أعلن الرئيس فلاديمير بوتين ضرورة التوصل إلي حل للأزمة السورية بوصفها احد أهم أهداف سياساته في عام2014 في الوقت الذي عاد فيه وزير خارجيته سيرجي لافروف ليؤكد ضرورة وأهمية مشاركة كل من ايران والمملكة العربية السعودية في مؤتمر جنيف 2 المقرر افتتاحه في22 يناير الحالي. وأوضح لافروف ايضا ضرورة مشاركة كل اطياف المعارضة السورية داخليا وخارجيا, مشيرا الي ان مماطلة بعض فصائل المعارضة وفي مقدمتها الائتلاف الوطني, فيالانضمام اليهذا المؤتمر' غير منطقية', وهو الموقف الذي عزاه الي مواقف دول بعينها تواصل دعم وتمويل هذه الفصائل. حول هذه الموضوعات وغيرها دارت المباحثات في موسكو ثنائية تارة, بين الوزير الروسي لافروف وكل من نظيريه الايراني محمد جواد ظريف, والسوري وليد المعلم, وثلاثية تارة أخري جمعت الوزراء الثلاثة, مثلما حدث يوم الخميس الماضي في موسكو في اعقاب وصول الوزيرين ظريف والمعلم علي متن طائرة واحدة من دمشق.وكانت موسكو قد استهلت مباحثاتها مع الوزير الايراني بإعلان عدم صحة ما يقال بشأن وجود خطة ثلاثية تجمع روسيا مع كل من ايرانوسوريا حول تسوية الازمة السورية, فيما اعلن لافروف ان ثوابت الموقف الروسي تظل شأنها في السابق تتلخص في ضرورة بحث السبل الرامية الي تسوية الازمة السورية استنادا الي بيان جنيف الصادر في30 يونيو2012, وقرار الاممالمتحدة رقم2118 وكذلك بيان قمة الثماني الكبار في يونيو من العام الماضي حول ضرورة تضافر كل الجهود من اجل مكافحة الارهاب في سوريا, الي جانب الالتزام بوحدة اراضي واستقلال سوريا وضمان حقوق كل الطوائف الاثنية والعرقية والدينية والاقليات هناك بعيدا عن تدخل اي قوي خارجية. واعرب الوزير الروسي عن دهشته ازاء طرح البعض لما وصفه بالشروط الاضافية لمشاركة ايران في هذا المؤتمر, مشيرا الي ان القبول بالبيان الصادر عن مؤتمر جنيف 1 في30 يونيو عام2012, ضروري لجميع المشاركين في المؤتمر, كما أنه يشكل أساس المؤتمر الجديد. وقال لافروف ان الموافقة علي الدعوة إليه تعنيتلقائيا القبول ببيان جنيف نفسه. وإذ كشف نظيره الايراني عن اتفاقه معه حول هذا الرأي قال ان طهران لن تقبل بأية ظروف خاصة, لم تفرض علي المشاركين الآخرين في المؤتمر, معيدا الي الأذهان انها سبق ورحبت بالاتفاقيات التي تم التوصل اليها في مؤتمر جنيف 1. وكانت وزارة الخارجية الروسية استبقت وصول الوزيرين ظريف والمعلم ببيان أكدت فيه ضرورة مشاركة كل القوي الدولية والاقليمية المؤثرة علي الاحداث في سوريا في مؤتمر جنيف 2 المقرر افتتاح اعماله في مونترو السويسرية, في اشارة غير مباشرة الي كل من ايران والمملكة العربية السعودية. واضاف البيان ان التعاون الروسي الإيراني يمكن ان يؤثر إيجابا علي الوضع العام في منطقة الشرق الأوسط, من أجل توفير شروط إضافية لضمان الاستقرار, فيما اشار الي أن موقف روسياوإيران من الأزمة السورية يتطابق في العديد من النقاط, ولاسيما ما يتعلق بعدم وجود بديل للتسوية السلمية في سوريا, والتي يمهد لها مؤتمر جنيف 2, استنادا الي بيان جنيف الصادر في30 يونيو عام.2012 ولم يغفل بيان الخارجية الروسية ابعاد العلاقة الجدلية بين اعلان جنيف والاتفاق حول تسوية الوضع حول البرنامج النووي الإيراني. وحول مشاركة إيران في جنيف 2 قال بان كي مون الامين العام للامم المتحدة انها لا تزال موضع بحث, مؤكدا ضرورة ذلك, وعزمه علي مواصلة العمل من اجل توفير الاجماع من جانب كل الاطراف المعنية حول هذه المسألة. من جانبه اعلن الكسندر لوكاشيفيتش الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية عن موقف بلاده المؤيد لمشاركة ممثلي المعارضة السورية ولمراعاة مصالحها, مشيرا الي ان عدم وضوح مسألة قدوم وفد المعارضة إلي المحادثات في مونترو يشكل الآن العقبة الأساسية علي طريق انطلاق اعمال هذا مؤتمر جنيف 2. وفيما استبق الرئيس بوتين موعد انعقاد جنيف 2 باعلانه عن اعتبار روسيا لحل الازمة السورية واحدا من أهم أهداف العام الجاري, حدد وزير خارجيته لافروف اهم النقاط التي يمكن ان تساعد علي تنفيذ ذلك من خلال تركيز المجتمع الدولي أكثر علي ضرورة توصل طرفي النزاع السوري علي تحقيق التهدئة, وبما يسمح بفتح المزيد من الممرات الانسانية الي المناطق المحاصرة, واعداد صفقة تبادل الاسري والمعتقلين بما يكفل افضل الاجواء لانطلاق المفاوضات في جنيف 2. وعلي نحو يشي بانه نتاج اتفاق مسبق, اعلن وليد المعلم وزير الخارجية السورية خلال زيارته الاخيرة لموسكو انه سلم لافروف مشروعا للترتيبات الامنية في حلب ينص علي وقف اطلاق النار الي جانب عرضه لاتخاذ موقف مماثل في مدن اخري فضلا عن استعداد دمشق لتامين وصول المساعدات الانسانية وتبادل معتقلين في السجون السورية, مقابل مختطفين لدي المقاتلين من فصائل المعارضة. وقال المعلم صراحة: نريد من جنيف 2 تأمين الحلول السياسية للأزمة في سوريا, بما يلبي تطلعات الشعب السوري وفي مقدمتها مكافحة الارهاب. ولعل النقطة الاخيرة تحديدا تأتي مواكبة لما تشنه موسكو الرسمية من حملات لوأد تحركات الفصائل الارهابية والتي منها ما يظل علي تواصل مع عناصر إرهابية داخل الارض الروسية, خاصة في شمال القوقاز, ومنها من اوفد ممثليه للقتال الي جانب جبهة النصرة ومثيلاتها التابعة ل القاعدة في سوريا. وفي اشارة لاتخلو من مغزي اعلن الوزير الروسي لافروف حول عدم مسئولية الحكومة السورية عن استخدام الاسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية في23 اغسطس الماضي والتي كان الرئيس الأمريكي باراك اوباما اتخذها ذريعة للتلويح بقصف سوريا في العام الماضي. ومن نفس المنظور كشف لافروف عن وجود من يحاول اليوم البحث عن ذريعة مماثلة لتكرار تهديدات الأمس القريبة. وضرب مثالا علي ذلك بما يقال حول مسئولية دمشق تجاه عدم وصول الامدادات الانسانية لبعض المناطق المنكوبة من اجل استحداث ذريعة للتدخل العسكري وعرقلة عقد مؤتمر جنيف 2. وفضح الوزير الروسي كذلك ما تقوم به الفصائل المسلحة من عنف وعمليات اعدام جماعية لمدنيين وصحفيين واسري فيما كشف عن مسئولية مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام تجاه ارتكاب مثل هذه الجرائم.