دعوة إلي الحب والسلام ونبذ الكراهية والعنف أقدمها من واقع بحوث علمية أثبتت. فيما يتعلق بصحة الانسان النفسية والبدنية والذهنية, أن الحب والمودة والتراحم والتفاؤل لها تأثيرات ايجابية, في حين أن الحقد والكراهية والضغينة والعنف والتشاؤم تسبب تأثيرات سلبية, فحين نحب ونتراحم ونتفاءل تفرز أجسامنا هرمونات من شأنها تنشيط الدورة الدموية وزيادة تحصيل الرئة للأكسجين, وتقليل نسبة الكولسترول في الدم, وتهدئة القلب وفتح الشهية للطعام, وتسكين الآلام البدنية والتغلب علي الاضطرابات النفسية, كما تمنحنا هرمونات الحب السعادة والسكينة والطمأنينة والاستقرار النفسي, وتعتبر الإندورفينات وهي مورفين المخ الذاتي, من أهم هرمونات الحب التي تساعد في الوقاية من أمراض القلب والقرحة والجهاز الهضمي والجلطة والأمراض الميكروبية. وعن الأثر الايجابي للحب يقول دكتور هار في زارن, طبيب القلب الفرنسي, إن الحب والتعاطف والتراحم هي حجز الزاوية في نجاح علاج أمراض القلب, كما يقول لو أن علماء الصيدلة اكتشفوا دواء له ذات الأثر العلاجي في القلب لما ترددت في وصفه لكل مريض من مرضي القلب. ومما يؤكد دور الحب في الوقاية من أمراض القلب والشرايين دراسة أجريت بجامعة كاليفورنيا الأمريكية دلت علي أن الأفراد الذين يتمتعون بحب الناس ومساعدتهم يقل لديهم احتمال انسداد شرايين القلب, كما كشفت دراسات أمريكية أخري عن أن الأفراد الذين يتمتعون بحب الأقارب والأصدقاء تزداد مقاومتهم للأمراض الفيروسية, حيث أجريت دراسة استهدفت الكشف عن أثر الحب في مقاومة فيروس البرد, فكانت النتيجة أن الأفراد المتمتعين بالحب أصيبوا بأعراض خفيفة انتهت بعد ثلاثة أيام فقط, أما الأفراد المحرومون من الحب فكانت اصابتهم أشد حيث استمرت أعراض المرض لسبعة أيام أو أكثر. ومن ناحية أخري حينما يتعرض الإنسان لموجات متلاحقة من الغضب أو القلق الشديد أو الرعب أو العنف, فإن هذا يؤدي إلي زيادة إفراز هرمونات, مثل الأدرينالين والكورتيزون, يترتب علي زيادتها تكوين سموم تسبب تلف خلايا الجسم وأعضائه, وتدني المقاومة للأمراض مما يمثل خطرا علي صحة الإنسان وحياته, وقد يصاب الأفراد بالاكتئاب إثر التعرض المستمر للرعب والعنف. وتأسيسا علي ذلك أقول: لكي يتم بناء الوطن وتنميته, وتحقيق الأهداف التي نسعي إليها منذ زمن بعيد, علينا نبذ الكراهية والضغائن والأحقاد, ومقاومة العنف والدمار, والتصدي بكل ما أوتينا من قوة وعزم وإصرار لكل من يحاول إدخال القلق والرعب في نفوسنا, فجميع الصفات العدوانية تؤدي إلي زيادة السموم في أبداننا, وأن نقوي أواصر المحبة والإخاء والتسامح والتعاطف بيننا, وأن نتعاطي جرعات كثيرة من الحب, فهو الدواء الوحيد الذي لايسبب أعراضا جانبية مهما زادت جرعته. د.عز الدين الدنشاري