أكد إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي السابق أن هناك عناصر خارجية تعبث بأمن واستقرار العراق, وهي بعض العناصر المسكونة بالعقدة الطائفية. التي لا تصدق أو تأبي لخروج العراق من المألوف التاريخي السني, دون النظر إلي الغالبية الشيعية التي تحكم العراق الآن رغم أنه يوجد حالة من التعايش والوئام مع كافة الاتجاهات المجتمعية, فنائب رئيس الدولة ونائب رئيس الوزراء ورئيس البرلمان من السنة, كل ذلك إلي جانب الأكراد والأقباط يعيشون جنبا إلي جنب أملا في بناء عراق جديدة, إضافة إلي العقدة الذكورية, في حين أن العراق تدفع بالمرأة للأمام في كل المجالات ليصل تمثيلها في البرلمان العراقي ل82 امرأة مقارنة ببعض الدول التي لا تسمح للمرأة بقيادة السيارة, وهذه هي ميزة الديمقراطية, أضف إلي ذلك الدوافع الاقتصادية التي تتزاحم علي النفط العراقي في السوق العالمية. وحول ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة فيما يتعلق بتوقيع ميثاق المصالحة الوطنية الأخيرة والتي أشارت إلي أنه لم توقع عليه الطائفة السنية, أشار الجعفري إلي أن هذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلا, فالموقعون من السنة أكثر من الموقعين من الشيعة, فأياد السمرائي وقع وهو سني, وأسامة نجيب وقع إلي جانبي وهو سني أيضا, إضافة إلي الأكراد الذين وقعوا وهم من السنة, مؤكدا في الوقت نفسه أن هذا ليس مشروعا سياسيا جديدا, ولكنها وثيقة إلي جانب الكثير من الوثائق التي نمتاز بها, والتي تضم طوائف المجتمع بالكامل. وعن حقيقة الدور الإيراني وما تقوم به في المنطقة قال: للاهرام إن هناك قلق وهمي بأن إيران تتدخل في الشأن العراقي, وأعتقد أن العراق ليس بهذا الضعف الذي يجعل إيران تتدخل في شأنه أو أي بلد آخر, ولكن هذا لا يمنع أن إيران لها دور حيوي في المنطقة, فدولة إيران لها ثقل كبير لأنها دولة نفطية, ولها تاريخ حضاري قديم. وفيما يتعلق بالوضع العراقي الآن وما يحدث من حرب بين السنة والشيعة, أكد الجعفري آنها ليست حربا, وما يحدث يتم بتخطيط خارجي إقليمي وعالمي يحاول أن يدفع العراقيين لهذا الاتجاه, فلا توجد قبيلة عراقية كبيرة إلا وهي خليط بين السنة والشيعة, فهذه هي الديمغرافية السكانية العراقية, الجميل في الأمر أيضا المصاهرة بين السنة والشيعة التي تصل إلي26.7%, هذا يعني أن ربع المجتمع العراقي ينحدرون من أبوين مختلفين في المذهب. وعما يتم تداوله من أخبار تؤكد أن هناك تهجيرا لعناصر من السنة دفعا من حكومة المالكي, أشار إلي أن الدافع الخارجي هو أساس ما يحدث الآن, حيث أنه لا يوجد ما يؤكد أن ما يتم من تفجيرات في المدن السنية, تكون من قبل الشيعة أو العكس, ولكن في بعض الحالات كان التفجير في أماكن سنية من قبل السنة, والتفجير في أماكن الشيعة تكون من قبل الشيعة, تلك الأيادي الحقيقية التي تمارس هذا القتل في محاولة منها لإيهام المواطنين بأن ما يحدث هو حرب طائفية, ويريدون أن نصل لهذه النتيجة التي نحن عليها الآن ولكن الواقع أن من يقتل سنيا هو عدو للشيعة والعكس صحيح. غير أن المواطن العراقي في الشارع يري أن ما يحدث من تأجيج الحرب الطائفية, يتم من خلال الحكومة الحالية لكسب أكبر وقت في البقاء بالحكم, علق الجعفري مؤكدا أنه لا يمكن لأي حكومة أن تحفظ لنفسها الاستقرارا طالما أنها تتكيء علي الصراع القائم الذي من شأنه تأجيج الفوضي الأمنية, فأي حكم يريد أن يستمر يطير علي جناحين الأول, هو الانتعاشة الاقتصادية ورفع مستوي معيشة الفرد, والآخر هو الأمن, ولكن دخلت للعراق عناصر توتر من الخارج, وإن كانت بعض العناصر من الداخل تتفاعل معها, وأصبحت الحكومة تواجه تحديات من الداخل والخارج وفي تكويناتها تنافرات. وعن التحالف الوطني الذي يرأسه الجعفري وسعيه الحثيث لاستعادة دوره مرة أخري في الحصول علي أغلبية برلمانية في الانتخابات المقبلة أكد: أننا نسعي لأن نكون أكبر كتلة بالبرلمان, وهو ما يدفعنا بالضرورة لرئاسة الوزراء فهو حق دستوري مكفول لنا ففي بعض الأحيان تكون مصلحة البلد يمكن أن تقدم من خارج الموقع أو المنصب, وفي الوقت الذي كان مهيأ لي أن أكون في موقع القرار بالعراق, استطعت أن أواصل مدتي2005 2006, أما الآن فأري أن دوري ليس من خلال الجهاز التنفيذي للدولة وإنما من خارجها, ونصيحتي لجميع العناصر البارزة بدول الربيع العربي, عدم الهرولة للمناصب.