مشاعر وانفعالات ستثيرها ذكرى الثورة والحلم الذى راودنا منذ الخروج الأول.. كان بسيطا ورائعا (عيش - حرية - عدالة اجتماعية).. وبعد عام مازلنا نعيش نفس الحلم ونبحث عن سبب مقنع لتبديده والتباطؤ فى إنجاز العدالة، ليس على مستوى القضاء فقط بل على مستوى الدولة وفى كل قطاعات البلد )عام وخاص(.. ومازلنا نرفض السياسات القديمة التى تدار بها البلد، والتى تدفع الشعب دفعا إلي ثورة جديدة في 25 يناير 2012، وإلي رفع نفس الشعارات والمطالب التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير 2011، فالفوضى التى عشنا فيها مقصودة لغرض ما فى نفس عواجيز الفساد.. والعودة للميدان هى الاختيار الصعب لتصحيح المسار ما دامت أصواتنا لم تصل لأصحاب السيادة، وكأن العام الذى مر على الثورة - إن جاز التعبير - فاصل تمهيدي لعودة المعارك من جديد مع النظام الغائب الحاضر والعودة إلى نقطة البداية، وعُدنا لأن «كثيرون حول السلطة وقليلون حول الوطن».. كما قال الزعيم (غاندى). عدنا للثورة على النظام لأننا نعشق تراب مصر، ولن نفرط فيها أبدا ولو كانت الشهادة هى السبيل.. عدنا لأن الثورة مستمرة والشعب لن يستسلم حتى يتخلص من العصابة ويطهر مصر من المفسدين، والقصاص لشهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة من أجلنا.. عدنا من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، عدنا لأن سيناريوهات التخويف والتهديد والرعب من حرق مصر وتدميرها فى ذكرى يوم 25 يناير مازالت تتردد على ألسنة الكذابين والخائفين على مناصبهم؛ آخذين من مقولة (هتلر) الشهيرة منهجا: «إذا أردت السيطرة على الناس أخبرهم أنهم معرضون للخطر وحذرهم من أن أمنهم تحت التهديد ثم شكك فى وطنية معارضيك». عدنا لأن أزمة الأخلاق والضمير والشفافية والحيادية كما هي، ولأننا لا نستطيع أن نقضى مصالحنا إلا بالرشوة والوساطة والمحسوبية، ولأن أزمة البوتاجاز والبنزين والأسعار أصبحت شغلنا الأهم، ولأننا نشرب مياه المجارى ونأكل الأكل الملوث والمسرطن، ولأن الغلابة كالأموات فى هذا البلد، ولأن أسرة بكاملها رجل وامرأة وأولادهما ينامون فى حجرة واحدة ليس لها منفذ أو طاقة نور ويتهددهم الموت خنقا أو بردا.. عدنا لأن كرامتنا دائما ما تمتهن ويتم إذلالنا داخل المصالح الحكومية.. عدنا لأن الرشوة هى الوسيلة الوحيدة للحصول على وظيفة وليس كفاءتى وشهادتى وحقى فى حياة آدمية. عدنا لأنه لم يتحقق أى هدف من أهداف الثورة النبيلة.. عدنا من أجل مستقبل أفضل لأولادنا لأنه لا ذنب لهم فى أن الدولة أكلت حقوق آبائهم.. ولأن هناك أطفالا يتضورون جوعا لا مآوى لهم.. عدنا لأن بعض موظفى الدولة لهم رواتب من أصاحب المصالح العليا يتقاضونها مقابل السكوت عن الفساد.. ولأن هناك موظفين مؤقتين يحصلون على الفتات.. عدنا لأن الكذب ما زال هو الحل السهل لخروج المسئولين من المحاسبة والمطالبة بحقوقنا ويكذبون علينا ويمارسون نفس السياسة، عدنا لأن الممارسات القمعية تؤكد أن نظام السابق هو نفسه الذي ينتقم من الثورة والثوار، ويثير علامات استفهام، خاصة في هذا التوقيت، حول إمكانية نقل السلطة إلي حكومة مدنية منتخبة. عدنا لأنه تم تشويه الثوار واتهامهم بأنهم سبب الفوضى، ويتم تخريب البلد بإضرام الحرائق فى مؤسسات الدولة وإلصاق التهمة بالثوار تمهيداً للإطاحة بالحريات التى تزعج (المجلس) كما تزعج النظام الفاسد الذي لم ينته بعد.. عدنا لألف سبب وألف حلم تخيلناه لمستقبل مصر بعد الثورة!! لحظة: ماذا ننتظر من محام مهمته الوحيدة تبرئة المتهم حتى ولو كان مدانا؟! [email protected] المزيد من مقالات على جاد