قبيل انطلاقة الجولة الثانية من مباحثات «جنيف 2» اليوم بين الاطراف السورية المعنية بوساطة المبعوث الاممى للامم المتحدة، أكد ميخائيل بوجدانوف المبعوث الشخصى للرئيس فلاديمير بوتين الى الشرق الاوسط فى تصريحاته ل «الأهرام»، ان المباحثات المرتقبة مدعوة الى حسم الكثير من النقاط الخلافية للتوصل الى قرار سريع لوقف اطلاق النار والتحول إلى التهدئة سبيلا لتقرير المهام الأنية وانقاذ ما يمكن انقاذه. كما أكد بوجدانوف المسئول ايضا عن ملف البلدان العربية ومنطقة الشرق الاوسط فى اطار صلاحيات منصبه كنائب لوزير الخارجية أهمية استمرار هذه المباحثات بمشاركة بناءة من جانب لكل الاطراف الدولية التى خص بالذكر منها الى جانب الراعيين الرئيسيين روسيا والولايات المتحدة، وكذلك الاممالمتحدة كلا من ايران والمملكة العربية السعودية وتركيا انطلاقا من اعلان جنيف الصادر فى 30 يونيو 2012. وفيما استعرض بعضا من مداولات اللقاءات الاخيرة على هامش اجتماعات الجولة الاولي، ومباحثات وفد الائتلاف الوطنى السورى فى موسكو برئاسة احمد الجربا، اعرب بوجدانوف عن ارتياح موسكو لنتائج هذه المباحثات، مشيرا الى ان مشاركة هذا الوفد فى المباحثات، وزيارته موسكو بادرة طيبة لا بد ان تتبعها جهود حثيثة لاستمالة بقية اطراف المعارضة السورية فى الداخل والخارج ومنها هيئة التنسيق الوطنية وكذلك حزب الاتحاد الكردستانى وغيرهما من الفصائل الوطنية المعارضة، سعيا وراء التوصل الى حلول سلمية عاجلة للنزاع الدموي. وقال بوجدانوف بضرورة سرعة الاتفاق حول التهدئة ووقف اطلاق النار من اجل تحقيق عدد من الاهداف العاجلة وفى مقدمتها ايصال المعونات الانسانية للمحاصرين فى عدد من المناطق السورية، والافراج عن المعتقلين والمختطفين لدى الطرفين المتباحثين، اى لدى الحكومة السورية والمعارضة.واذ اكد بوجدانوف ضرورة الالتزام ببيان «جنيف 1»، وكذلك القرار الصادر عن الاممالمتحدة تحت رقم 2118، قال بامكانية النظر فى كل المطالب المطروحة بعيدا عن الانتقائية ودون شروط مسبقة، بما فى ذلك تشكيل هيئة الحكم الانتقالية. وتعليقا على ربط هذه المسألة من جانب اطراف وفد الائتلاف الوطنى السورى بضرورة رحيل الرئيس السورى بشار الأسد، اعرب المسئول الروسى عن دهشته ازاء الإصرار على مثل هذا الطلب فى توقيت لا تستطيع فصائل المعارضة فيه الاتحاد فيما بينها، مشيرا الى ان وفد الائتلاف الوطنى لا يمثل كل اطياف المعارضة السورية، وإن سارع ليؤكد ان ذلك متروك فقط للاطراف السورية لمناقشته دون اى تدخل خارجى. وعاد بوجدانوف ليؤكد ما سبق وقالته موسكو اكثر من مرة "ان روسيا لا يمكن ان تتدخل فى مثل هذه الامور". اما عن مشاركة ايران والسعودية فقال بوجدانوف ان موسكو سبق أن طالبت اكثر من مرة بتدخل كل اللاعبين الرئيسيين الخارجيين وفى مقدمتهم ايران والسعودية، انطلاقا من اعلان «جنيف 1» وبما يمكن معه وقف امدادات الاسلحة الى المقاتلين والحد من نشاط المنظمات الارهابية فى سوريا مثل «جبهة النصرة» و«داعش» و«الدولة الاسلامية فى الشام والعراق». وكان بوجدانوف اشار فى حديث سابق تعليقا على ضرورة مشاركة ايران الى أن الحديث يدور عن دولة اقليمية كبرى لها تأثير على سير الأحداث فى سورية وما حولها.. ونحن نأخذ بالاعتبار العلاقة الخاصة بين طهران ودمشق لجهة مشاركة الايرانيين بالمؤتمر. وفيما كانت المباحثات الاخيرة فى موسكو بين سيرجى لافروف ووفد الائتلاف الوطنى السورى تطرقت الى هذه المسألة، فقد اشار بدر جاموس الأمين العام لهذا الائتلاف فى اعقاب تلك المباحثات الى امكان تغيير تشكيلة الوفد السورى وضم آخرين. كما قال ان الائتلاف الوطنى السورى لا يعارض مشاركة ايران فى مؤتمر «جنيف 2» شريطة ان تعترف طهران بالثورة فى سوريا وبنتائج «جنيف 1» وتقبل باقامة هيئة انتقالية الى جانب سحب مقاتليها و"حزب الله" من الاراضى السورية. على ان المهمة الرئيسية التى قال بوجدانوف انها تطرح نفسها فى صدارة المشهد الراهن تظل تتمثل فى ضرورة سرعة وقف اطلاق النار. واكد المسئول الروسى "ان مهمة وقف العنف فى البلاد باتت أكثر إلحاحاً من حل المشاكل الإنسانية التى تصر عليها البلدان الأخرى. واضاف قوله ان الكثير من شركائنا يركزون على الوضع الإنساني، ونحن نوافقهم الرأي، أنه يجب تقديم المساعدات والأدوية والمواد الأولية والغذائية.. طبعا يجب تقديم المساعدات الإنسانية لهؤلاء الناس.. لكن قبل كل شيء يجب طرح سؤال: الى من يمكن تقديم هذه المساعدات اذا كان الإنسان يُقتل اليوم.. غدا لن يحتاج إلى أدوية اذا قتل اليوم. وعاد بوجدانوف ليعرب عن ارتياحه تجاه وقف دعم المقاتلين على اعتبار انه أهم خطوة على طريق وقف المواجهة المسلحة والانتقال الى العملية السياسية والحوار. اما عن ادارة الحوار وسبل الارتقاء به الى ما يمكن معه تسريع التوصل الى حلول عاجلة للمهام الآنية فقد قال بوجدانوف باهمية اولوية تشكيل لجان العمل بما يمكن معه ممارسة نشاطها على التوازى، وهو امر يمكن الاستفادة منه لدى تحقيق اى نجاح فى اى من مجالات البحث، بما يمكن ان ينعكس معه على تطور المباحثات فى قطاعات اخرى، وإن قال بضرورة التركيز على وقف اطلاق النار والتوصل الى اتفاق حول التهدئة والحفاظ على مؤسسات الدولة ومكافحة الارهاب بالدرجة الاولى.