هل وضع ضغط كبير علي لاعبين بارزين يملؤهم الغرور. هل السبب تعيين مدربين قبل البطولات مباشرة.. أم ضعف القدرات التدريبية والمنشآت في الوطن.. أم اللاعبون المحترفون بالخارج الذين لا يقدمون كل ما لديهم حين يمثلون المنتخبات الوطنية. وقدمت الكثير من الأسباب لتبرير فشل خمسة من ستة منتخبات افريقية في تجاوز الدور الأول في أول كأس عالم لكرة القدم تقام في القارة السمراء. لكن لعل السبب لا علاقة له لكرة القدم. فالكثير من البلدان تحتاج للشعور بقدراتها لكي تحقق النجاح. وأصبحت غانا ثالث بلد افريقي يتأهل لدور الثمانية يوم السبت الماضي بفوزها علي الولاياتالمتحدة 2-1 لتكرر ما فعلته الكاميرون في 1990 والسنغال في 2002. وستلعب غانا مع اوروجواي في دور الثمانية. وخرجت المنتخبات الأربعة الأخري وهي الجزائر والكاميرون وساحل العاج ونيجيريا من الدور الأول وكذلك جنوب افريقيا التي أصبحت أول بلد مضيف يخرج من دور المجموعات والتي لم تكن لتتأهل للبطولة من الأساس قياسا علي مستواها في الفترة الأخيرة. وباستثناء جنوب افريقيا فإن مؤشرات عديدة مثل الديمقراطية والفساد والعنف والحرب تظهر أنه كان منطقيا أن تصبح غانا أفضل فريق افريقي. وكانت غانا من اوائل الدول الافريقية التي نالت الاستقلال في 1957 وهو أمر يثير فخرا وطنيا عبر عنه اسامواه جيان مهاجم الفريق بعد تسجيل هدف الفوز ضد الولاياتالمتحدة لكنها عاشت بعد ذلك فترات من الانقلابات الدامية والحكم الديكتاتوري. لكن اعتبارا من 1996 أقيمت في غانا اربعة انتخابات حرة ونزيهة نسبيا وانتقلت السلطة بطريقة سلمية بين قوي قبلية من شمال البلاد وجنوبها. وفي 2008 خسر مرشح الحزب الحاكم بعد أن خسر بفارق نصف بالمئة وهو فارق كان بعض الرؤساء المعمرين في افريقيا سيعتبرونه خطأ في الحساب. وتفخر غانا أيضا بحقيقة أنها أول بلد من منطقة جنوب الصحراء الافريقية يزوره الرئيس الأمريكي باراك أوباما كمكافأة لغانا علي ديمقراطيتها في قارة تنتشر فيها الانتخابات المزورة. كما سيبدأ البلد الذي اعتمد تاريخيا علي تصدير الكاكاو والذهب في ضخ النفط هذا العام ويتوقع أن يملك واحدا من أعلي معدلات النمو في 2011 سيصل الي 15 في المئة.