للمرة الثانية علي التوالي في غضون أقل من شهرين, تستغيث جمعيات نقل البضائع باللواء محمد أبوشادي, وزير التموين, لتفعيل القرار رقم673 الصادر في62 يونيو الماضي, بوضع برامج لتأمين عمليات نقل البضائع بواسطة سيارات النقل الثقيل علي الطرق الصحراوية والسريعة علي مستوي المحافظات, بعد أن تسببت ساعات الحظر الطويلة في تراكم السلع الغذائية. تأمين طريق مصر الإسكندرية بداية يقول ممدوح السيد رئيس جمعية نقل القاهرة رئيس الجمعية العامة للنقل البري: إن وزير التموين اللواء محمد أبوشادي مطلوب منه سرعة تفعيل وسريان القرار رقم372 الصادر في26 يونيو الماضي, بتشكيل لجنة عليا تضم ممثلين عن المخابرات العامة والشرطة العسكرية ووزارة الداخلية وشركات النقل البري, ومهام هذه اللجنة هي بث روح الطمأنينة والأمان علي الطرق الصحراوية والسريعة, وكذا في أثناء نقل البضائع بالسكك الحديدية والنقل النهري لمنع حدوث عمليات السطو المسلح من قبل البلطجية والمسلحين في أثناء حوادث العنف التي يقوم بها أنصار الإخوان البلطجية.. كما تبحث هذه اللجنة كيفية تخفيف الاختناقات في توزيع السلع الغذائية الاستراتيجية علي مختلف المحافظات, لمواجهة احتياجاتها الضرورية, وخاصة المحافظات الكبري مثل القاهرةوالإسكندرية والمدن العمرانية والصناعية الجديدة, مشيرا الي أن عمليات النقل كانت لا تقتصر علي احتياجات هذه المحافظات من السلع الغذائية, لكن أيضا لتأمين عمليات نقل الصادرات مثل الأسمدة والسكر والخضراوات والفاكهة, الي الدول الإفريقية. ويضيف.. إن هذه اللجنة حرصت علي استمرار اجتماعاتها بعد ثورة30 يونيو, وكان من ثمار نشاط هذه اللجنة أن توقفت عمليات السطو المسلح علي سيارات النقل في أثناء سيرها علي الطرق, بعدما تعرضت هذه السيارات لأكثر من20 حادث سطو مسلح خلال الفترة من قيام ثورة25 يناير حتي قبل نشوب ثورة30 يونيو الثانية.. لذا فهو يصر علي ضرورة تفعيل نشاط هذه اللجنة لأنها لم تعد تجتمع وتضع البرامج المختلفة لكيفية تأمين نقل البضائع حتي إن جمعيات النقل الثقيل تمكنت من نقل1500 طن من الأرز والسكر والزيت الي مناطق شمال سيناء ورفح, في ظل الحملات الأمنية وتمشيط مدن سيناء بواسطة القوات المسلحة والشرطة, حتي لا تحدث هناك اختناقات أو معوقات لوصول هذه السلع الي سكان سيناء. يؤكد أن أحداث العنف وحظر التجوال أدي الي تأخير نقل البضائع بنسبة50% مما قد يترتب علي ذلك حدوث اختناقات في توزيع هذه السلع الغذائية الأساسية, ويشير الي أن طريق مصر الإسكندرية الصحراوي, الذي يعد من الطرق الرئيسية السريعة لتحرك مركبات النقل الثقيل وبالرغم من ذلك يفتقر الي نقاط الأمن والتأمين, لضمان عدم تعرض هذه السيارات للسطو المسلح وسرقة حمولتها, لذا فإنه لابد من سرعة نشر أفراد الشرطة والقوات المسلحة علي هذا الطريق الاستراتيجي, وكذا الطرق الخاصة بمحافظات الصعيد. مصنعات اللحوم يقول الدكتور علاء رضوان رئيس رابطة مستوردي ومصنعي اللحوم والدواجن والأسماك, وعضو غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات, إن عمليات نقل شحنات اللحوم والدواجن من الموانئ الي المخازن والمصانع الأكثر تضررا من الحظر وأحداث العنف والاعتصامات في الشوارع لان ذلك تترتب عليه زيادة نفقات نقل البضائع, بالإضافة الي نفقات تأمينها في المخازن وتأمين المصانع, وهو ما يضيف أعباء جديدة علي تكلفة السلعة في وقت تنخفض فيه نسبة الإقبال من قبل المستهلكين لطول ساعات الحظر, وإغلاق المحال التجارية والسوبر ماركت, يضاف الي ذلك أن كثيرا من مصانع المنتجات الغذائية قد ألغت الورديات الليلية لصعوبة وصول العمال الي المصانع والخوف من عمليات السطو المسلح من قبل العصابات الإجرامية والإرهابية. ويؤكد أن أصحاب المصانع يتعرضون لخسائر كبيرة بسبب هذه الأحداث ولابد من تخفيض عدد ساعات الحظر, لتبدأ بعد منتصف الليل وحتي السادسة صباحا, خاصة أن اللحوم والدواجن المستوردة أسعارها مرتفعة بسبب هبوط قيمة الجنيه والزيادات السعرية العالمية, وخاصة أن استهلاك اللحوم عالميا يتزايد مع حلول شهر أكتوبر. ويقول.. إن مصنعات اللحوم والدواجن كالهمبورجر والبسطرمة واللانشون يتزايد الإقبال عليها في الكافيتيريات والمطاعم في السهرات المسائية, وأن هذه الأماكن تضطر للإغلاق بسبب حظر التجوال مما يخفض عمليات الإنتاج وتخفيض عدد الورديات وهو ما يجعل المصانع ترشد في استخدام العمالة, فتزداد نسبة البطالة مع مراعاة أن معدلات الإنتاج لن تعود الي التصاعد مرة أخري إلا مع موسم العودة الي المدارس والجامعات, حيث يتزايد الإقبال عليها. نفوق الكتاكيت يشير الدكتور حسن أيوب أستاذ التسمين والثروة الداجنة بزراعة عين شمس والمستشار الفني لعدد من شركات الإنتاج الداجني, الي أن حظر التجوال وأحداث العنف من قبل الاخوان وأنصارهم تركت بصمات سلبية علي عمليات ذبح الدواجن التي قد يستلزم الأمر نقلها من داخل المحافظات التي يجري تسمينها فيها الي محافظات أخري للذبح في المجازر الموجودة فيها, مما يفرض علي الحكومة أن تصدر قرارا بذبح هذه الدواجن في أقرب مجزر لها, وتأمين نقل هذه الدواجن لأنها تتعرض لعمليات سطو مسلح بل وتأخير في أثناء السير لساعات طويلة, بسبب اعتصامات أنصار الاخوان في الشوارع والميادين, مما يتسبب في نفوق كميات كبيرة من هذه الدواجن في أثناء نقلها أو تعرضها للسرقة, ولا يقتصر الأمر علي الخوف علي هذه الطيور في أثناء نقلها بل هناك مشكلة أخري أكثر خطورة وهي نقل الكتاكيت من مزارع أمهات الدواجن الي مزارع التأمين, حيث تؤثر الأحداث الحالية وقرار حظر التجوال علي60% من أعداد هذه الكتاكيت التي تتعرض للنفوق بسبب حرارة الجو المرتفعة وازدحام الشوارع, مما يؤثر علي الإنتاج المحلي يجعله يتناقص بشكل واضح فنلجأ الي التوسع في الاستيراد من الخارج وتتدهور صناعة وطنية تزيد فيها الاستثمارات25 مليار جنيه, وتستوعب أعدادا كبيرة من العمالة, بل استطاعت هذه المزارع أن تحقق الاكتفاء الذاتي. ويؤكد أن الأحداث الحالية وإجراءات حظر التجوال ترتب عليها تراجع الطلب بنسبة تصل الي45%, مما يقلل الطلب وكان من نتيجة ذلك إغلاق أعداد كبيرة من المزارع الصغيرة, بعد أن تعرضت لخسائر نتيجة نفوق هذه الدواجن, ويشير الي مشكلة أخري أكثر تعقيدا, وهي نقل مستلزمات الإنتاج مثل الأعلاف والمنتجات البيطرية. 45% تراجعا في حركة المبيعات يري أحمد يحيي رئيس شعبة تجار السلع الغذائية, أن فترات الحظر الطويلة أثرت بالسلب علي حركة تداول السلع بين التجار والمستهلكين, ولم تتم زيادة الأسعار حيث ان التجار يخشون نقل بضائعهم علي الطرق السريعة, وكذا خلال ساعات قبل فرض الحظر وبعده بسبب أحداث العنف التي تهدد نقل هذه البضائع, ويضيف أن البضائع متوفرة ولم يحدث تغيير في أسعارها سواء بالزيادة أو بالنقصان, بالرغم من تضاؤل الإنتاج في المصانع بسبب حظر التجوال وغياب الأمن الذي جعل المواطنين يفضلون البقاء في منازلهم قبل ساعات الحظر وفي أثنائه, مشيرا الي أن الساعات التي تسبق الحظر تشهد تكالبا علي شراء الخبز ومنتجات الألبان والسلع الغذائية الأساسية. يختتم قائلا: إن معدل المبيعات تراجع بنسبة تصل إلي35% بسبب طول فترات الحظر وإغلاق أعداد كبيرة من المحال ومصانع المواد الغذائية, بسبب التهديدات التي تواجهها وسط الانفلات الأمني وأحداث العنف. مستودعات البوتاجاز أما حسام فرحات رئيس الشعبة العامة لتجار المواد البترولية, فيشير الي سيطرة روح الخوف والقلق علي أصحاب مستودعات البوتاجاز ومحطات البنزين, نتيجة لتصاعد أحداث العنف واستخدام الأسلحة النارية المختلفة, بل والأسلحة الثقيلة مثل الآر.بي.جي مما يهدد باشتعال الحرائق والكوارث اذا تعرضت هذه المستودعات والمخازن للإصابة بهذه النوعية من الأسلحة مما ترتب علي الإغلاق تراجع مبيعات المواد البترولية المختلفة, بنسبة تصل الي25% بسبب توقف السيارات خاصة السرفيس والملاكي والنقل وكذا المصانع, مؤكدا أن استمرار ساعات الحظر لفترات طويلة يترتب علي ذلك زيادة الطلب علي هذه المنتجات, لذا فإن الحكومة يجب أن تعيد النظر في عدد ساعات الحظر مادامت الظروف الأمنية تتحسن وتنكمش دائرة العنف. ويحذر من استمرار إغلاق بعض هذه المستودعات ومحطات البنزين, وخاصة أن الطلب يتصاعد علي مثل هذه المنتجات مع بداية فصل الخريف والشتاء, ودخول المدارس والجامعات الشهر المقبل حتي لا يؤدي هذا الحظر الي موجة تصاعدية في الأسعار تنعكس علي أسعار جميع السلع والخدمات التي يستفيد منها المواطن العادي, خاصة أن الحكومة تتحمل نفقات كبيرة لدعم المواد البترولية. يقول المهندس فتحي كامل رئيس احدي الشركات المصنعة للألبان ومنتجاتها, ان مصنعه كان يعمل علي ورديتين تعملان علي مدي ال24 ساعة, فكانت الوردية الليلية تبدأ في الثامنة مساء وتنتهي في الثامنة صباحا, لذا كان يصعب علي هذه الوردية الوصول الي المصنع, فتنبه عليها العمل24 ساعة لكل وردية علي حدة حتي لا تجد صعوبة في الوصول الي المصنع مع تناوب الورديات, ويقول أيضا إن تسويق هذه المنتجات يجد صعوبة في المحافظات التي يطبق فيها حظر التجوال, خاصة بعض محافظات الصعيد علي رأسها المنيا, التي يزداد فيها أحداث العنف حيث تواجه عمليات نقل البضائع عمليات اعتداء وسطو علي المنتجات والسيارات التي تحملها, ويؤكد أن مصنعه يجد صعوبة في نقل الخامات من المحافظات الي مقر المصنع, مشيرا الي أن استمرار هذا الحظر تترتب عليه مشكلات عديدة ينتج عنها ارتفاع الأسعار, خاصة وأننا علي أبواب موسم المدارس.