وصلنا إلى العام الثمانين من عمر مجمع اللغة العربية أو مجمع الخالدين الذى بدأ أعماله الفعلية عام 1934. وفى دورته الثمانين هذا العام سيعقد مجمع اللغة العربية يوم الاثنين الموافق24 مارس مؤتمره السنوى بعنوان التعريب . وإذا كان لكل لغة سحرا وجمالا، فللغة العربية سحرخاص, فكما وصفها أحمد شوقي في أبياته «إن الذي ملأ اللغات محاسنا جعل الجمال وسره في الضاد». فقد أنشئ أول مجمع بدار البكري عام 1892 حيث كان مجرد فكرة، ولكنه يضم صفوة من أعلام العصر من بينهم: الشيخ محمد توفيق البكري، والشيخ محمد عبده والعالم اللغوي محمد الشنقيطي، غير أن هذا المجمع لم يلبث أن توقف بعد بضع جلسات. وفى عام 1916 دعا الأستاذ أحمد لطفي السيد، مع بعض العلماء والأدباء، إلى إنشاء مجمع لغوي أهلي بدار الكتب المصريةالتي كان مديرا لها. وقد أنشئ هذا المجمع وسمى «مجمع دار الكتب»، واختير الأستاذ الشيخ سليم البشري رئيسًا له ، والأستاذ أحمد لطفي السيد كاتب سره. وفي عام 1932 كان أول ميلاد حقيقي لهذا الحلم بعد أن صدر مرسوم في عهد الملك فؤاد الأول بإنشاء مجمع لغوي يحافظ علي سلامة اللغة العربية، ولقد انفرد هذا المجمع بين سائر المجامع بالطابع العالمي في تكوينه، فقد نص مرسومه علي أن يؤلف المجمع من عشرين عضوا من العلماء المعروفين بتبحرهم في اللغة العربية، نصفهم من المصريين، والنصف الآخر من العرب والمستشرقين. وفي اليوم الثلاثين من يناير عام 1934 بدء العمل الفعلي لمجمع الخالدين بعد أن انعقدت أولي جلساته برأسه الأستاذ محمد توفيق رفعت. وقد صدر عن المجلس عشرون قراراً من شأنها تيسير اللغة وقواعدها. وقد عدل قانون المجمع أكثر من مرة؛ ففى عام 1940 صدر مرسوم ملكي بتعيين عشرة أعضاء مصريين . وفى عام 1946 صدر مرسوم ملكى آخر بتعيين عشرة أعضاء مصريين آخرين، فبلغ أعضاء المجمع العاملين أربعين عضواً من خيرة علماء العربية ليس في مجالات التخصص اللغوية والأدبية فحسب بل في شتي حقول العلم المختلفة. وفى عام 1982 صدر قانون آخر حَدَّد أعضاءه المصريين العاملين بأربعين عضوًا، وهم الذين يتكوَّن منهم مجلس المجمع، وحَدَّد الأعضاء العاملين من غير المصريين بعشرين عضوًا ، ومن هؤلاء الستين يتكون مؤتمر المجمع.