السياسات الخاطئة التي وضعتها وزارة الزراعة في بداية الموسم الزراعي متهمة بالتسيب في حالة من الارتباك بين المزارعين وتأخيرهم عن زراعة الأرز . مما جعل هناك حالة من الفوضي في السوق, استغلها التجار ليقولوا كلمتهم في رفع الاسعار, ويفرضوها علي جمهور المستهلكين يقول المهندس علي زين الدين رئيس مجلس إدارة شركة مضارب الأرز: ارتفاع أسعار الارز هو نتيجة للسياسة التي رسمتها ووضعتها بالخطأ وزارة الزراعة وعدم وجود قاعدة بيانات ترسم للمزارعين ماذا يزرعون هذا العام وأهم المحاصيل التي يجب زراعتها, مما أدي إلي حجب المزارعين عن زراعة الأرز هذا العام بكميات كبيرة, وكان للشائعات تأثير علي ارتفاع الأسعار نظرا لعدم زراعة مساحات الأراضي الكافية. ويضيف: لقد أصبحت المساحات المزروعة أقل من الأعوام الماضية بمليون فدان وفي الدلتا يوجد حوالي200 ألف فدان لا يمكن زراعتها سوي بالأرز, وهي أراضي غدقة بالمياه وتروي بالصرف مثل الأراضي الموجودة في بحيرة أدكو والبرلس والمنزلة مع أراض في محافظة الدقهلية والمنزلة وهي مساحات شاسعة لا تصلح إلا لزراعة الأرز ولا تكلف الدولة مياه ري لأنها تروي من مياه الصرف الزراعي, ويتم تصريفها عن طريق الزراعات والبواغيز المرتبطة بالبحار والبحيرات,وقد رأت الدولة رفع سعر الصادر لكل طن إلي2000 جنيه لكي يحدث توازن للأسعار العالمية وتم وقف التصدير بحيث تتوافر السلعة أمام المواطنين. ويتوقع ارتفاع الأسعار في السوق المحلية بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك نظرا لزيادة الاستهلاك. ويقول علي زين الدين إن الارز كان يباع سعر الطن منه ب1700 جنيه في بداية الموسم وأصبح الآن سعره2650 جنيها وهكذا فإن الاسعار تزايدت بصورة كبيرة هذه الأيام. الوضع أسوأ بالدقهلية يقول رضا سنجاب مزارع من الدقهلية: وزارة الزراعة هددت الفلاحين في محافظة الدقهلية بأنها ستزيل زراعات الأرز مما تسبب في حالة من الخوف بين الفلاحين مما جعل الزراعة مهددة بعدم وجود إنتاج جيد لتأخير ميعاد الأرز وبالتالي فإن الانتاجية سوف تنخفض جدا للفدان هذا العام لأن الفلاحين في المحافظة لم يقوموا بالزراعة في المواعيد المحددة بل قاموا بالزراعة بعد موسم زراعة الأرز علما بأن تأخير الزراعة يعرض المحصول للآفات ويعطي إنتاجية ضعيفة للفدان الواحد. أمر آخر يشير إليه هو ارتفاع أسعار الموبيدات والاسمدة في الأسواق. كما أن إنتاجية الفدان في العام الماضي كانت3.5 طن للفدان الواحد ولكن هذا العام بعد تأخر الزراعة سوف يعطي الفدان2.5 طن فقط للفدان الواحد. المواطنون يعانون يقول سالم حسين محمود( تاجر أرز): ارتفاع سعر كيلو الأرز في الجملة25 قرشا في كل كيلو جرام وهذا السعر سوف يرتفع بعد ذلك من تاجر القطاعي إلي نصف جنيه للكيلو ثم إلي المستهلك في النهاية الذي يتحمل العبء الكبير. وتقول عفاف عبدالحميد( ربة منزل): ونحن كأسرة مكونة من4 أفراد نستهلك كميات كبيرة منه شهريا فما بال الأسرة المكونة من7 أفراد؟ وتقول مني محمود علي( ربة منزل): الأسعار ارتفعت بشكل جنوني حيث أصبح سعر كيلو الأرز في السوبر ماركت5 جنيهات للكيلو جرام فهل هذا طبيعي ونحن مقبلون علي شهر رمضان المبارك. وتضيف: علي الدولة أن تحدد سعره بحيث لا تكون هناك حالة من الغلاء غير المبررة في الاسواق ويكون هناك استغلال للمواطن البسيط في الأسواق. ويري يوسف محمد إبراهيم( فلاح من محافظة الدقهلية): أن جميع تجار الأرز في المحافظة يشونون الأرز بكميات كبيرة جدا ولابد من فتح هذه الشون برغم أنف المزارعين مع طرح هذه الكميات في السوق فإذا تم هذا فسوف يكون سعر كيلو الأرز150 قرشا فقط للكيلو ولكن جشع هؤلاء التجار المحتكرين للسلعة جعلهم يقومون بتشوين كميات كبيرة من أرز الشعير من أجل تعطيش السوق ورفع سعر الأرز!