جاء فوز مجمع اللغة العربية بالقاهرة بجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية وأدابها تتويجا طيبا لجهود هذه القلعة الأكاديمية العريقة التي تعمل في صمت آخذة علي عاتقها حماية اللغة العربية ونشر ادابها منذ تأسيسه في عام1932 من ناحية وفي نفس الوقت الذي تواجه فيه اللغة العربية تحديات جساما تهدد بقاءها ذاته. وكان موضوع الجائزة التي فاز بها مجمع اللغة العربية, الجهود المبذولة من المؤسسات العلمية والأفراد في تأليف المعاجم العربية. وتقديرا لجهود المجمع في خدمة اللغة العربية علي مدي أكثر من80 عاما وما أصدره من معاجم أسهمت في خدمة القرآن الكريم. هكذا رحب الدكتور حسن الشافعي بالفوز بجائزة الملك فيصل العالمية, مؤكدا أنه يعكس الاهتمام من جانب القائمين علي الجائزة بدور المجمع اللغوي في تأصيل والحفاظ علي لغة القرآن الكريم. وقد كانت فكرة إنشاء مجمع للغة العربية بمصر تراود كثيرا من الكتاب والمفكرين, ومن أهل اللغة وآدابها منذ اكثر من مائة عام, وكانت البداية كما يذكر موقع المجمع علي الانترنت في عام1892 عندما أنشأت مجموعة من المفكرين والأدباء مجمع دار البكري وكان علي رأس هؤلاء الإمام محمد عبده أحد أبرز رواد التنوير في العالم العربي والإسلامي, والشيخ محمد محمود الشنقيطي بالإضافة الي الشيخ محمد توفيق البكري الذي سمي المجمع باسمه, غير أنه لم يستمر سوي عدة أشهر! ثم في عام1916 دعا الكاتب والعلامة أحمد لطفي السيد مع بعض العلماء والأدباء إلي إنشاء مجمع لغوي أهلي بدار الكتب المصرية التي كان مديرا لها في هذا الوقت, وبعد ذلك وفي عام1932 صدر المرسوم الملكي بإنشاء مجمع اللغة العربية علي أن يكون من أهم أغراضه المحافظة علي سلامة اللغة العربية. والواقع أن اللغة العربية تواجه تحديات صعبة في الوقت الحالي حتي أصبح كثير من شباب الجيل الحالي إما أنهم غير قادرين علي التعبير عن أنفسهم كتابة أو قولا, أو انهم تجاهلوا اللغة العربية بالكامل وأخذوا يتحدثون باللغة الانجليزية أو الفرنسية, ومن ينكر أن اللغة العربية في مأزق حقيقي وتواجه صراع الوجود لايدرك مفردات الواقع وليس لديه تواصل مع جيل الشباب الحالي هل إنتشار مدارس اللغات هو السبب.. ربما هل تدني مستوي التعليم بصورة عامة هو السبب ربما.. ومن هنا فإننا نطالب مجمع الخالدين. بدراسة الأسباب والعمل علي تطبيق التوصيات لحماية لغة القرآن الكريم.