مكنسة قاسم حسمت الحسوم وجعلت عوة لا يأتي بعدها نوة, ونادي الصياد علي ابنه قاسم الذي كنسه البحر ولم يعد قاسم أين أنت يا قاسم ؟ .. لا يجيب قاسم ولن يعود ولكن نوته تعود ومن قبلها المكنسة ومن بعدها تأتي الكرم بريحها الشديد وبحرها العميق. ويجلس عم حسن الصياد وكل صياد في الإسكندرية يعرف غضب النوة وللنوات حكايات يحكيها الصيادون ويتوارثونها كابر عن كابر. والحكاية تبدأ مع الخريف حين تزداد سرعة الرياح وترتفع أمواج البحر وتقفز إلي كورنيش الإسكندرية تغطي السيارة والمارة وتتوقف حركة الصيد وذلك كله بفعل نوة المكنسة التي تزور الإسكندرية في منتصف نوفمبر وتليها قاسم وهي من أخطر النوات ثم عيد الميلاد والكرم الذي يكون فيها البحر عاليا جدا وريحه شديد تدمر المراكب, ويقف حال الصيادين في هذه النوات حيث لاينزلون البحر. وعن حكايات أسماء النوات يقول عم حسن الصياد بالأنفوشي بالإسكندرية إن نوة قاسم سميت بهذا الأسم لغرق ابن صياد يدعي قاسم عند البوغاز أثناء هبوب هذه النوة وأخذ الصياد ينادي علي إبنه الذي أخذه البحر وتأثر الصيادون لهذا الحادث تأثرا كبيرا وأطلقوا اسم قاسم علي النوة. أما نوة المكنسة فقد سميت بهذا الإسم لأنها تكنس البحر من عمقه حتي سطحه نتيجة التيارات البحرية الشديدة وإرتفاع الموج العالي. أما الكرم فيقول عم حسن إنها كريمة في أمطارها الغزيرة التي تغرق شوارع الإسكندرية بالمياه, ونظرا لطول أيامها ولايستطيع أحد وقت الكرم بلوغ البحر. ويقول خميس بلبع صابر(46 سنة) أحد صيادي منطقة الأنفوشي إلي أن الصيادين زمان هم الذين أطلقوا الأسماء علي النوات, فمثلا نوة الفيضة الكبيرة سميت بهذا الأسم لأن البحر يفيض فيضا ويزداد الموج حتي يكون مثل الجبال ويقلب المركب ولاتستطيع المراكب الإبحار وقت هذه النوة. أما نوة عيد الميلاد فقد سماها رجال البحرية زمان لأن وقت هذه النوة كانت عيد ميلاد قائدهم.. ونوة الحسوم تأتي بريح شديدة نعمل لها ألف حساب وبرق ورعد شديد يهرب منها الجميع وهي من أقوي النوات. وحول النوات كظاهرة مناخية يؤكد أيمن إبراهيم الباحث الفلكي في عالم البصريات الجوية بمركز القبة السماوية بمكتبة الإسكندرية أن النوات عبارة عن عواصف ممطرة تشبه بدرجة ما الأعاصير التي تحدث في المحيط الأطلنطي والمحيط الهادي بسبب هبوط فروق في درجات الحرارة من سطح المحيط وتضارب الحرارة فوق سطح البحر, ولها مواعيد محددة كل سنة مع بداية شهر أكتوبر حتي شهر مايو. مشيرا إلي أن الصيادين يعرفون مواعيدها وأسمائها وبرعوا في التعامل معها.. محذرا من الوجود في أماكن خلوية أثناء الرعد والأبتعاد عن الأشياء المعدنية وفصل الأجهزة الكهربائية بالمنزل وقت حدوث الرعد والأبتعاد عن الشرفات والشبابيك والأحتماء بالمنزل, والأبتعاد بشكل خاص عن التليفون الثابت لأن هناك تيارات كهربائية تتولد من الصواعق تؤثر بشكل كبير علي التليفون الثابت.