نشرت جريدة البيان الإماراتية للكاتب الإماراتي محمد بن هويدن وهو من الكتاب الأساسيين في الصحيفة الإماراتية مقالًا بعنوان – الإمارات ومصر علاقة يجب ألا تتضرر. وقال بن هويدن في مقاله: منذ بدايات نشأتها كانت دولة الإمارات العربية المتحدة حريصة كل الحرص على دعم مصر وتعزيز قوتها في مواجهة مختلف التحديات المؤثرة في نمو ذلك البلد وسيادته، وعملت مصر في ذات الإطار تجاه دولة الإمارات حيث أصبحت الدولتان تعتمدان على بعضهما البعض في ظل علاقة قائمة على أسس رئيسية قوامها احترام كل طرف لسيادة الطرف الآخر وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وتشجيع المنفعة المشتركة في العلاقة بين البلدين. وتابع الكاتب: لقد عاشت الإمارات مع مصر قلباً وقالباً أثناء المواجهة مع إسرائيل وقدمت كل ما تستطيع أن تقدمه من دعم للوقوف مع مصر رغم حداثة عهدها وقلة قدراتها في تلك الفترة، وعندما أخرجت مصر من دائرة الجامعة العربية قامت الإمارات بدور مهم في سبيل إرجاع مصر إلى الحاضنة العربية، وقدمت الكثير من الدعم المادي لمشاريع مهمة وضخمة مازال لها الأثر الواضح في نفوس. المصريين. وأضاف أن أما مصر فلم تبخل بإرسال خبراتها من الكفاءات للعمل في المجالات التربوية والصحية والإدارية في دولة الإمارات، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في تنمية إنسان الدولة وتنمية قدرات البلد. ولا ننسى دور مصر الداعم لأمن وسلامة واستقرار الإمارات من خلال دعم مواقفها السياسية لحل قضية الجزر وموقفها الرافض من التدخلات الخارجية في شؤون دولة الإمارات. وأشار إلى أن الإمارات ومصر دولتان محوريتان في العالم العربي، حيث الإمارات ثاني أكبر اقتصاد عربي وتتمتع بالحيوية القصوى في مجالات النمو والتطور ودولة منتجة ومصدرة للنفط، وتلعب دورا رئيسيا في شؤون المنطقة الخليجية، فيما مصر هي مركز الثقل العربي لحجمها السكاني وقدراتها العسكرية. فكلا الدولتين مكملتان لبعضهما البعض، بحيث لا يمكن أن تتحمل إحداهما الانقطاع عن الأخرى لأي سبب أو ظرف ما. وقال إن الإمارات تحتاج إلى وقوف مصر معها في مواجهة كل ما يمكن أن يشكل خطرا عليها، ومصر بحاجة إلى قدرات الإمارات المالية والنفطية لتعزيز الوضع الاقتصادي المصري وتحسين مستوى معيشة الفرد. مشيرًا إلى أنه من هذا المنطلق فإن على الدولتين أن تلعبا دوراً أكثر قوة من ما هو عليه الآن لتعزيز هذه العلاقة وعدم تركها تنجرف وراء محاولات البعض لإضعافها أو. إثارة الشك حولها. وقال إنها مسؤولية تقع على عاتق الطرفين لكي يعملا بشكل مشترك وعلى أعلى المستويات لوضع أسس للعلاقة بينهما تبدد مخاوف الطرفين وتؤسس لتعاون مثمر يكون مكملاً للتعاون التاريخي الذي كان قائماً بين البلدين منذ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة. وتابع: إن في دولة الإمارات قيادة سياسية تدرك أهمية مصر ولا تود لهذه العلاقة أن تتأثر بالسلب مهما كانت الظروف، وعلى الجانب الآخر هناك قيادة سياسية في مصر تدرك هي أيضاً أهمية الإمارات لمصر التي يمكن أن تكون طرفاً مساعداً في تنمية مصر من دون شروط أو قيود كما تفعل أطراف أخرى من الدول ومن غير الدول في تعاونها مع مصر. فالإمارات همها مصر وشعب مصر، وهمها عروبة مصر وأن تكون مصر عزاً للعرب وداعمةً لقضاياهم في مواجهة الأخطار الخارجية المحدقة بهم. وعلق الكاتب أنه على الطرفين أن يدركا مدى حساسية المرحلة، ومدى أهمية بعضهما لبعض. صحيح أن مصر اليوم ليست مصر مبارك أو السادات أو عبدالناصر، ولكن الحقيقة أيضاً أن هؤلاء الرؤساء لم يُسيئوا لمصر بعلاقتهم مع الإمارات أو مع دول الخليج، بل استفادت مصر كثيراً من الاستثمارات والمساعدات الإماراتية كما استفادت من حالة النمو التي تتمتع بها دولة الإمارات، حيث استضافت الدولة الآلاف من المصريين للعمل فيها والاستفادة من حالتها الاقتصادية. وقال: ما أحوج مصر إلى مثل هذا الترابط والعلاقة مع دولة الإمارات بشكل خاص ودول الخليج بشكل عام. فالإمارات تتطلع إلى مد جسور التعاون مع مصر بحيث تبقى تلك العلاقة قائمة كما كانت زمن مبارك والسادات وعبدالناصر. وتابع: إذا ما أرادت مصر مع الرئيس الجديد محمد مرسي الاستثمار الجيد في علاقتها مع الإمارات فإن عليها أن تعمل كما عمل الرؤساء المصريون السابقون، وهو ضرورة احترام سيادة الإمارات وعدم القبول بالتدخل في شؤونها الداخلية من قبل أي جهة كانت، وإن كانت تعمل من داخل مصر كجماعة الإخوان المسلمين. الإمارات تحترم مصر ونظامها السياسي ولا ترضى لنفسها أن تتدخل في الشأن الداخلي المصري مهما كان الأمر، لذلك فعلى مصر مرسي أن تُبادل الإمارات ذات التوجه. كلنا مع علاقات متميزة بين الإمارات ومصر، وكلنا مع الخير لشعبنا الشقيق في مصر، ونأمل أن تُغلب القيادة المصرية الجديدة العقلانية والمصالح المشتركة في تعاملها مع الإمارات، حتى نستطيع أن نرى العلاقة بين البلدين في أحسن حالاتها كما كانت دائماً. والعلاقة بين البلدين بحاجة إلى وقفة سريعة تضع الحلول الناجعة بأسرع وقت ممكن لكل ما يمكن أن يعوق استمرارها ونموها. ولعل في إنشاء لجنة عليا من الجانبين لتطوير وتعزيز العلاقة بين البلدين والوقوف على كل ما يمكن أن يؤثر عليها بالسلب هو الخطوة الأهم في المرحلة المرحلة القادمة للعلاقة بين البلدين، ويجب من وجهة نظرنا أن تُعطى الأولوية لهذه العلاقة من قبل البلدين حتى لا تتضرر علاقاتنا التي دائماً ما كانت توصف بالمتميزة.