قرأت كتابا صدر في أمريكا بعنوان الضحك والدموع والسكوت تناول أهمية هذه الأشياء في حياة الإنسان, فالضحك يزيد بهجة الحياة ويغير نظرتنا حولنا ويحسن حالتنا الصحية, ويقلل من الاجهاد النفسي والبدني, كما يفتح القلب لحب أكثر للحياة وللناس, ويفجر طاقات الإبداع والتبصر وهو بمثابة الدواء المهدئ, حيث دلت دراسات علي أن الضحك يساعد في افراز بعض هرمونات المخ التي تؤدي بدورها إلي زيادة مستويات مواد الاندورفين التي تعتبر مسكنا طبيعيا للألم البدني والنفسي ومهدئا للتغلب علي القلق كما تساعد في زيادة الاحساس بالسعادة والطمأنينة, وتسبب الهرمونات التي تنطلق في المخ مع الضحك, في تنشيط الدورة الدموية والشفاء من أمراض عضوية ونفسية. ويخفف الضحك من التوتر العصبي ويجعل الوجه وجميع أعضاء الجسم أكثر نضارة وشبابا, ومن فوائد الضحك أنه يوطد العلاقات الطيبة بين الأفراد فهو مفتاح للحب والشجاعة والشفقة والحنان وسرعة البديهة والحكمة, كما يغير صفات الإنسان من توتر ويأس إلي طمأنينة وأمل, ومن جبن إلي شجاعة ومن كآبة إلي سعادة, ومن اضطراب بدني وعقلي إلي هدوء وطمأنينة وزيادة القدرة علي التركيز الذهني, كما يساعد الضحك في تنشيط المناعة والوقاية من الأمراض وزيادة الأكسجين في الدم والوقاية من أمراض الجلطة والالتهابات. أما الدموع فهي تعبير عما لا يستطيع البعض التعبير عنه بدونها مثل دموع الحزن والفرح ونشوة اللقاء ولوعة الفراق, ومثلما الأفكار هي لغة العقل فإن الدموع هي لغة القلب, فالدموع التي يذرفها الإنسان بسبب المعاناة والحزن والألم تساعد في التغلب علي الهموم والأحزان وتخفيف الآلام, أما الدموع التي تنطلق اثر الانفعال بالفرح والسعادة الغامرة فهي تزيد الإنسان سعادة فوق سعادته. ومن فوائد الدموع انها تحقق الراحة والهدوء النفسي والطمأنينة, كما تساعد في تخفيف الأعراض المرضية التي تسببها ضغوط الحياة والارهاق البدني وفي صفاء الرؤية والذهن, اما الدموع التي تذرف اثر الشعور بالعرفان الجميل والتوبة إلي الله فهي تطهر القلوب والعقول. أما السكوت, وبخاصة المصحوب بالتأمل والتفكر فهو يضفي علي العقل صفاء وقدرة علي تقييم الأمور والأشياء, مما يساعد في حل المشكلات والتغلب علي القلق والمتاعب النفسية والبدنية, كما يفيد في توطيد علاقاتنا مع الآخرين وزيادة قدرتنا علي الانتاج واتخاذ القرارات الصائبة, كما يدخل في النفس السكينة والطمأنينة وتنصح مؤلفة الكتاب باجراء تدريبات يومية للسكوت المصحوب بالتأمل والتفكر حتي تتحقق الفائدة المطلوبة, ومن التدريبات المفيدة التي اقترحتها تدريبات نستطيع اجراءها حينما نذهب إلي الشاطئ ونختار مكانا هادئا ونخصص ساعة أو ساعتين يوميا للسكوت ونحن نجلس أو نمشي مع التأمل بحواس البصر والسمع واللمس في لون البحر والسماء وسماع صوت أمواج البحر, واحساس الوجه والبدن بملامسة الهواء العليل. والصلاة التي نؤديها يوميا من الفجر إلي العشاء في هدوء وسكينة وخشوع وتأمل وتفكر في آيات الله ونعمه التي لا تعد ولا تحصي تعتبر خير مثل للممارسة اليومية للسكوت المصحوب بالتأمل والتفكر, حيث تساعد الصلاة في تنشيط المناعة والوقاية من الأمراض, كما أن لها تأثيرات ايجابية عديدة في الجسم والعقل والأعصاب والقلب.. ألا بذكر الله تطمئن القلوب82 الرعد. تدعونا هذه الحقائق إلي الاهتمام بالأعمال الكوميدية والدرامية الهادفة والارتقاء بها, كما تدعونا إلي التأمل وتحقيق كل ما يدخل البهجة والسعادة والطمأنينة في نفوسنا. د.عزالدين الدنشاري