مستشفى الناس يقدّم للعالم مستقبل علاج العيوب القلبية للأطفال    عطلة الجمعة.. قيام 80 قطارًا من محطة بنها إلى محافظات قبلي وبحري اليوم    السيطرة علي حريق مصنع زيوت بالقناطر    إصابة سيدتين ونفوق 15 رأس ماشية وأغنام في حريق بقنا    انخفاض ملحوظ في البتلو، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    الشارع بقى ترعة، كسر مفاجئ بخط مياه الشرب يغرق منطقة البرج الجديد في المحلة (صور)    بحضور مي فاروق وزوجها.. مصطفى قمر يتألق في حفلة الهرم بأجمل أغنياته    الأوقاف تفتتح اليوم الجمعة 9 مساجد في 8 محافظات    "القومي للمرأة" يهنئ الدكتورة سلافة جويلى بتعيينها مديرًا تنفيذيًا للأكاديمية الوطنية للتدريب    لجان السيسي تدعي إهداء "الرياض" ل"القاهرة" جزيرة "فرسان" مدى الحياة وحق استغلالها عسكريًا!    هل التهنئة بالعام الهجري الجديد بدعة؟.. الإفتاء توضح    نقيب الأشراف يشارك في احتفالات مشيخة الطرق الصوفية بالعام الهجري    صحة دمياط تقدم خدمات طبية ل 1112 مواطنًا بعزبة جابر مركز الزرقا    موجودة في كل بيت.. أنواع توابل شهيرة تفعل العجائب في جسمك    طريقة عمل كفتة الأرز في المنزل بمكونات بسيطة    حسام الغمري: الإخوان خططوا للتضحية ب50 ألف في رابعة للبقاء في السلطة    حجاج عبد العظيم وضياء عبد الخالق في عزاء والد تامر عبد المنعم.. صور    صلاح دياب يكشف سر تشاؤمه من رقم 17: «بحاول مخرجش من البيت» (فيديو)    «30 يونيو».. نبض الشعب ومرآة الوعي المصري    ترامب: خفض الفائدة بنقطة واحدة سيوفر لنا 300 مليار دولار سنويا    الخارجية الأمريكية: الموافقة على 30 مليون دولار لتمويل "مؤسسة غزة الإنسانية"    متحدث البترول: إمداد الغاز لكل القطاعات الصناعية والمنزلية بانتظام    المفتي: التطرف ليس دينيا فقط.. من يُبدد ويُدلس في الدين باسم التنوير متطرف أيضا    مصرية من أوائل ثانوية الكويت ل«المصري اليوم»: توقعت هذه النتيجة وحلمي طب بشري    مصرع سيدة وإصابة آخر في تصادم سيارة ملاكي مع نصف نقل بالجيزة    العين يودع مونديال الأندية بفوز معنوي على الوداد بهدفين    بمشاركة مرموش.. مانشستر سيتي يهزم يوفنتوس بخماسية في مونديال الأندية    فيديو متداول لفتاة تُظهر حركات هستيرية.. أعراض وطرق الوقاية من «داء الكلب»    مفتى الجمهورية: الشعب المصرى متدين فى أقواله وأفعاله وسلوكه    قصور ثقافة أسوان تقدم "عروس الرمل" ضمن عروض الموسم المسرحى    إصابة 12 شخصا إثر سقوط سيارة ميكروباص فى أحد المصارف بدمياط    وزير السياحة والآثار الفلسطينى: نُعدّ لليوم التالي في غزة رغم استمرار القصف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية ل «الأهرام»: فهمنا الحرية غلط
نشر في الأهرام اليومي يوم 21 - 03 - 2014

فاتن حمامة .. حيث انه لكل قوم سيدة ولكل ثورة ملهمها ولكل عصر رمزه ، فكانت ومازالت فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية وملهمة جيلها والاجيال التى اعقبتها على المستويين الفنى والإنسانى، فضلا عن كونها رمزا فنيا حُفر بعناية شديدة فى ذاكرة وقلوب الملايين، رمز سيدوم ذكره الى مئات السنين..
ستبقى دائما فاتن حمامة تتسيد قائمة فنانى العصر الذهبى للسينما المصرية، فمهما طال الزمن ومهما كثرت الاعمال ستبقى فاتن حمامة صاحبة العزف الاوركسترالى المتفرد الذى لن يستطيع أن يعزف مثله أعتى الملحنين، فعندما تُذكر مصر فى كتب التاريخ بالأهرامات ونجيب محفوظ وأم كلثوم وعبد الناصر وانور السادات ستجد فاتن حمامه فردا اساسيا فى قائمة العظماء الذين لن تنساهم الذاكرة ، فهناك من وجُد فى هذه الحياة ليخلد ذكره الى الابد ، فكانت فاتن حمامة بعذوبتها وموهبتها ورقتها وسحر ابتسامتها وشجنها الخاص ووجها البشوش الحالم وروحها الملائكية واحدة من هؤلاء ..
فى حوار خاص مع» الأهرام « تدلى سيدة الشاشة بدلوها فى الأحداث الجارية والتخوفات التى تخشى على مصر منها وذكريات أعمالها الخالدة المستقاه من أعظم روائيى عصرها مثل طه حسين واحسان عبد القدوس ويوسف ادريس وصداقتها للموسيقار محمد عبد الوهاب بالإضافة لحديثها عن المرأة المصرية التى باتت تتمتع بقدر أكبر من الحرية ، وأكثر ما يفرحها ، وعن الروقان الذى تفتقده فى شوارع القاهرة ، والرجل المناسب لقيادة مصر فى هذه المرحلة الحرجة ، فإلى نص الحوار ..
هل تبادلت الحديث مع الرئيس عدلى منصور اثناء تكريمك فى عيد الفن ؟وكيف كانت مشاعرك لحظة التكريم واستعادة عيد الفن مرة اخري؟
سعدت بعودة عيد الفن ..لان فى الحقيقة كانت هناك محاولة للاعتداء على الفن والتعامل معه باعتباره مهنة سيئة السمعة.. ..ومحاولة لاختطاف هوية مصر..فى الحقيقة المصريين محتاجين لبعض الفرح ..
لم أستطع تبادل الحديث مع الرئيس عدلى منصور .. كانت الاصوات على المسرح عالية للغاية لكننا قمنا بتحية بعضنا البعض فلم يكن هناك محال لتبادل الكلمات ..
ما رأيك فى تزامن عيد الفن مع ذكرى ميلاد الموسيقار محمد عبد الوهاب ؟
كان شيئا رائعا جدا ولفتة طيبة من الدولة ، كنت أقول دائما لنفسى أن عبد الوهاب لم يتم تكريمه التكريم الذى يستحقه ، كان فنانا و ملحنا كبيرا وصوته اجمل ما يمكن ..عندما استمع الى ألحانه فى كليوباترا و الجندول و أنت عمرى ..اشعر بمدى عبقريته وعذوبته، وكان بمجرد ان يلحن لأحد من المطربين والمطربات يصبح فورا نجما ويسطع بريقه للجمهور وكأن عصا عبد الوهاب السحرية لمسته... وكان له قول يعجبنى كثيرا: اذا لم نأخذ الموسيقى من اصلنا المصرى ونعمل على تطويرها نكون مخطئين جدا ، وعلينا ان نبدأ من هنا .
ما الذكريات التى تروادك عندما تتذكريين فيلم «يوم سعيد» اول فيلم يجمعك بعبد الوهاب ؟
كنت صغيرة للغاية ، و كانوا يقولون لى ممنوع الكلام فى الاستديو .. فكنت «أفتن «على عبد الوهاب بعفوية الاطفال وأقول للمخرج محمد كريم ، عبد الوهاب يتكلم كثيرا ..لابد ان يترك الاستديو..!!وكان عبد الوهاب يضحك على كثيرا.. فى كل مشهد اقوم به امامه .
بعد هذا بدأت صداقتكما حدثينا عنها ؟
كنت صغيرة جدا حينها ، ولكن عندما كبرت كنت أذهب لزيارته هو وزوجته وكنا نتبادل الزيارات سويا ، وحضرت الكثير من الحفلات فى منزله وكانت جلسات رائعة وثرية ومليئة بالغناء ..ومن اجمل ما يمكن وكثيرا ما استمعت لعبد الحليم حافظ ووردة يغنيان ..
ما أكثر شئ كان يميز شخصية عبد الوهاب ؟
كان فنانا بمعنى الكلمة ، عندما كنا نجلس سويا مع الاصدقاء نشعر احيانا ان عبد الوهاب تركنا وذهب الى عالم آخر ويضيع منا فى تلك اللحظة ، فنعرف ان احد الالحان تداعبه .. وكان يكتب اللحن او الخاطر بسرعة، وعندما يحدث ذلك ..نعرف ان عبد الوهاب دخل الى الصومعة الخاصة به وكان ذكيا جدا، محمد عبد الوهاب افضل شخص فى الدنيا لديه قدرة على سرد حكايات جذابة ، فى احد الايام كنا نجلس نحن الاربعة انا وزوجى وعبد الوهاب وزوجته ، هذا اليوم لم ينطق شخص منا نحن الثلاثة بكلمة ، لأننا أغلب الوقت كنا مستلقين على الارض من كثرة الضحك على الحكايات التى كان يحكيها لنا فكان راوئيا ممتعا.
كيف ترين يوم «30 يونيه»؟
30 يونيو طبعا انقذ مصر، كادت الهوية و العادات المصرية تضيع، واكثر ما يؤكد ذلك ان المصريين كانوا يباركون لبعضهم البعض بالشوارع لانهم شعروا أن مصر تحررت ، وانا شعرت ان مصر التى كادت ان تخطف رجعت مرة اخرى لنا ..
فكرت فاتن حمامة ان تترك مصر فى ذلك العام الذى حكم فيه، الاخوان ؟
كنت خائفة بلا شك ولكن هناك اشياء تربطنى بمصر اسرتى أولادى واحفادى واصحابى ، فقلت لماذا اترك بلدى من اجلهم !
هل كان لديك القناعة بأن حكم الاخوان سينتهى سريعا بهذه الطريقة ؟
فى الحقيقة لا كنت أرى المشهد أسود قاتم انا دائما اشعر بالخطر بشكل اكبر من حجمه.. ، لكن الحمد لله .
كيف تستقبلين الاخبار المؤلمة شبه اليومية الخاصة بالاغتيالات والعنف وآخرهم مقتل الجنود الستة منذ ايام فى مسطرد وامس الاول استشهاد ضابطى جيش اثناء مداهمة امنية ؟
هناك ترصد لمصر ، وهناك من يقول ان الفاعل هم الاخوان وآخرون يقولون انهم جماعات من خارج مصر .
من المسئول فى رأيك عن حالة الانقسام التى تحدث الآن فى مصر ؟
للأسف الجهلة الذين يسوقون أفكار مثل أنك ستدخل الجنة اذا قتلت فلان ..او ان القتل حلال ..هم السبب الرئيسى فى هذه الحالة ..انا حزينة على هؤلاء الجنود الشباب الذين يموتون كل يوم .
الى أى مدى تشعر فاتن حمامة بقلق إزاء هذه الحالة من الانقسام لدى المصريين ؟
اخشى على صغار السن والشباب من هذا الطريق.. وهذا ما يشعرنى بالقلق ، لكن الجيل الاكبر سنا اكثر ادراكا نسبيا من الوقوع فى هذا المنحدر.
هل تعتقدين ان مصر سوف تعبر من هذه الازمة ؟
الازمة ليست مواجهة الارهاب فقط ولكن لها بعد اقتصادى وسياسى ايضا وانا اتسأل هل لدينا ما يكفى لشراء سلاح وطائرات لتدعيم الجيش .
كيف ترى تقارب العلاقات المصرية الروسية فى الايام الاخيرة ؟
الروس لم يعطونا شيئا الى الان، و هناك صفقة سلاح المانية متوقفة هى الاخرى حتى هذه اللحظة ، وذهب المشير السيسى الى هناك ورحبوا به وتم استقباله بحفاوة ولكن المفاوضات مازالت مستمرة ، فبدأ الامريكان فى التودد لنا ولكن كل ذلك لم يصل بنا لشئ حتى الان ولم يتم تفعيل اى اتفاقيات حتى الان .
هل تعتقد ان هناك مخططا غربيا تجاه مصر ؟
بالطبع - لأننا أفسدنا عليهم المشروع الذى كانوا يريدون تحقيقه وأنقذنا هويتنا من الضياع .
تعتقدين متى يعود الامن والامان الى الشارع المصرى ؟
للأسف نحن نتعرض لصعود وهبوط على طول الخط ، فيوم نلتقط أنفاسنا ويوم أخر نتعرض لحادث هنا او ازمة هناك تضربنا على رؤوسنا، كل يوم يحدث جديد ويجعلنا دائما فى حالة عدم استقرار ..
ما أكثر الصفات التى تتمنينها فى رئيس مصر القادم ؟
أنا لا أعرف السيسى ، لكن موقفه وسرعته فى إنهاء الازمة ..فى ليلة واحدة أمر عظيم استطاع ان ينتشلنا من هذا الطريق الصعب، أتذكر آخر خطاب للرئيس مرسى كان المشير السيسى من ضمن الحضور ، لاحظت صمته وتجهمه وأنه غير مندمج ..فأعتقدت ان هناك امرا ما ، وشعرت أن هذا الرجل قائد من طراز مختلف.
لمن ستعطين صوتك فى الانتخابات القادمة ، حمدين صباحى ام المشير السيسى ؟
أرى ان السيسى مناسب للفترة الحالية.
هل هناك فارق لدى فاتن حمامة اذا كان الرئيس القادم مدنيا او ذا خلفية عسكرية ؟
هناك العديد من الرؤساء من ذو الخلفيات العسكرية ونهضوا ببلادهم لأعلى مثل ايزنهاور وشارل ديجول ، والسادات فى مصر ..فى رأيى ان السادات كان رجلا غاية فى الذكاء.
هل تخشى فاتن حمامة على سيناء ؟
جدا جدا هذه أرضنا التى ارتوت بدماء الجنود المصريين ! فى وقت ما اعتقدت انها اصبحت خالية من العنف والارهاب لكن للأسف رجع الارهاب لها مرة اخرى .
ما تعليقك على فوز الدكتورة هالة شكرالله برئاسة حزب الدستور ؟
سعدت جدا بفوز سيدة قبطية بهذا المنصب ، وسعدت ايضا ان الالية السياسية بدأت تتغير، فالسيدة المصرية نبيهة وتعمل بدمها وبأمانة شديدة .
الى أى مدى مازالت مصر تعانى سيطرة المجتمع الذكورى ؟
الى حد كبير ، لكن هذه العقده ليست لدى الشباب الصغير ,والدليل على ذلك انهم يندمجونجدا مع اصدقائهم وزملائهم من البنات بخلاف الموانع التى كانت موجودة فى اجيالنا القديمة .
كيف ترين ازمة استمرار اثيوبيا فى بناء سد النهضة ؟
هذه مصيبة كبيرة ، لا أعرف كيفية حلها .
هل تعتقدين ان حرب مصرالقادمة ستكون للدفاع عن حقها فى مياه النيل ؟
لا أعرف، فهناك أشياء لم أكن أتصور أن تحدث وحدثت .
فى فيلم امبراطورية ميم ، كان هناك مشهد بديع غير مألوف على المُشاهد للسينما المصرية وهو مشهد الدعاية و الصناديق الانتخابية ، فكيف جاءت الفكرة ؟
هذا الفيلم يرجع الفضل فيه إلى إحسان عبد القدوس فهو الذى كتبه من الألف للياء ، كان هذا الفيلم عبارة عن رواية قصيرة مكتوبة فى ثلاث صفحات لكن عندما بدأ كتابة السيناريو ..اكتشفنا أن هناك أشياء كثيرة ناقصة فذهبت لإحسان عبد القدوس لأرجوه أن يكتب لنا الحوار ، وخصوصا حوارات الاطفال التى كانت تحتاج لحرفية عالية ، وكان اصل الرواية ان البطل رجل وليس امراة ولكننا قمنا بتوظيفه لتقوم به امرأة.
هل كانت ستختلف نهاية الفيلم اذا تم عمله الان، هل كانت الام تملك القدرة اكثر على الحفاظ على أولادها وحبها معا أم ستضحى الام بحبها خوفا على أبنائها؟
مهما اختلف الزمن .. الأم هى الأم والاولاد هم الاولاد وحب امتلاكهم لأمهم سيمثل مشكلة ، وخصوصا ان نصف عدد الاولاد كانوا صغيرى السن فكان صعبا ان يحدث هذا التوازن ولذلك تركنا النهاية مفتوحة الى حد ما .لعل الزمن يترفق قليلا..
ما تعليقك على ازدياد نسبة الطلاق فى الآونة الاخيرة ؟
للأسف يحدث الطلاق الان بعد شهر واحد من الزواج ، لأن البنت قبل الارتباط تكون على حريتها أكثر ولكن عندما ترتبط يُمارس عليها بعض التضييق الذى لا تتقبله بسهولة، وأمر الطلاق يرجع الى الرجل والمرأة بنفس المقدار فعندما يكونان صغيرى السن يحدث التصادم بسهولة وخصوصا مع حديثى الزواج لأنهم فى البداية غير معتادين على طباع بعضهم، وعامل الانانية ايضا له دور لا بأس به من قبل الطرفين وعدم المرونة فيحدث التصادم الذى يؤدى الى الطلاق ، ولكن اذا صبروا بعض الشئ ستسير الحياة.
رجوعا الى امبراطوية ميم ، هل فاتن حمامة امرأة ديموقراطية ؟
حتى فى امبراطورية ميم كانت الشخصية فى صعود وهبوط دائم ، وأنا كذلك فى الحقيقة .
هل كانت السينما فى العصور الماضية لها دور اقتصادى كبير ؟
الفن كان يلعب الدور الثانى فى الاقتصاد المصرى بعد زراعة القطن ، كانت زراعة القطن وتصديره فى المركز الاول ومن بعده الفن فالسينما المصرية فى ذلك الوقت كانت تنتج حوالى مائة فيلم فى العام الواحد وكان ذلك يدر على مصر الكثير من قبل البلاد العربية .
حدثينا عن تجربتك فى فيلم الحرام الذى وصل الى مهرجان كان ؟
للأسف كاد فيلم الحرام يحصل على جائزة فى مهرجان كان ولكن لسوء الحظ وفى آخر ثلاثة ايام فقط من انتهاء المهرجان فاز فيلم آخر بالجائزة!!
كيف قامت فاتن حمامة بدور عزيزة هذا الدور البديع للسيدة الفلاحة التى تساعد اسرتها و زوجها المريض وتتعرض لمحنة رهيبة وتحاول ان تحل الامر بأقل خسائر ؟
أحببت شخصية البطلة جدا، وبمجرد ان قرأت الرواية وافقت عليها فورا، فى الحقيقة يوسف ادريس كان فى غاية البراعة فى هذه الرواية ، أما بالنسبة لدور الفلاحة، فلم يكن بالشئ الغامض بالنسبة لى فنحن عشنا وسطهم ورأيناهم ، ولا يوجد بيت لم تمر عليه فلاحة...
وايضا قمت بدور الصعيدية فى عمل للمبدع عبد الرحمن الابنودى «أغنية الموت»؟
هذا الفيلم ايضا كان رائعاً ولا اعرف لماذا لا يعرض هذا الفيلم، ولا اعرف طريق نيجاتيف هذا الفيلم ، أحببت هذا الفيلم كثيرا وخصوصا أغنية مشهد الموت، فالمرأة جاءت بمن يقتل ابنها من اجل الا تتعرض للعار، وبعد موته راحت تلطم بعد ذلك . وأتمنى ان يعرض التليفزيون المصرى هذا العمل مرة أخري..
هل ترى ان المرأة المصرية مازال امامها الكثير لكى تأخذ حقوقها ؟
بدأت المرأة المصرية تأخذ حقوقها بالفعل واثبتت جدارة هائلة فى الفترة الماضية ولابد ان تستمر بنفس الاداء ، فقد استوقفتنى مشاهد الرقص والغناء من قبل النساء اثناء التصويت الاخير على الدستور ، نحن شعب لا يستطيع أن يحجمنا أحد..فنحن نحب الفن بطبعنا .
الأفلام المأخوذة دائما من روايات ادبية يكون لها عمق اكثرمثل نهر الحب المستند لرواية تولستوى انا كارنيننا ولا وقت للحب عن رواية يوسف ادريس والباب المفتوح للطيفة الزيات ؟
بالتأكيد ، فعندما يكتب الرواية أديب تختلف كثيرا عن اى شخص اخر ، فالاديب يبنى الشخصيات بناء محكما ويكتب تفاصيل بديعه وتشعرى ان الشخصية المكتوبة شخصية حقيقة من لحم ودم .
فى فيلمك لا عزاء للسيدات، تناولتى مشكلة السيدة المطلقة ونظرة المجتمع الجائرة لها.. ولم نرى اى فيلم بعد ذلك دافع عن المرأة المطلقة بهذا المستوى الرفيع .. هنا اسألك هل حقا كلمة من الممكن ان تنهى حياة انسان واحلامه ؟
نعم هناك كلمات تؤذى المرأة بشدة وكذلك الرجل ايضا ، فالكلمات التى تخرج فى لحظات الغضب او الحقد من الممكن ان تكسر اى انسان وتقضى على حياته .
هل الحقد و الكره زاد فى مجتمعنا ؟
للاسف ، مفيش اتنين متفقين طول الوقت ، الناس بتتخانق وبتضرب بعض، شيء مخيف جدا ، الناس مش طايقة بعض».
ما أكثر ما يضايق فاتن حمامة فى الشارع المصرى ؟
الزحمة ! ، أى مشوار يصيبنى بارهاق شديد فى رحلة الذهاب والعودة .
هل تفتقدى شوارع مصر زمان ؟
طبعا.. للأسف وسط البلد الذى كان جميلا الان اصبح منطقة عشوائية !
ما أكثر شئ تفتقدينه فى شوارع مصر الآن؟
الروقان ، الزحمة وهذا العدد الهائل من السيارات اصبح خانق جدا ولا يطاق، وعندما ارى النيل او الاشجار التى حوله وانا فى وسط الزحام اشعر اننى استطيع التنفس.
ما الذى يدخل البهجة على فاتن حمامة ؟
الأطفال الصغار.
ماذا تقرأ فاتن حمامه الان ، هل تقرأين رواية ما ؟
لا، هذه الايام مشدودة اكثر فى المشاهدات السياسية ومتابعة الاحداث عبر الصحف والتليفزيون، وتلك الاخبار المزعجة يكون لها تأثيرها السلبى فى الليل حيث تشعرنى بالتوتر والألم
هل المشير السيسى يذكرك بالزعماء الذين ينقذون بلادهم فى لحظات الخطر ؟
يارب ، أملنا فيه كبير .
توقعتى فى احد الايام ..أن تشاهدى رئيسين لمصر خلف القضبان فى نفس الوقت ؟
لا طبعا ، هذا فيلم لوحده! ، لكن بالطبع مبارك ومرسى ليسوا على خط واحد ، مبارك كان شخصا طيبا ووطنيا لكن فى سنواته الاخيرة فرطت من يده مقاليد الامور وحدث ذلك بعد ان توفى حفيده، أول 15 سنة فى حكمه كانت جيده جدا ، وكان هناك شيء من الرخاء ,لكن هه التنمية لم تصل لعامة الشعب وتوقفت لدى طبقة معينة.
ما الأزمة التى تعانى منها مصر الآن من وجهة نظرك ؟
الجهل، للأسف هناك آلاف الطلاب فى المدارس لا يعرفون الكتابة على الرغم من مجانية التعليم ، بالاضافة الى كثرة الانجاب العشوائى تحت مبرر ان «العيل بييجى برزقه»» وانا اتسائل لماذا لا يكون لدى كل اسرة طفلان تقدم لهما القدر الكافى من التعليم والتربية والاهتمام .
هل من الممكن ان يحدث فى مصر ثورة جياع ؟
وارد ان يحدث ..اذا لم نعمل اكثر ونزرع اكثر ولم نوفر عملا واذا لم نستطع توفير رغيف العيش ، ويجب ان يكون هناك مشارع لبناء بيوت للشباب الصغير ومشاريع تنمية لقناة السويس لإيجاد فرص عمل اكثر للشباب ، ومحاولة تنشيط السياحة اكثر من ذلك ، لكن للأسف بعد كل العمليات الارهابية ضعفت السياحة الى حد مخيف .
«إن الثورات يدبّرها الدهاة وينفذها الشجعان ثم يكسبها الجبناء ثرثرة فوق النيل هل تتفقين مع هذه المقولة؟
صحيح.. نجيب محفوظ كان أديبا بارعا جدا وشخصا ودودا على المستوى الشخصى .
لماذا لم تقدم فاتن حمامة رواية من روايات لنجيب محفوظ ؟
للأسف شخصيات رواياته لم تكن تناسبنى ، فهناك شخصية الراقصة وشخصية السيدة الأم الكبيرة، وأنا لم اكن فى سن مناسب لهذه الادوار ، وكان جيلنا يقرأ لنجيب محفوظ ويوسف ادريس ويوسف السباعى إحسان عبد القدوس.
كيف نضجر وللسماء هذه الزرقة، وللأرض هذه الخضرة، وللورد هذا الشذا، وللقلب هذه القدرة العجيبة على الحب ، وللروح هذه الطاقة اللانهائية على الإيمان. كيف نضجر وفى الدنيا من نحبهم، ومن نعجب بهم ، ومن يحبوننا، ومن يعجبون بنا. ... نجيب محفوظ ما رأيك ؟
بالطبع هذه الطاقة من الحب تجعل الانسان يسمو ويسعد .
كيف تستقبلى تحيات جمهورك الذى يحبك فى الشارع ؟
أسعد بهم جدا .
فاتن حمامة تشعر بتفائل أم بخوف على مستقبل مصر ؟
خايفة جدا جدا ، خايفة على هذا البلد العظيم ..اخشى على مصر جدا من المخططات الخارجية التى قد تحدث لها ، ومخرجنا الوحيد ان نعمل ونتحد اكثر من ذلك .
ما أكثر ما يضايق فاتن حمامة عندما تشاهد البرامج الحوارية ؟
للأسف اصبحنا نفتقد لأداب الحوار، فكل شخص يتكلم بعنف و بتسلط على الشخص الآخر ويصرخ فى وجه، ولا يريد ان يسمع سوى نفسه .
هل بعد قيام ثورتين فى ثلاث سنوات مازال يفتقد المصريون للحرية ؟
للأسف نحن فهمنا الحرية غلط، فالحرية لها واجباتها ايضا فإذا اردت ان تعبر عن رأيك لابد ان تسمع الرأى الآخر .
ما الافلام القديمة التى تستوقفك فى التليفزيون ؟
افلام نجيب الريحانى واغانى ليلى مراد.
ما أكثر شئ فقدناه كمصريين ؟
الصبر ، الناس اصبحت تتشاجر بسهولة وبساطة .. اكثر من قدرتها على الابتسام والضحك.. .
اليوم 21 مارس عيد الام..ماذا تقولين للأم المصرية؟
أقول لكل أم أشعر بمدى معاناتك وخوفك على أولادك خاصة فى هذه الظروف الصعبة..وأترحم على مصطفى وعلى أمين اصحاب هذه الفكرة النبيلة..واقول لكل أم فقدت ابنها فى حربنا ضد الارهاب :انا وكل المصريين نشعر بمدى الالم الذى يجتاحك.. وأدعو لكم بالصبر..
انتهى الوقت المخصص للحوار..وكان على ألا أثقل باسئلتى التى لا تنتهى ..وكيف ينتهى السؤال أمام فاتن حمامة.. الحب والامل والذكاء والتاريخ والرقى والموهبة والشموخ والفن والاصالة والشجن والصدق والود ..تركتها والباب مفتوح لحوار جديد وأمل جديد..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.