قبل24 ساعة من انطلاق المونديال الإفريقي في غينيا الاستوائية والجابون, التي تنطلق غدا.. توالت التكهنات والتنبوءات.. وتتابعت التحليلات والآراء.. الكل يجتهد ليعرف من سيعتلي العرش الافريقي خلال العامين المقبلين. ولكن صحيفة الجارديان البريطانية خرجت عن النسق وطرحت سؤالا له علاقة وثيقة بالبطولة بعنوان هل الكرة الإفريقية تتقدم كما يردد البعض؟.. وذلك في إشارة إلي غياب الكبار من أمثال منتخبات مصر والكاميرون ونيجيريا. وقالت الصحيفة في تحليلها للبطولة المقبلة إن هذه المقولة تتعارض مع غياب أهم المنتخبات عن العرس الإفريقي وانهيار الكبار خلال مشوار التصفيات المتواضع, وأشارت إلي أنه عندما كان المنتخب الغاني قاب قوسين أو ادني من الصعود الي دور الأربعة في كأس العالم الماضية ليصبح أول فريق من القارة السمراء يحقق هذا الانجاز لولا حظه العثر في الدقيقة الأخيرة.. شعر الجميع ان منتخبات القارة قادمة وبقوة خلال المرحلة المقبلة وهو بالطبع ما كان يريده الاتحاد الدولي( الفيفا). وعادت الجارديان بالذاكرة إلي الوراء وبالتحديد الي عام1978 وقالت إن المنتخب التونسي كان أول فريق من القارة السمراء يحقق انتصارا في كأس العالم عندما فاز علي نظيره المكسيكي.. ثم جاء اسود الكاميرون في نهائيات1982 ليحافظوا علي سجلهم خاليا من الهزائم خلال مشوارهم الي أن خرجوا من الدور الأول بفارق الأهداف عن ايطاليا بعد تعادلهم في المباريات الثلاثة, كما تمكنت الجزائر في نفس البطولة من الفوز علي ألمانياالغربية ولكنها خرجت بفارق الأهداف وكانت المفارقة اتفاق ألمانيا والنمسا علي التعادل ليصعدا معا إلي الدور الثاني.. ثم حقق المنتخب المغربي نجاحا أخر في كأس العالم1986 عندما بات اول من يتأهل عن القارة السمراء للدور الثاني في بطولات المونديال. وواصلت الصحيفة البريطانية استرجاعها للتاريخ الإفريقي في بطولات كأس العالم وقالت ان نهائيات1990 شهدت فوز الكاميرون علي الأرجنتين في مباراة الافتتاح, بل ان البعض لا يزال مستعدا للقسم بان خسارتها أمام انجلترا في دور الثمانية جاءت بضربتي جزاء غير صحيحتين حصل عليهما المهاجم جاري لينيكر.. وقالت الجارديان انه منذ ذلك الوقت والمنتخبات السمراء تحقق تقدما ملحوظا وبات من المؤكد ان القارة تقترب من الفوز بلقب كأس العالم.. ولكن وعلي الرغم من انتشار لاعبيها في الأندية الأوروبية إلا أن مستوي المنتخبات الوطنية ظل متجمدا كل هذه الفترة. وأضافت الصحيفة أن النهائيات التالية لبطولات كاس العالم شهدت وجودا ملحوظا لمنتخبات القارة, ولكن دون الدخول في المراحل النهائية, فنسور نيجيريا قدموا مستوي طيبا في1994 لاسيما أمام بلغاريا واليونان ولكن من سوء الحظ أنهم خسروا أمام ايطاليا في الدور الثاني.. وهي نفس المرحلة التي وصل إليها منتخبات المغرب والكاميرون ونيجيريا في مونديال..1998 وقالت أن نهائيات2002 شهدت بداية طيبة للسنغال بفوزها علي فرنسا حاملة اللقب ولكنها لم تكمل المشوار, كما أن منتخبات تونس والكاميرون وجنوب افريقيا ونيجيريا كلها خرجت من الدور الأول. وأضافت الجارديان ان نهائيات2006 شهدت ظهور قوي جديدة متمثلة في كوت ديفوار وغانا وانجولا وتوجو.. ولكنها لم تتمكن من الإعلان عن نفسها بل أن منتخبي انجولا وتوجو لم يتمكنا من الصعود إلي نهائيات أفريقيا بعد ذلك بعامين.. وقالت إن مونديال2010 الذي أقيم للمرة الأولي في أفريقيا شهد إخفاقا جماعيا لأبناء القارة السمراء فيما عدا غانا التي برزت بشكل واضح علي مدي البطولة. وطرحت الصحيفة البريطانية التساؤل مرة أخري: هل هذه النتائج تعني أن الكرة الإفريقية تتقدم؟.. وردت بقولها بالطبع لا وأشارت إلي أن الدليل علي ذلك ان منتخب مصر الحاصل علي لقب القارة ثلاث مرات متتالية ومن المفترض انه أفضل فرق القارة لم يتأهل إلي كأس العالم. وقالت الجارديان إن الكرة الإفريقية فيما عدا في مصر وغانا تتسم بالعشوائية في الأداء.. وان ظهور العديد من النجوم المحترفين في الأندية الأوروبية لم ينعكس ايجابيا بدرجة كافية علي الأداء الجماعي للمنتخبات بدليل انه لايزال يتسم في الكثير من الأحيان بعدم الترابط والاعتماد علي مهارات النجم الواحد مثل ايمانويل اديبايور مهاجم توجو المحترف في مانشستر سيتي.