مايحدث فوق الطرقات هذه الأيام صورة مفزعة تبحث عن حل, بعد أن استباحت تشكيلات عصابية مسلحة السطو علي حمولات استراتيجية تحملها سيارات نقل عملاقة تنقل السلع إلي شتي مدن مصر. ولكن السطو المسلح يضرب هذه السيارات ويسرق حمولتها ويقتل السائقين في أشرس أنواع الفوضي الأمنية حيث تتسلح التشكيلات العصابية بأسلحة آلية ورشاشات أدت إلي سقوط02 شهيدا من رجال الأمن, ومن بينهم8 ضباط وأدت إلي استنفار كل القوي للمواجهة مع هذا النوع من السطو الدموي. ضربت عمليات السطو فوق طرقات مصر أعدادا من السيارات طرحت مأساتها جمعيات النقل في جميع أطراف مصر في اجتماع مهم شمل أعضاء من الداخلية والمرور وجمعيات النقل في محاولة لوقف هذاالنزيف المخيف. وجاءت النماذج المطروحة تثير الذعر والمخاوف.. لقد ضربت التشكيلات العصابية سيارة تحمل06 طنا من السكر قيمتها843 ألف جنيه واستولت علي حمولتها كاملة.. وبعدها حمولة سكر اخري بنفس الطريق ونفس القيمة.. ثم حمولة ثالثة في نفس الطريق ونفس القيمة ضاعت تحت طلقات الموت.. وسجلت قائمة السيارات التي هوجمت سيارة عملاقة تحمل15 طن الومنيوم في طريق نجع حمادي.. وبعدها أخري تحمل50 طن الومنيوم في نفس الطريق وثالثة تحمل56 طنا بحري كوبري قويسنا وعثر علي السيارة فارغة بكفر الزيات. أما حمولات الحديد فانها المفضلة لدي المهاجمين حيث استولوا كما يشرح ممدوح السيد رئيس جمعية النقل علي سيارة تحمل95 طن حديد مسلح من مصنع الدخيلة قيمتها034 ألف جنيه قرب مدينة طوخ.. ثم حمولة قدرها05 طن سماد في طريق الفيوم وبعدهات حمولة قدرها83 طن زيت تموين عند مدينة العياط ووجدت السيارة فارغة علي الطريق الدائري بالقاهرة ثم حمولة قدرها40 طن سكر في طريق السويس. وتمضي القائمة التي تشمل عشرات من الحمولات العملاقة سقطت جميعا تحت وابل من النيران في عمليات سطو مسلح سقط معها سائقان قتلا عندما حاولا الاعتراض. وأصبح هناك طرق بعينها تتعرض لهذه العمليات وبالذات في مناطق البحيرة وطريق السويس والعاشر من رمضان والمنطقة الخطيرة في طريق الفيوم, حيث سرق في شهر واحد خمس نقلات في هذا الطريق. دور الأمن مصدر أمني بوزارة الداخيلة يؤكد لي ان جهودا تجري الآن للسيطرة علي أمن الطرق.. وكانت الداخلية طلبت من الهيئة العامة للنقل تحديد الطرق والمحاور التي يلتزم بها قائدو السيارات النقل.. وحددنا الطرق بالفعل وشملناها بمنظومة التأمين الأمني.. ولكن بعض السائقين يختارون طرقا داخلية مختصرة بعيدا عن الطرق المؤمنة. وكان هناك اقتراح عملي من جمعيات النقل بأن تسير قوافل سيارات النقل بنظام( القول) أي في مجموعات بأن يتم تجميعهم في نقاط التفتيش في مدخل كل محافظة والسماح لهم بالسير في مجموعات.. وهذه المجموعات سوف تحمي بعضها, ولكن السائقين لم يلتزموا بهذه الخطة الرائعة التي تسبب المخاوف للتشكيلات العصابية وتقضي عليها بعد أن زادت هذه الجرائم بشكل مخيف, إذ ان الاحصائيات تؤكد ضبط تشكيلات عصابية متخصصة في مهاجمة السيارات النقل, حيث بلغ خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط ضبط289 تشكيلا ضم559 متهما اعترفوا بارتكاب614 حادث سطو علي سيارات النقل. سقوط02 شهيدا من الشرطة وتعتبر هذه الجرائم من الجرائم الشديدة المواجهة حيث يستخدم المتهمون أسلحة آلية خطيرة, وقد تسببت في سقوط20 شهيدا من الشرطة بينهم7 ضباط خلال الأشهر الأربعة الماضية. واذا كانت فكرة تشغيل السيارات في أسراب او ما يطلقون عليه تفويج هي فكرة هائلة إلا أن أحدا من السائقين لم ينفذها حتي الآن, كما يؤكد ممدوح السيد رئيس جمعية النقل.. ويجب ان يكون هناك دور لرجال المرور لاجبار السائقين علي تنفيذ هذه الخطة بأن يفرضوا تجمعهم في مداخل الطرق وعدم السماح بالمرور إلا بعد تجميع15 سيارة تسير في فوج ومعها سيارة حراسة. ويري رؤساء جمعيات النقل أيضا ان هناك فكرة تم طرحها, وهي استخدام أجهزةS.P.C وهي أجهزة تعمل عن طريق الأقمار الصناعية, ويمكن تثبيتها في السيارات وتقوم بتحديد موقع السيارة مما يمكن صاحبها من متابعة حركتها.. وفي حالة حدوث أي انحراف فان معناه تعرض السيارة للخطر. وقد تم وضع بعض هذه الأجهزة بالفعل في بعض السيارات, وقد أمكن ضبط تشكيل عصابي مكون من7 أعضاء بواسطة هذه الأجهزة.. إلا أن وزارة الدفاع لم توافق حتي الآن علي تعميم هذه الأجهزة في كل سيارات النقل.. ومازلنا في انتظار هذه الموافقة. تسليح السائقين وعن فكرة تسليح السائقين يؤكد رؤساء جمعيات النقل ان السائق ينتقل من سيارة إلي أخري ولاتعرف هل يكون السلاح مع السائق وينتقل معه من سيارة إلي أخري أم ان السلاح يكون مع السيارة نفسها. مازالت الاجتماعات مستمرة بين أجهزة الأمن وجمعيات النقل ومازالت الاقتراحات مطروحة دون تنفيذ.. ووصل الأمر إلي تهديد الجمعيات بوقف عمليات نقل البضائع بعد أن تعرضت لخسائر باهظة هددت بإفلاسها. مع أن نظام تشغيل السيارات النقل بما تحمله من بضائع استراتيجية مهمة في أسراب هي الطريقة المثلي الآن لمواجهة هذا النوع الفريد من الانفلات الأمني.. وآن الأوان لجهات الأمن أن تفعل هذا النظام بأسرع مايمكن انقاذا لحمولات من السلع تقدر بمئات الآلاف من الجنيهات.