أتمني علي وزير المالية المصري د. أحمد جلال أن يقود فريقا من خبراء الاستثمار المصريين بينهم وزير السياحة في زيارة إلي دولة الامارات ,تستهدف عقد اجتماعين مع المستثمرين هناك,اولهما في أبوظبي والثاني في دبي كي يستمع الفريق المصري لآراء المستثمرين في الظروف الراهنة للاستثمار في مصر, والمصاعب التي يلقاها المستثمرون مع البيروقراطية المصرية ومع اللوائح والتعقيدات التي تحول دون تدفق استثمارات عربية ضخمة تسافر إلي كل بقاع العالم لكنها لا تزال تحجم عن الدخول إلي مصربسبب تجارب سيئة سابقة,أو لأن التعقيدات والقيود لا تزال تشكل أحد المصاعب الرئيسية قياسا علي التسهيلات التي تقدمها دول أخري. وما يجعلني ألح علي هذا الاقتراح كتاب مهم صدر بالانجليزية والعربية,قدم له الرئيس الأمريكي الاسبق كارتر تحت عنوان( سيرة الحبتور) نال جائزة التفوق في معرض الشارقة للكتاب, ألفه خلف أحمد الحبتور,واحد من اكبر عشرة مستثمرين في دولة الإمارات يتجاوز حجم استثماراته عشرات المليارات من الدولارات. يحكي الحبتور في كتابه عن تجربة مريرة له في مصر حاول خلالها إقامة مشروع استثماري سياحي ضخم خلال فترة الوزير فؤاد سلطان الذي كان النقطة الوحيدة البيضاء في صفحة حالكة السواد تتحدث عن مصاعب الاسثتمار في مصر..,ولأن الحقائق التي أوردها الحبتور في كتابه مهمة وخطيرة,سعيت للقاء الحبتور كي أسأله إن كان يعتقد ان المصاعب التي أوردها في كتابه لا تزال تشكل حجر عثرة امام الاستثمارات في مصر.., وفي حوار استمر ساعة كاملة, حكي الرجل تفاصيل تجربته شاكيا من غيبة الإرادة السياسية الواضحة التي تشجع الاستثمار في مصر رغم الظروف الواعدة,ولا مجال للتشكيك في رواية الحبتور لأن الرجل يحب مصر بالفعل وكتب العديد من المقالات متعاطفا مع ثورة يونيو..,وما أود أن أقوله أخيرا, ليست لي مصلحة مع الحبتور وربما لا ألقاه مرة ثانية ولكن ذيوع روايته,يتطلب تحركا مصريا واعيا,لأننا إن لم ننجح في جذب استثمارات دولة صديقة مثل الإمارات,فربما يكون من العسير أن ننجح في مكان آخر. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد