في تنسيق مشترك بين المخابرات العامة والمخابرات الحربية والأمن القومي كشفت نيابة أمن الدولة العليا تحت اشراف النائب العام المستشار هشام بركات وقائع التخابر في القضية رقم 177 لسنة 2013 والمتهم فيها كل من عودة طلب إبراهيم، وسلامة حامد فرحان بالتخابر لمصلحة إسرائيل وعلي مدي سبع سنوات متتالية، رصدت أجهزة الأمن المصرية، وقائع الاتصالات التي تمت بين المتهمين وعناصر استخباراتية إسرائيلية، في قضية التجسس الكبري لمصلحة إسرائيل، حتي تم إلقاء القبض عليهم، بالتكليفات الصادرة لهم لتنفيذ مهمتهم. وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا تحت إشراف المستشار هشام بركات النائب العام عن أن المتهمين قاموا خلال فترة تجنيدهم بمد الجانب الإسرائيلي بالمعلومات المطلوبة منهم، عبر اتصالات هاتفية، لاستخدامها في ضرب الأمن القومي المصري، وتحديد مواقع بعض الأنفاق لتسهيل أعمال التهريب من خلالها، فضلا عن توصيل معلومات محددة لبعض العناصر الجهادية والإرهابية داخل سيناء، معتمدين علي شبكة الاتصالات الإسرائيلية الحديثة «أورانج» التي تغطي منطقة الحدود في رفح. «الأهرام» تنشر اليوم وقائع القضية من خلال متابعات وتحقيقات الأجهزة الأمنية، وتواصل غدا نشر اعترافات المتهمين في القضية.
كشفت التحقيقات والمراقبات عن أن المتهم عودة طلب إبراهيم الذي قد ظهرت عليه مظاهر الثراء خلال عام 2012 من جراء تعاونه مع المخابرات الإسرائيلية نتيجة للعائد المادي الذي يحصل عليه مقابل امدادهم بالمعلومات المكلف بتجميعها وأن الشخص الذي قام بتجنيده لصالح إسرائيل هو والد زوجته المدعو عبد الله سليم الرقيبة وشهرته أبو عزيرة والمقيم بمنطقة أفاكيم بإسرائيل والهارب من البلاد منذ عام 1987 لاتهامه بتجنيد أحد المصريين لصالح المخابرات الإسرائيلية وصدر ضده حكم بالسجن 10 سنوات غيابيا. والمتهم عودة طلب من مواليد 31/ 8/ 1982 شمال سيناء وكان يعمل حدادا ومتزوج ومقيم بمربع رقيعة جوز أبو رعد برفح سيناء وقد تم القبض علي المتهم في 11/ 4/ 2013 بمعرفة قوة من قسم شرطة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء أثناء استقلاله سيارة ربع نقل (بيك أب) بدون لوحات أو مستندات وبرفقته كل من محمد مصلح إبراهيم وبحوزته «نبات البانجو» بغرض التعاطي، وخالد مسلم سلامة. وتبين من خلال التحريات والمناقشات أن المتهم عوده طلب يتعاون مع المخابرات الإسرائيلية ويمدهم بمعلومات عن الأجهزة الأمنية المصرية الموجودة برفح سيناء مقابل مبالغ مالية. وكشفت تحريات المخابرات العامة، وهيئة الأمن القومي أن المتهم بدأ التعامل مع المخابرات الإسرائيلية في سبتمبر 2009 من خلال امداد عناصر من جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلي (جهاز الأمان) وحتي 11/ 4/ 2013 بمعلومات عن الأوضاع الأمنية في سيناء وأوضاع القوات وانتشارها بالمنطقة وأماكن ومقار الأجهزة الأمنية المصرية برفح سيناء ومعلومات عن العناصر الجهادية بسيناء، وعن العناصر القائمة علي الاتفاق، وكذلك المتسللون وتجميع رأي عام عن الأحداث والأوضاع بشمال سيناء وتحديد أماكن الكمائن الأمنية للقوات المصرية مقابل مبالغ مالية بما يضر بالأمن القومي المصري والتأثير السلبي علي أمن وسلامة البلاد والجهات المصرية والقوات المسلحة المصرية. كما كشفت التحقيقات أن المتهم عودة مد عناصر المخابرات العسكرية الإسرائيلية بالمعلومات عن طريق الاتصالات التليفونية من تليفون محمول به شريحة خط «أورانج» إسرائيلي ومن خلال تسلله للطرف الأخر وبترتيب من قبل عناصر المخابرات الإسرائيلية لمقابلته وتسلم المعلومات منه ومناقشته فيها وتكليفه بتجميع معلومات أخري وقد تمت هذه المقابلات بأحد المقار التابعة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية بمنطقة «بئر سبع». وكان المتهم قد تلقي اتصالا تليفونيا من رقم «545535466» (شبكة اورانج الإسرائيلية) خلال شهر سبتمبر 2009 الأسبوع الأخير من شهر رمضان من والد زوجته عبد الله سليم أبو عزيزة المتهم الهارب والمقيم بإسرائيل الآن لعرض فرصة عمل عليه من والد زوجته في مجال جمع المعلومات عن سيناء لصالح المخابرات الإسرائيلية مقابل عائد مالي كبير فوافق المتهم علي ذلك. وبعد اسبوع عاود المتهم الهارب والد زوجته الاتصال بالمتهم عودة طلب من نفس الرقم وكان هذا اليوم هو ثاني أيام عبد الفطر 2009 وخلال هذا الاتصال عرفه بعنصر المخابرات الإسرائيلية والذي تحدث معه وعرفه بنفسه بأنه يدعي «أبو أكرم» من الأمن الإسرائيلي وعرض علي عوده طلب التعاون معه في مجال تجميع المعلومات عن سيناء مقابل مكافآت ماليه ووافق علي ذلك فقام بتكليفه بتجميع معلومات عن العناصر التي تعمل في مجال تجارة وتهريب السلاح والذخيرة بسيناء وتهريب الأفارقة ومعلومات عن العناصر الفلسطينية بالمنطقة الحدودية برفح. وقد كشفت تحريات المخابرات العامة وهيئة الأمن القومي أن عنصر المخابرات الذي يستخدم اسما حركيا (أبو اكرم) اسمه الحقيقي هو الإسرائيلي »داني عوفا ديا« وهو من العناصر التابعة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية (جهاز الأمان).
نشاط البدو برفح كما كشفت التحقيقات عن أن المتهم عودة قد اتصل بضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أبو اكرم) خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر 9002 وأمده بمعلومات عن الأوضاع الأمنية والمعيشية للبدو بالمنطقة الحدودية برفح ونشاط العناصر البدوية بالمنطقة الحدودية في مجال تهريب الأسلحة والاتجار فيها واخطره باسماء ومعلومات عن العناصر النشطة في مجال تهريب الأفارقة وذكر له خمسة أشخاص وهم صالح أبوالحسن المنيعي وحمدان أبوعيد المنيعي وسامح أبوصنية وموسي أبوالشاي ومحمد أبوعطية أبو عرار. وبعد قيامه بامداد العنصر الإسرائيلي بهذه المعلومات تلقي المتهم اتصالا هاتفيا من والد زوجته وأبلغه الأخير ان ضابط المخابرات «أبو اكرم» صرف له مكافأة قيمتها 0057 دولارا مقابل هذه المعلومات التي أدلي بها وطلب منه استلام المبلغ من شخص بدوي يدعي أحمد المنيعي وحدد له توقيت مقابلته بميدان الماسورة بمدينة رفح وقد تسلم المتهم المبلغ في الموعدد المحدد. وقد كشفت تحريات المخابرات العامة وهيئة الأمن القومي عن أن المدعو أحمد المنيعي اسمه أحمد سلامة عبدالله وهبة سليم المنيعي مواليد 81 سبتمبر 9891، ومقيم بمنطقة المصرية برفح ويعمل صرافا وتاجرا للعملة وفي مجال التهريب وينتمي للعناصر الجهادية وسبق له الاشتراك في عمليات اقتحام أقسام الشرطة بالعريش والشيخ زويد وهو علي علاقة وطيدة بالمتهم الهارب عبدالله سليم والد زوجة المتهم عودة.
من أبو اكرم لأبومنير في الأول من يناير 2102 اتصل عبدالله سليم بالمتهم عودة وعرفه بضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية الجديد كبديل للمدعو (أبو اكرم) وبعد أن تعرف به طلب منه المزيد من الجهد في مجال تجميع المعلومات لصالح المخابرات الإسرائيلية ووافق عودة علي ذلك مقابل زيادة العائد المادي. وهنا كشفت تحريات المخابرات العامة وهيئة الأمن القومي أن عنصر المخابرات الإسرائيلي الذي يستخدم اسما حركيا (أبو منير) اسمه الحقيقي »أهارون دانون« وهو عنصر تابع للمخابرات العسكرية الإسرائيلية (جهاز الأمان). وظلت الاتصالات بين المتهم عودة وعنصر المخابرات العسكرية الإسرائيلية خلال شهري فبراير ومارس 2102 علي نفس الأرقام وتدور جميعها عن الاستفسار عن الأوضاع الأمنية والانفلات الأمني بسيناء وفي المنطقة الحدودية. ومع نهاية شهر مارس تلقي المتهم عودة اتصالا من أبومنير ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية وكان هذا الاتصال من تليفون آخر خط أرضي خاص بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية من مقرهم ببئر سبع بإسرائيل وكلفه بالتعرف علي شخص من البدو من قبيلة السواركه ويدعي أحمد أبوداود يعمل في مجال تهريب الأسلحة عبر الانفاق لقطاع غزة وقال لهم المتهم انه يعرفه ويتردد عليه. وفي الثاني من مايو 2102 اتصل عنصر المخابرات الإسرائيلية بالمتهم عودة وكلفه بالتسلل إلي الأراضي الإسرائيلية للقاء به هناك وطلب عودة تحديد شخص لمرافقته وافاده أبومنير باختيار شخص مناسب له، وفي 6 مايو اتصل المتهم عودة من تليفونه بعنصر المخابرات الإسرائيلي أبومنير وأبلغه بانه موافق علي التسلل لإسرائيل وبترتيب من المخابرات الإسرائيلية علي أن يرافقه صديقه سلامة أبوجراد وهنا قال له أبومنير انه يعرفه ويتعاون معهم ولديهم ملف عنه ووفقه علي ذلك وكلفه بشراء شريحة أورانج جديدة، وأن يخطره برقمها ليقوم أحد الأشخاص ويدعي أبوعبدالله بالاتصال به أثناء وجود المدعو عودة وسلامة بالسيارة الخاصة بسلامة أبوجراد بمنطقة مرتفعة بجوار خط الحدود، وهناك تلقي عودة في حضور سلامة اتصالا من عنصر المخابرات الإسرائيلية أبومنير وأبلغهما أن أبوعبدالله سيتصل بهما وعليهما الالتزام بتعليماته، وأكد عليهما باستخدام أسماء كودية أثناء تسللهما، وقد طلب عودة اسمه الكودي «أبوإسماعيل»، أما سلامة أبوجراد فاسمه الكودي «أبوفايز».
48 ساعة في دار المخابرات الإسرائيلية وفي 8 مايو اتصل المدعو عبدالله من الجانب الإسرائيلي بعودة وبرفقته سلامة وكلفهما بالتوجه الي منطقة أم قطف ورتب لهما التعرف علي دليل بدوي يدعي أبو أحمد الخزامي الذي اصطحبهما ليلا الي الجانب الآخر، وعقب وصولهما ارسل لهما أبومنير سيارة تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي التي اصطحبهما الي أحد مقار المخابرات العسكرية الإسرائيلية بمنطقة بئر سبع، وقد استمرا بداخلها حتي عودتهما مساء يوم 10 مايو ولمدة 48 ساعة. وبعد مضي 40 يوما اتصل المتهم عودة بعنصر المخابرات الإسرائيلي أبو منير وحدثت مشادة كلامية بينهما بسبب طلب عودة مبالغ مالية فقال له ضابط المخابرات الإسرائيلي انه سبق له أن تسلم مبلغ 2000 دولار خلال لقائهما في مايو بإسرائيل. وقد كشفت تحريات المخابرات العامة وهيئة الأمن القومي إن الاتصالات المتبادلة بين عودة وعناصر المخابرات العسكرية الإسرائيلية جميعها تتم في وجود المدعو سلامة أبوجراد، حيث يقومان بالحديث مع ضابط المخابرات الإسرائيلي عبر سماعة التليفون وهي مفتوحة، وتلاحظ وجود عنصر تابع للمخابرات العسكرية الإسرائيلي جديد بدلا من العنصر السابق بيومين ويتعامل معهما باسم أبورائد ويتحدث من تليفون تابع للمخابرات العسكرية الإسرائيلية بمنطقة بئر سبع. كما كشفت المخابرات العامة المصرية وهيئة الأمن القومي أن عنصر المخابرات الإسرائيلي الجديد الذي يستخدم اسما حركيا «أبورائد» اسمه الحقيقي هو الإسرائيلي «دافيد يعقوب»، وهو عنصر تابع للمخابرات العسكرية الإسرائيلية (جهاز الأمان). وخلال شهر يونيو 2012 تلقي المدعو عودة وبصحبته سلامة أبوجراد اتصالا تليفونيا من عنصر المخابرات الإسرائيلية أبورائد وكلفهما بمحاولة التعرف علي بعض العاملين من البدو بالمنطقة الحدودية المسئولين عن عمليات تهريب الأسلحة لقطاع غزة وتجميع معلومات عنهم وهم (أبوعرار صالح المنيعي وموسي المنيعي، وشادي المنيعي وحمدان المنيعي وعبدالكريم المنيعي) كما كلفهما بالحصول علي معلومات عن المدرس أحمد من الطحاوية ومصلح خميس أبوجراد، وخرج أفرايج وعيد رمح وأفرج عايد أحمدان. وخلال شهر يوليو 2012 أتصل المتهم عودة بعنصر المخابرات الإسرائيلي أبورائد علي تليفونه وكان معه سلامة أبوجراد وتحدثا معا عبر سماعة التليفون مع عنصر المخابرات الإسرائيلي وأدلى له بمعلومات تفصيلية عن عناصر مصرية بدوية وهم المدعو أبوعرار وصالح أبو الحسن المنيعي وحمدان أبوعيد المنيعي وإبراهيم أبوسعيد المنيعي وكلفهما عنصر المخابرات الإسرائيلي بالحصول علي أرقام تليفوناتهم المحمولة التي يستخدمونها في ذلك الوقت. كما أدلي المتهمان بمعلومات تفصيلية عن الأوضاع الأمنية بسيناء، وعن أوضاع القوات الأمنية المصرية وانتشارها، وأماكن الأكمنة الأمنية وتقرير عن الرأي العام لدي القبائل بشأن الأحداث بسيناء والأوضاع بها. خلال شهر أغسطس اتصل ضابط المخابرات الإسرائيلي (أبورائد) بعودة وكان بصحبته سلامة وكلفهما باستلام ألف ومائة دولار لكل منهما من احد محال الملابس بشارع أسيوط بالعريش، ويقوم بتوصيل المبلغ لأحد أقاربهم وكلفني بشراء سيارة ربع نقل بألفي دولار لاستخدامها في تحركاتهما وتجميع المعلومات بمنطقة رفح سيناء، فقام عودة بشراء سيارة ميتسوبيشي، وكانت بيضاء اللون، ونصحه عنصر المخابرات الإسرائيلي بأن ثمن السيارة سبعة آلاف وسبعمائة دولار وأخبرهما الإسرائيلي بأنه سيدبر لهما المبلغ وسيرسله لهما، علي أن يقوم بشرائها بالتقسيط حتي لا تبدو عليه علامات الثراء. وخلال شهري أغسطس وسبتمبر 2012، استمرت الاتصالات التليفونية المتبادلة بين المدعو عودة وسلامة في جميع الاتصالات مع عنصر المخابرات العسكرية الإسرائيلية، عن تطورات الأوضاع الأمنية بسيناء، وكذلك وجود أماكن وتمركز القوات، في ذلك الوقت، ومعلومات عن الرأي العام عن الأوضاع بشمال سيناء وبيانات ومعلومات عن بعض العناصر البدوية وأبرزهم كل من سامح أبو صفية ومحمد عطية أبو عرار وسامح العطار وأبو علاء أبو سنجر وأحمد حمدان المنيعي. خلال النصف الأول من شهر أكتوبر 2012، اتصل عنصر المخابرات الإسرائيلي أبوراند بعودة وسلامة خمس اتصالات خلال أيام متتالية تضمنت تكليفات بإنهاء موضوع الصواريخ، وأنه علي استعداد دفع أي مبالغ مالية لإنهاء هذا الموضوع، وخلال تلك الفترة تردد المدعو عودة ومعه المدعو سلامة وبرفقتهم شخص بدوي ثالث علي منطقة الصالحية وعلي عزبة الشيخ سليم وعلي قرية المحسمة التابعة لمركز شرطة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية، وكان يبلغان عنصر المخابرات الإسرائيلية بأماكن ترددهما وذكرا أنهما قاما بتصوير المطلوب طرف شخص يدعي عويمر.
في المخابرات الإسرائيلية للمرة الثانية ومن جانبه، اتصل عنصر المخابرات الإسرائيلي أبو راند من تليفونه بالمدعو عودة ومعه المدعو سلامة، وذلك بتاريخ 19/10/2012 وأخطرهما بأنه سوف يقوم بترتيب تسللهما إلي إسرائيل بالطريقة السابقة نفسها لتسللهما عن طريق الدليل البدوي أبو أحمد العزامي لمقابلتهما بتاريخ 21/10/2012. تسلل المدعو عودة وبرفقته سلامة إلي الجانب الآخر بتاريخ 21/10/2012 عن طريق البدوي أحمد العزامي وأرسل لهما عنصر المخابرات الإسرائيلية سيارة تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي التي اصطحبتهما إلي أحد مقار المخابرات العسكرية الإسرائيلية بمنطقة بئر سبع، واستمر المذكوران بالجانب الآخر بإسرائيل حتي تاريخ 23/10/2012 حيث عادا من الجانب الآخر متسللين، وبالطريقة نفسها، ولكن عن طريق دليل آخر من عشيرة الجديرات. وقد كشفت تحريات المخابرات العامة وهيئة الأمن القومي عن أنه عقب عودة المدعو عودة من الجانب الآخر بتاريخ 23/10/2012 ومقابلته عناصر المخابرات الإسرائيلية، وبعد مرور نحو شهرين، ظهرت عليه مظاهر الثراء الفاحش التي لا تتناسب مع مصادر دخله المالي من عملة كحداد، ومن معالمها شراء سيارة هيونداي فيرنا مرخصة بأوراق رسمية وقيامه باستكمال بناء منزله، إلي جانب منح والده وأشقائه مبالغ مالية كبيرة. وسعي إلي تثقيف نفسه دينيا من خلال الإطلاع علي الكتب الدينية في مجال الفقه والسنة. وخلال عام 2004 تم رصد نشاط هذه العناصر وتم استهدافهم من خلال العديد من الحملات الأمنية وضبط العديد منهم ومعهم المتهم، وقد تم احتجازه لمدة 17 يوما وأخلي سبيله علي أن يتم وضعه تحت المتابعة الأمنية مما ولد له شعور بالخوف وأقام أشهرا بمنزل شقيقته سعدي بمنطقة الجورة بعد أن ترك منزله وهي متزوجة من ابن عمه سعد حماد فرحان. وفي أثناء وجوده بمنطقة الجورة تقابل مع بعض أصدقائه وهم خالد الكنجي نجل عم المدعو عودة طلب والمدعو حمود المنهي ومحمد سمارة المقيم بقرية المهدية واتفقوا علي التسلل إلي الجانب الإسرائيلي عبر الحدود الدولية للبحث عن فرصة عمل وقد وافقهم المتهم علي ذلك هربا من الملاحقات الأمنيةي. وفي أوائل عام 2005 قامت هذه المجموعة بالتسلل إلي الجانب الإسرائيلي عبر خط الحدود الدولية من منطقة البرن عبر وادي الأزارق ومعهم فلسطينيون وأفترقت المجموعة داخل الأراضي الفلسطينية ليلا، وفي الصباح تقابل المتهم والمدعو حمودة مع شخص عزامي يقود سيارة بأحد الطرق القريبة من خط الحدود، حيث اصطحبهم إلي منطقة تسمي «رمات حباب» وهي منطقة صناعية بالقرب من منطقة بئر سبع علي مسافة 2كم عقب علمه يتسللهم من أجل البحث عن فرصة عمل بإسرائيل. هناك قام العزامي بمساعدة المتهم والمدعو حمودة في ايجاد فرصة عمل، حيث عمل الأخير لدي شخص يدعي عطية الولايدة من عرب 48 في رعي الجمال نظير مبلغ 200 شيكل شهريا، كما عمل المتهم عند المدعو محمد الجرجاوي من عرب 48 في مخزن خردة خاصة لصهر الكوابل المسروقة من إسرائيل نظير مبلغ 100 شيكل في اليوم، ثم انتقل للعمل بورشة نجارة مملوكة للمدعو عامر الجرجاوي بنفس المنطقة، واستمر بها لمدة 8 أشهر مقابل 2000 شيكل شهريا. وفي هذه الفترة ونظرا لغياب المتهم عن اسرته وما تردد بين العناصر البدوية عن هروبه إلي إسرائيل هددت والدته بعض أصدقائه والعاملين في مجال تهريب الأفارقة والمخدرات عبر الحدود الشرقية وهم طلب سالمان المنيعى وأحمدعيد المنيعى وسلمان عودة المنيعى وطالبتهم بضرورة البحث عن نجلها من خلال أصدقائهم داخل إسرائيل وضرورة عودته إلي البلاد، وفي حالة عدم تنفيذ ذلك ستقوم بإبلاغ الأجهزة الأمنية بنشاطهم الإجرامي. وقد تمكنت هذه العناصر من تحديد منطقة المتهم واقناعه للعودة إلي البلاد أواخر عام 2005.
تهريب المخدرات في عام 2006 ومن خلال صداقة المتهم للمدعو محمد عبادة من قبيلة الرميلات عشيرة العوايشة وشهرته محمد الخوميني تطرق الحديث عن الفترة التي قضاها داخل إسرائيل حيث أقنعه الأخير بوجود أقارب له داخل إسرائيل ويمكنهم مساعدتهم في اعمال تهريب المخدرات والدخان عبر الحدود، وقد اتصل محمد الخوميني بأحد أقاربه ويدعي عمر حرب وطلب منه المعلومات عن الأنفاق والجماعات الجهادية مقابل مبالغ مالية عالية ووافق الخوميني علي ذلك. ومن خلال صداقة المتهم بالخوميني علم الأخير بالتعامل مع ضابط مخابرات يدعي أبوسالم ويقوم بشحن الموبايل خاصة برصيد دائم مقابل امداده بالمعلومات، وقد سعي المتهم إلي الاتصال بالمدعو عمر حرب علي هاتفه لمساعدته في العمل اسوة بصديقه ووعده بذلك، وطلب منه انتظار اتصال تليفوني علي هاتفه المحمول عن شخص يدعي أبو سالم ضابط مخابرات إسرائيلي وهو الذي يقوم بتشغيل الخوميني. وقد استقبل المتهم الاتصال التليفوني من ضابط التشغيل الإسرائيلي أبو سالم، وقد كلفه الأخير بإبلاغه عن نشاط العناصر الفلسطينية بالمنطقة الحدودية وأماكن تواجد الانفاق ووعده بإمداده بمبالغ مالية كبيرة إضافة إلي شحن التليفون «الأورانج» الخاص به واستمر المتهم لمدة أكثر من عام إلا أنه توقف عن العمل معه نظرا لعدم إمداده بأي مبالغ مالية خلال هذه الفترة سوي شحن جهاز المحمول، وقد توقف أيضا زميله الخوميني عن التعامل مع ضابط المخابرات الإسرائيلي. ________________________________________________ أرقام على هاتف المتهم التليفون الذي تم ضبطه ماركة نوكيا موديل 612 ويحتوي علي شريحة تليفون تابعة لشركة فودافون المصرية ويحوي 255 رقم تليفون لأشخاص مسجلين بالذاكرة للهاتف المحمول، وتتضمن عددا من الأرقام لشبكة المحمول الإسرائيلية (أوانج) تبدأ برقمي 54 من اليسار، كما تضمنت عدد من الأرقام لشبكة المحمول الفلسطينية (جوال) تبدأ برقمي 59 من اليسار وكذا أرقام أخري لشبكات المحمول المصرية.
شاهد على مذبحة رفح الأولى روى المتهم سلامة حامد انه بتاريخ 5/8/ 2012، في أثناء تناوله طعام الإفطار برفقته أسرته سمع صوت طلقات نارية كثيفة بالقرب من منزله وعقب خروجه لمعرفة مصدر إطلاق النيران تبين قيام بعض العناصر بإطلاق النيران علي قاعدة الدوريات التابعة للفوج الأول ووجود عربة« كرورز« وبها فردان يرتديان جلبابا قصيرا يقومان بإخفاء أشياء في صندوق السيارة الخلفي وتحركو تجاه منطقة الحرية التي تؤدي إلي منطقة المهدية والجورة. وقال المتهم إنه استخدم هاتفه المحمول وابلغ مكتب الحدود بالعريش لسرعة نجدة الجنود وإرسال عربات إسعاف وتوجه مع أشقائه وأبناء عمومته إلي النقطة حيث تبين استشهاد الجنود وأن مجموعة من العناصر المنفذة تحركت بمركبة تجاه منفذ« كرم أبو سالم«. كما شاهد المتهم فردا يرتدي «زي غامق» وقبعة زيتي أعلي المركبة وبيده كامير فيديو ويردد:» علي اليهود علي الهيود«،مشيرا إلي أن هذا الشخص فلسطيني طبقا لحديثه وشكله حيث سمع دوي انفجار عقب ذلك تجاه كرم أبو سالم. صاروخ ب 5 آلاف دولار كشفت التحقيقات أن المتهم عودة إبراهيم، قد تسلل في المرة الثانية لإسرائيل خلال أكتوبر 2012 وبصحبته المتهم سلامة حامد أبو جراد وكان الهدف منها هو عرض صور لشحنة الصواريخ التي قام وشريكه بعرضها علي الجانب الآخر وذلك لاتمام الصفقة، وكان الاتفاق علي أن سعر الصاروخ خمسة آلاف دولار أمريكي، وأنه تمكن هو وشريكه من الوصول إلي الجانب الآخر.