تجديد دماء المنتخب الوطني ضرورة.. إعداد جيل جديد لتصفيات مونديال2014 واجب. إبعاد العواجيز عن الفريق واقع.. وغيرها من العناوين البراقة التي لاحقت حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني وجهازه المعاون منذ الخسارة الشهيرة من منتخب النيجر بهدف مقابل لا شيء بالتصفيات المؤهلة الي كأس الأمم الافريقية المقبلة في الجابون وغينيا الاستوائية. خبراء.. محللون.. مدربون.. الجميع يتحدث عن أهمية تجديد دماء المنتخب ويحمل حسن شحاتة مسئولية الاعتماد علي قوام أساسي لا يتغير منذ توليه المهمة أواخر عام2004 حتي تقدم بهم العمر. والسؤال من أين يأتي شحاتة بالجديد؟.. هذا هو السؤال الاصعب في المعادلة الذي لم يقترب منه أحد بمن فيهم مسئولو اتحاد الكرة الذين بايعوا شحاتة في الاستمرار دون النظر الي الاجابة الضائعة منذ5 أعوام. اللاعب الدولي له مواصفات.. أبرزها الاحتكاك المبكر بالكرة الافريقية والعالمية من خلال اللعب مع المنتخبات الوطنية بمختلف مراحلها السنية قبل الانتقال الي المنتخب الاول... وكذلك امتلاك روح البطولة وتحقيق الانجاز وهو طموح يحقق معادلة تفوق حسن شحاتة بمنتخبه طوال الأعوام الستة الماضية. حينما اعتمد علي مجموعة لاعبين90% منهم خاضوا اكثر من50 مباراة دولية برفقة منتخبات الشباب والناشئين وحققوا انجازات مبكرة صنعت بداخلهم ارادة احراز الألقاب.. وهو جيل ضم مزيجا بين فئة أبطال الميدالية البرونزية والمركز الثالث في كأس العالم تحت20 عاما في الارجنتين عام2001... وفئة أبطال القارة الفائزين بلقب كأس الأمم الافريقية للشباب عام...2003 بل كان رموز الخبرة في منتخب شحاتة لاعبين يملكون سجلا حافلا من الانجازات وتحديدا احمد حسن وعصام الحضري قائدا المنتخب الوطني في الأعوام الستة الاخيرة وكلاهما قاد المنتخب الاوليمبي لاحراز ذهبية دورة الالعاب الافريقية عام1995 وكان ضمن المنتخب الفائز بلقب كأس الامم الافريقية ببوركينافاسو عام98. والسؤال الذي يبحث عن اجابة من أين يأتي حسن شحاتة بالوجوه؟ وهل هذا السؤال يعتبر محنة المستقبل ممثلة في عدم افراز المنتخبات الصغيرة لاعبين يمكنهم تسلم الراية بعد الجيل الحالي لاعبون لم يحرزوا يوما بطولة في الأعوام الخمسة الماضية سطروا انكسارات بالجملة. المنتخب الاوليمبي الذي ظهر علي الساحة بين عامي2005 و2007 وفشل في الصعود الي دورة الالعاب الاوليمبية الماضية في بكين عام..2008 هو أول المنتخبات التي فشلت في تقديم لاعب دولي لحسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني رغم احتوائه عددا من اللاعبين اصحاب الأسماء الرنانة محليا. هو منتخب تولي تدريبه البرتغالي نيلو فينجادا وعجز عن بلوغ الدور الاخير من التصفيات الافريقية وسقط مبكرا. وبالنظر الي هذا الجيل نجد مأساة حقيقية لافراده واجبار حسن شحاتة المدير الفني في عدم الاستعانة بافراده. ففي حراسة المرمي نجد ان امير توفيق الحارس الاساسي لهذا المنتخب يلعب علي دوري القسم الثاني برفقة فريق المصرية للاتصالات منذ الموسم الماضي.. وغاب عن أجواء الدوري الممتاز منذ صيف عام2009 ولم يظهر في الدوري الممتاز سوي موسمين برفقة اسمنت السويس والمصرية للاتصالات وهبط مع كلا منهما الي القسم الثاني. وفي خط الدفاع نجد أن الثنائي الاساسي في الفريق يلعبان كبدلاء محليا الآن وهما كريم ذكري قائد المنتخب الاوليمبي والبديل في فريق بتروجت ومن قبله ظل لموسمين كاملين بديلا في الزمالك.. نفس الحال بالنسبة الي عبداللاه جلال المدافع البديل في المقاولون العرب ومن قبله الاتحاد السكندري.. وفي الجانب الايمن يبرز اسم احمد غانم سلطان لاعب الزمالك الذي يعد من أصحاب المستوي المتذبذب ويمثل نقطة ضعف للفريق الابيض.. وبالنظر الي خط الوسط الذي اعتمد عليه نيلو فينجادا أساسيا نجد عناصر إما من اصحاب المستوي المتذبذب أو البعيدة عن الصورة طوال الموسمين الماضيين. مثل احمد مجدي لاعب المصري البورسعيدي ومن قبله الزمالك وعمرو الحلواني لاعب انبي حاليا والذي ظل ل3 اعوام متتالية محترفا في اندية بدوري الدرجة الثانية اليوناني وليس الدوري الممتاز هناك.. وعبدالله السعيد صانع العاب الاسماعيلي وهو لاعب كثير الاصابات واخيرا يأتي الاسم الابرز في هذا الجيل محمود عبدالرازق شيكابالا صانع الألعاب الزمالك وهو لاعب لم يحقق انجازا واحدا رغم موهبته الضخمة مع المنتخبات الوطنية بمختلف اعمارها السنية بين عامي2003 2007 وكذلك لم يقدم الزمالك لبطولة كبري علي مدار4 مواسم متتالية أثار خلالها خلافات ضخمة مع كل المديرين الفنيين المتعاقبين علي تدريب الفريق حتي عندما منحه حسن شحاتة الفرصة بالوجود مع المنتخب الوطني الفائز بكأس الامم الافريقية الاخيرة في انجولا فشل اللاعب في استغلال الفرصة واعتمد علي اللعب الفردي لطبيعته المزاجية واهمل تعليمات مديره الفني في لقاء موزمبيق فعاد الي مقاع البدلاء حتي نهاية البطولة القارية وهو لاعب موهوب لكن يصعب الاعتماد والرهان عليه كقائد للوسط أو للفريق الذي يبحث عن البطولات. في المقابل لم يكن هناك وجود ملموس للاعبي هذا الجيل سوي حسام عاشور24 عاما محور ارتكاز الاهلي وأفضل لاعبي الوسط في مركزه.. وهو خارج حسابات حسن شحاتة لثقة الاخير في حسني عبدربه وحسام غالي واحمد فتحي ومن قبلهم محمد شوقي في اللعب بهذا المركز وتحفظ حسن شحاتة علي أداء عاشور الدفاعي وأكد مرات عديدة ان خروج اللاعب من حساباته يتمثل في عدم اجادته تنفيذ الدور الهجومي وهي رؤية فنية. في حين ضم المدير الفني بشكل زمني كبير ثنائي فقط من جيل المنتخب الاوليمبي وكلاهما كان يلعب دور البديل ولم يقدم أوراق اعتماده عندما حاز ثقة المشاركة بصفة اساسية وهما أحمد سمير فرج ظهير ايسر الاسماعيلي بين عام2008 2009 ومحمد عبدالشافي ظهير ايسر الزمالك بين عام2009 2012 وكلاهما لا يملك القدرة الدخول في لعبة الاحلال وحجز مقعد سيد معوض في التشكيل الاساسي. جيل آخر من الاجيال فشل تحت مظلة اتحاد الكرة في الدخول للمنتخب الاول والحصول علي ثقة حسن شحاتة المدير الفني وهو جيل مواليد عامي1988,1987 والذي يوجد منه لاعبون في المنتخب سوي احمد المحمدي المحترف حاليا في سندرلاند الانجليزي وهو لاعب دولي منذ عام2007 والسبب في ذلك تألقه محليا مع انبي نتحدث عن جيل منتخب الشباب الذي خرج من الدور الأول لكأس الامم الافريقية للشباب تحت20 عاما نسخة2007... وهو الجيل الذي كان يتولي تدريبه اسماعيل يوسف وودع البطولة القارية من الدور الاول بعد تعادل مع الكاميرون1/1 والفوز علي نيجيريا1 صفر والخسارة من زامبيا صفر3 بالرأفة. وهو جيل كما اشرنا لم يقدم سوي لاعب وحيد للمنتخب الأول هو أحمد المحمدي الذي ظهر صغيرا وتألق بعيدا عن المنتخب سواء مع غزل المحلة أو انبي من بعده.. وبالنظر الي اعضاء هذا الجيل نجد ان أهدافه الاول والكابتن ايضا هو شريف أشرف مهاجم الجونة الحالي واللاعب الذي فشل في حصد مكان اساسي في الزمالك علي مدار3 مواسم متتالية ولم يسجل اكثر من12 هدفا.. والآن هو لاعب في الجونة وتصنيفه ثالث المهاجمين بعد جمال حمزة واحمد حسن دروجبا ولم يسجل هدفا للجونة في الاسابيع الثمانية الاولي للدوري الممتاز هذا الموسم. وحدث ولا حرج عن باقي عناصره ممن فشلوا في اللعب مع فرق القمة مثل شريف اشرف.. فهناك احمد عادل عبدالمنعم حارس مرمي الاهلي الثالث بعد شريف اكرامي ومحمود ابوالسعود وهو الحارس الذي فشل في الحفاظ علي فرصة اللعب اساسيا في الموسم الماضي رغم حصوله علي فرصة كاملة وكانت أخطاؤه في تراجع ترتيبه وهناك زميل له يجلس علي الدكة وهو محمد سمير قلب الدفاع علي مدار3 مواسم ورحل عن الاهلي بسبب عدم تقديم أوراق اعتمادهم ايضا عبدالله فاروق ومصطفي شبيطة.. واللذان يلعبان حاليا مع الشرطة ووادي دجلة وهناك احمد مصطفي شمامة صانع الالعاب الاساسي لاسماعيل يوسف.. ثالث الاجيال التي يصعب الرهان عليها هو جيل المنتخب الاوليمبي حاليا والذي مثل مصر كمنتخب للشباب من مواليد عام1989 وهو الجيل الذي نال كل الفرص علي مدار عامين وكانت نتائجه مخجلة في نفس الوقت. وبلغة الارقام نجد ان منتخب الشباب المنتهي صلاحيته في اكتوبر2009 هو المنتخب الذي ودع منافسات الدور الاول لكأس الامم الافريقية للشباب في رواندا مطلع العام الماضي.. وعجز عن بلوغ المربع الذهبي بل كان صعوده الي النهائيات صعبا للغاية بنتيجة4 3 مجموع لقاءيه مع زامبيا ذهاب واياب في التصفيات. وحاز المنتخب فرصة خوض نهائيات كأس العالم تحت20 عاما في القاهرة بين الملايين من الجماهير.. لكنه واصل الاخفاق وودع البطولة من دور الستة عشر بعد الخسارة من كوستاريكا بهدفين مقابل لاشيء. ومحصلة نتائجه في المونديال لا تتجاوز50% حيث خاض4 مباريات فاز فيها بمباراتين وخسر مثلهما في المقابل.. وبات هو الان يمثل المنتخب الاوليمبي الذي يستعد لخوض التصفيات الافريقية المؤهلة الي نهئيات دورة الالعاب الاوليمبية المقبلة في لندن والمقرر لها صيف عام.2012