هددت جمعيات نقل البضائع علي مستوي الجمهورية بوقفة احترازية ضد أعمال السطو والبلطجة علي سيارات نقل البضائع بين المحافظات يعقبها تصعيد بالإضراب العام عن النقل مما يعرض البلاد لموجة من الفوضي ما لم تتدخل الحكومة بفرض الأمن علي الطرق السريعة, خاصة محافظات الصعيد بعد أن وصلت حالات السطو علي البضائع إلي52 حادثا, فقدت خلالها بضائع تزيد قيمتها علي 20 مليون جنيه. بداية يقول أحمد الزيني رئيس شعبة مواد البناء والنقل ورئيس جمعية النقل بدمياط: إن البلطجية حددوا السيارات التي يتم السطو علي البضائع التي تنقلها مثل الألومنيوم وحديد التسليح والسكر والدقيق, وقد دعت الجمعية العامة للنقل البري علي مستوي المحافظات عددا من مسئولي الأمن بوزارة الداخلية لتأمين هذه الطرق التي يصل طولها إلي64 ألف كيلو متر علي مستوي المحافظات, وشاركت الإدارة العامة للمرور ومباحث التموين في هذا الاجتماع لتشكيل غرفة عمليات وتأمين السيارات في أثناء سيرها علي الطرق السريعة, واتفق مع القوات المسلحة علي أن يقوم رجال الشرطة العسكرية بحماية كل01 سيارات متنقلة تحمل البضائع من خلال سيارة شرطة محملة بعدد من الجنود المسلحين في مقدمة السيارات العشر, وأخري مثلها في نهاية طابور السيارات, واستمر هذا الوضع من التأمين حتي تسليم المجلس العسكري أمور البلاد إلي الرئيس مرسي, ومنذ ذلك الوقت وتعاني سيارات النقل من سطو البلطجية علي شحنات البضائع التي تنقلها هذه السيارات حتي وصل عدد هذه الحوادث إلي12 سيارة تم الاستيلاء علي البضائع التي تنقلها, حتي إن سيارات النقل أصبحت تحمل05% من طاقتها من البضائع تحسبا لعمليات سطو مسلح من قبل البلطجية حتي لا تصبح خسائر جمعيات النقل كبيرة, لأنها المسئولة عن توصيل البضائع آمنة وسليمة أمام الناقل بموجب عقد الاتفاق الموقع بينهما. يضيف أن آخر حادث تعرضت له سيارة نقل منذ أيام قليلة مضت, كانت تقل شحنة من السكر علي طريق الفيوم, عندما فوجئت بكمين من البلطجية يرتدون زي رجال الشرطة, وطلبوا من السائق التراخيص, ثم طلبوا منه النزول أسفل السيارة لتفتيشها بحجة أنه يهرب سلاحا وذخيرة, ثم انطلقوا بالسيارة هاربين. يؤكد أن سيارات النقل لم تقف معاناتها عند سطو البلطجية, بل أضافت أزمة السولار أعباء جد يدة علي كاهل هؤلاء السائقين وأصحاب هذه السيارات, حيث يضطر السائق للانتظار من9 42 ساعة علي أبواب محطات الوقود لتموين السولار, بل قد ينتظر أكثر من01 ساعات, وعندما يحل دوره للتموين, يكتشف العاملون في محطة التموين أن الوقود قد نفد وفي انتظار الحمولات الجديدة. يختتم قائلا: إن استمرار تصاعد هاتين الأزمتين يهدد بعدم وصول السلع إلي المدن الحضرية مثل القاهرة الكبري والإسكندرية, خاصة من المواد الغذائية أو علي الأقل يحدث نقصا في هذه السلع يترتب عليه احتكار أسعارها. يضيف ممدوح السيد رئيس جمعية نقل القاهرة ورئيس الجمعية العامة للنقل البري علي مستوي المحافظات أن أسطول النقل البري هو شريان الحياة للمحافظات, وأن انقطاعه يحدث أزمات اقتصادية داخلية تسبب سوقا سوداء وارتفاعا خياليا لأسعار السلع الغذائية مثل السكر والزيوت والسماد وحديد التسليح علي الطريق الغربي من أسوان للقاهرة, وعلي وجه الخصوص في المسافة بين بني سويف والفيوم و6 أكتوبر, حيث تختفي الدوريات الآمنية ويسود الظلام الدامس علي هذه الطرق. يؤكد أنه تم تشكيل لجان ضمت عددا من القيادات الأمنية, واتفق فيها علي تكثيف الدوريات الأمنية وحماية السيارات في أثناء سيرها, لكن أيا من هذه المطالب لم تتحقق, لذا فإنهم اتفقوا علي تنظيم وقفة احترازية للتنديد بموقف الشرطة السلبي, وتزايد عمليات السطو علي البضائع التي تنقلها السيارات حتي يتم حماية البضائع وإيقاف نزيف الخسائر التي تتعرض لها بسبب قيامها بسداد قيمة البضائع المسروقة. سيارات نقل الأموال من جانبه.. كشف أحمد يحيي رئيس شعبة تجار المواد الغذائية عن أن التجار يستأجرون سيارة مصفحة من شركات نقل الأموال وهي مكلفة لنقل قيمة الصفقات التي يبرمونها مع المصانع لتوريد المواد الغذائية, أو إلي حساباتهم المفتوحة لدي البنوك, لأن السيارات الملاكي التي يستعملونها في نقل الأموال أصبحت تتعرض لأعمال سطو مسلح, ولا يجدون الشرطة في لتحميهم, مؤكدا أن تكلفة نقل هذه الأموال عالية, ويتم إضافتها إلي الأسعار النهائية للسلع. أضاف.. أن الأمن شبه مفقود داخل شوارع القاهرة, خاصة في المناطق العشوائية, حيث يختفي رجل الشرطة, مما يدفع التجار إلي التوقف وإغلاق متاجرهم ومخازنهم, لأن عمليات السطو المسلح تكبدهم خسائر كبيرة. غياب الأمن علي الطرق السريعة أما الدكتور علاء رضوان رئيس رابطة مستوردي اللحوم والدواجن وعضو شعبة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات فيؤكد.. أن عمليات نقل اللحوم والدواجن المستوردة سيتم توقفها لحين الانتهاء من تداعيات03 يونيو وعودة الأمن علي الطرق السريعة بعد ما انتشرت العصابات المسلحة التي تستولي علي السيارات بحمولتها, خاصة أن النقاط المرورية ضعيفة وليست لديها الإمكانات لمواجهة هذه العصابات المسلحة. يضيف أن شركات استيراد اللحوم شددت من إجراءات الحراسة علي متاجرها ومخازن البضائع, لكن تسليح أفراد الحراسة الذين يتولون حراسة هذه المتاجر والمخازن لا يزال ضعيفا مقابل تسليح العصابات التي تحمل بنادق آلية. توقف عمليات النقل.. ليلا يؤكد نعيم ناشد معوض صاحب شركة لاستيراد وتصدير الحبوب الغذائية أنه أصدر تعليماته بعدم شحن أي بضائع من وإلي الموانئ بسبب غياب الأمن علي الطرق السريعة بعد ما تعرضت بعض السيارات ذات الحمولات الكبيرة لأعمال السطو المسلح, إضافة إلي أن تصاعد أزمة البنزين وانتظار السيارات لمدة42 ساعة حتي يأتي الدور لتموينها جعل جمعيات النقل ترفع أسعار النقل بنسبة05%, وهو ما يزيد عبئا كبيرا علي أسعار السلعة. يضيف أن سيارات نقل التمور الجافة من المخازن في أسوان ومحافظات الوجه القبلي توقفت عن عمليات النقل ليلا خشية تعرض السائقين لأعمال السطو المسلح, بل إن مخازن الحبوب والسلع يجري تكثيف الحراسة عليها, وهذه النفقات تزيد أسعار التكلفة النهائية للمنتج لترتفع أسعاره.