بالرغم من أننا في ذروة موسم حصاد محصول الارز الجديد فإن الحكومة لم تصدر حتي الآن أية قرارات تتعلق بتوفير المخزون الاستراتيجي من الارز500 الف طن لمواجهة تقلب اسعار الارز الابيض الخاص بالحصص التموينية كما تم في العام السابق.. ولاتزال شركات ومضارب الارز في انتظار اصدار الحكومة الحالية القرارات الخاصة المتعلقة بتسعير الارز الجديد الذي سيتم توريده لحساب هيئة السلع التموينية حتي تقوم بتجميع هذه الكميات لمواجهة أي تقلبات في الاسعار. كما لايزال مزارعو الارز ومن بينهم مزارعو الدقهلية في حيرة من أمرهم ويضربون كفا بكف لعدم صدور قرارات من الحكومة خاصة بتحديد سعر توريد الارز الشعير الجديد حيث يلجأون الي بيعه للتجار بأسعار تتراوح حاليا بين1750 و1800 جنيه للطن رغم انه كان مسعرا في العام الماضي بمبلغ2000 جنيه لطن الارز الرفيع و2050 جنيها لطن الارز العريض.. ومما زاد الطين بلة ان عمليات الحصاد التي تمت مؤخرا قد كشفت عن ضعف انتاجية فدان الارز هذا الموسم حيث لم تتعد3 اطنان للفدان علي عكس الاعوام الماضية التي تراوحت انتاجية الفدان الواحد فيها بين3.5 طن الي4.5 طن ارز وأرجع المزارعون ذلك الي عدم زراعة سلالات جديدة من الارز عالي الانتاجية والذي يتحمل ظروف البيئة والتربة في مصر علاوة علي مشاكل نقص المياه التي واجهت زراعات الارز في نهايات بعض الترع وهو ما يحمل الفلاحين اعباء اضافية نتيجة ضعف الانتاجية, ولان محافظة الدقهلية واحدة من كبري محافظات الجمهورية التي تزرع مساحات شاسعة من هذا المحصول كل عام وزرعت423 الف فدان بمختلف المراكز هذا العام فان مزارعيها يدقون ناقوس الخطر قبل ان تتكرر ازمة توريد الارز وتتكدس السيارات أمام المضارب والشون مثلما حدث في العام الماضي حيث وقف طابور من السيارات المحملة بالارز أمام هذه المضارب مما أدي إلي انخفاض اسعاره بشكل كبير بسبب لجوء المزارعين إلي التخلص من كميات كبيرة منه للتجار بسبب احتياجهم إلي الأموال لسد احتياجاتهم الأخري ومتطلبات اسرهم, بالإضافة إلي متطلبات الزراعة, وطالب نسيم شوقي البلاسي نقيب الفلاحين بالدقهلية واحد ابناء المنزلة الحكومية بأن تقوم بفتح المضارب والشون في توقيت مبكر حتي تتم عملية تسليم الارز للمضارب بشكل كامل وسليم وبدون تكدس وازدحام, ويضيف ان الفلاح الآن يتعرض للضغط من قبل التجار للحصول علي محصول الارز الذي قام بزراعته بأرخص الاسعار, فقد وصل طن الارز إلي1750 جنيها بالمنزلة ومازال الوقت مبكرا فكم سيصل سعر الطن بعد عدة اسابيع في الوقت الذي سيكون محصول الارز علي مستوي الجمهورية قد تم جمعه بالكامل فطبقا لقانون العرض والطلب فان سعر طن الارز ينخفض بشدة نظرا لتشبع الاسواق به بشكل غير عادي فقد زرعت مصر هذا الموسم ما يقرب من2 مليون فدان بمحصول الارز.. الامر الذي سيتضاءل معه المقابل المالي الذي من المفترض ان يحصل عليه الفلاح بعد شهور من الكد والتعب فقد قامت الحكومة العام الماضي بفتح عدد من المضارب والشون علي مستوي الجمهورية, وذلك لاستلام نصف مليون طن من الارز لتسد بها حاجتها لوزارة التموين ثم قامت بإغلاقها بعد ان اكتفت الحكومة وامتلأت الشون ولماذا لا تبدأ الحكومة بعمل صوامع لتخزين الارز علي غرار صوامع تخزين القمح حتي تنقذ الفلاح. وقال المحاسب مجدي شطا احد كبار المزارعين بمركز شربين ان زراعة فدان الارز تكلف المزارع5 الاف جنيه بواقع2500 جنيه قيمة ايجار نصف سنوي للارض و2500 جنيه اخري كتكاليف باهظة لزراعته من حرث للارض وتجهيزها وشراء التقاوي والمبيدات الحشرية والاسمدة التي لايجدها متاحة الا في السوق السوداء باعلي الاسعار والسولار ايضا الذي تم شراؤه بأسعار مضاعفة اثناء احتدام الازمة به واستئجار الآلات الزراعية, بالاضافة الي الايدي العاملة ويتحمل الفلاح عبئا زائدا من التكاليف يتمثل في تعبئة ونقل وتفريغ محصول الارز امام المضارب والشون ورغم ذلك فان الدولة لاتقوم بدعمه او حتي مساعدته فبعد كل هذه المعاناة تتكدس السيارات المحملة بالارز امام المضارب والشون ويتحمل الفلاح ايضا أجر مبيت محصوله علي تلك السيارات امامها منتظرا الفرج.. واشار المحاسب مجدي شطا الي ان الازمة تكمن في غلق العديد من الشون المملوكة لبنكي مصر والاهلي بالدقهلية علاوة علي توقف العمل بكثير من مضارب الأرز الموجودة بالمحافظة الامر الذي يؤدي الي تكدس وازدحام سيارات نقل محصول الأرز امامها ويجعل اغلب المزارعين والفلاحين فريسة سهلة لجشع التجار الذين يقومون بشراء طن الارز بأبخس الاسعار فيعود الفلاح بخفي حنين وبالكاد يستطيع جمع ما أنفقه من تكاليف باهظة علي زراعة هذا المحصول الحيوي الامر الذي يدفع الكثير منهم الي الابتعاد عن زراعة الارز وتساءل ماذا يصنع الفلاح اذا لم تقم الدولة بدورها الصحيح لدعمه ومساندته ومساعدته علي الاقل علي ان يظفر ولو بجزء بسيط من الربح من إنتاجه الزراعي ؟! لافتا الي ان الفلاحين هم الفئة الوحيدة التي تقوم بالإنتاج الفعلي في مصر وهي الفئة الوحيدة ايضا التي لم تقم باي مظاهرات فئوية بعد ثورة25 يناير ولبت نداء الفريق عبدالفتاح السيسي وايدت مظاهرات ثورة30 يونيو المجيدة ضد حكم الاخوان الطاغي, واقترح عبدالفتاح علي مزارع بقرية كفر الابحر انه يجب علي الدولة ان تقوم بدعم الفلاح بشكل حقيقي بداية من توفير التقاوي والمبيدات والاسمدة له بسعر مدعم وتحمل جزء من تكاليف السولار وايجار الالات الزراعية ونقل المحصول وفتح المضارب والشون المغلقة, وتوفير مراكز لتجميع محصول الارز علي ان تضع شروطا مناسبة لها بالنسبة لجودة الارز الذي ستقوم باستلامه بحيث تنتقي اجود المحاصيل فهذه المعادلة سوف تحقق العدالة للفلاح والفائدة للدولة التي ستستطيع توفير الارز للمواطنين بسعر مقبول, وتحقيق الاكتفاء الذاتي فيه ومد وزارة التموين بما يلزمها منه وتصدير الفائض.