كلما تذكر المرء شهداء ثورتنا المجيدة. وما قدموه في سبيل وطن حلموا لأن يكون قويا أبيا عزيزا بهيا, ولم يبخلوا بأنفسهم في سبيله, ازداد أسي وحسرة ومرارة ستظل عالقة فينا ونحن نري هذا الوطن الآن وقد عمته الفوضي, وعبث به العابثون, وتآمر عليه المتآمرون من زبانية النظام البائد. إن كل مصري صغيرا وكبيرا مدين بالكثير لهؤلاء الشهداء الذين سنبكيهم ما حيينا وفي عنق كل منا دين لابد من أدائه لشهدائنا الابرار. ألم يسأل كل منا نفسه عما قدم لمصر الآن لتعود بلدا آمنا مستقرا. ألم يحن الوقت ليشعر كل منا بمسئوليته تجاه بلده؟ وتجاه هؤلاء الشهداء الابرار؟! إذن لماذا كل هذه السلبية واللامبالاة والفوضي التي تسود البلد, ولا ندري لأي طريق ستؤدي بنا؟ إن حالة الشارع المصري الآن وما يسوده من فوضي عارمة لهي خيانة عظمي لأرواح شهداء25 يناير الذين أرادوا مصر جديدة تسودها العدالة والنظام والرقي والتحضر. إن الروح الجديدة التي دبت في المصريين بعد الثورة نريد أن نحافظ عليها, وننميها, ولن تستمر هذه الروح إلا باستشعار الخطر العظيم الذي يحيق ببلدنا, ولكن ماذا نحن فاعلون تجاه كل هذه الفوضي التي تملأ أرجاء البلاد؟ البداية فردية من كل مواطن ليبدأ بنفسه, ويقبل التحدي في مواجهة كل مظاهر القبح التي تملأ البلد. فلنجعلها حربا علي كل قبيح, ولتكن البداية بتغيير سلوكياتنا, وترك الأثرة والأنانية المقيتة التي كادت تهلكنا جميعا. ليبذل كل إنسان يحيا علي أرض هذا البلد كل ما وسعه لتجميل هذا البلد. وعلي من يدير بلدنا أن يسارعوا بكل حسم وعزم لاستقرار هذا البلد والقضاء علي كل مظاهر الفوضي والتخريب, والضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه السعي في خرابها. لابد من الإسراع بتطبيق كل ما من شأنه أن يرتقي بهذا البلد, وأول شيء الخروج من الوادي الضيق الذي وعدنا منذ نعومة أظفارنا بالخروج منه, ولم نر شيئا حتي كاد الزحام يقتلنا وحول حياتنا إلي جحيم بحق. المصريون الذين قطعوا دابر المفسدين قادرون علي بناء مصر جديدة يملؤها الخير والوئام والود والأمان, ويومئذ ستسعد أرواح الشهداء, ولن تذهب دماؤهم سدي, والله يؤيد بنصره من يشاء.