لم أتخيل أو يدر بخلدي أني سأكتب قصتي إليك لا لشيء سوي أن والدي وجدي رحمهما الله علماني أن الابتلاء ظاهره محنة وباطنه رحمة, وأن الله لا يضعنا في اختبارات قاسية ليعذبنا( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان معذبهم وهم يستغفرون), الأنفال33 وكما علماني هذا فقد أمدتني أمي الحبيبة المدرسة الفاضلة بكتب مختلفة في الأدب سواء الروسي أو اليوناني وأساطيره وملاحمه, فتغذي فكري ووجداني عليها, وتحقق التوازن الفكري لدي من مدارس اللغات والثقافة الإسلامية, وأحمد الله كثيرا علي ما أنعم علي به من عطايا, ولن أطيل عليك فلقد قرأت رسالة الضربة القاضية للأستاذة الجامعية بخصوص مشكلة أبنها الطبيب وما عاناه من انعدام أخلاق بعض الناس, وقدرت ما مرت به أمه الكريمة وأحسست بآلامها لأنني أري أمي تتألم لأجلي فآخذها في الضحك والهزار حتي تخرج من حالة الحزن, وقد أبكي ليلا وحيدة, ولكنني كلما اختنقت في جوف الليل أصلي وأدعو الله أن يشرح لي صدري, فلقد أراد عز وجل, ولا راد لقضائه أن يتقدم لي شاب منذ خمسة عشر عاما ليتزوجني ولم أرتح له لأنه حاول إقامة علاقة معي وفشل, فما كان منه إلا أن ذهب لوالده ليطلبني زوجة له, كأنني لعبة لم يستطع الحصول عليها, فلجأ الي أبيه لكي يشتريها له, وكان له ما أراد وخطبني وطالت الخطبة والمشاحنات بيني وبينه وبين عائلتي وعائلته لاختلاف الطباع والمستوي الاجتماعي, ولمشيئة الله تم الزواج, وعلمت في ليلة الزفاف أنه ليس قادرا علي المعاشرة الزوجية, وأن أهله لا سامحهم الله كانوا يعلمون هذا من طبيبه, ولذلك ماطلوا في الزواج ثلاث سنوات كاملة, ونمت بفستان الفرح ليلتي, وكتمت حزني وصدمتي عدة شهور حتي تم الطلاق وأن آنسة عذراء, ومرت سنوات وتقدم لي شاب آخر, وكأنه إبتلاء جديد حيث اكتشفت إصابته بالسكر بعد عقد القران, وحمدت الله وأكملت الطريق, ولكنني رأيت فيه تساهلا في الدين لم أرتح له, وكان يلمح الي أنني لو قصرت ثيابي لكان أفضل, فذهلت وصدمت حيث إنه خطبني وأنا محجبة, ولكنني لست متزمتة فحجابي محترم بلا إبتذال, وفي ليلة الزفاف هاتفني بأن أخلع الحجاب, فرفضت فأخبرني أنه قد يطلقني إذا أصررت علي موقفي, فأجبته بهدوء: إن كان هذا شرطك للزواج فطلقني فلن أغضب الخالق من أجل مخلوق, ولن أخلع حجابي, وأود أن ألقي ربي محجبة, ونفذ ما أراد وطلقني وصرت للمرة الثانية عذراء مطلقة, وأغلقت آلامي علي قلبي وملأته بحب الله ونبيه وحب أهلي وأصدقائي ووجدت أن أعظم سعادة هي إسعادك من حولك في عمل خير تعمله لمن لا يعرفك ولوجه الله تعالي. ومضت بي الحياة ونسيت أني امرأة من حقها أن تحب وتتزوج لأن مجتمعنا الشرقي اعتبرني ذات ظروف خاصة, بعد أن بلغت سن الأربعين, وأعتبرت أطفال أصدقائي أطفالي, ودأبت علي قراءة بريد الجمعة لأري آلام أناس آخرين وأحمد الله علي ما أنعم علي به من نعم, وأحيانا كنت أحتفظ ببعض القصص الصعبة في درج الكومودينو بجانب سريري حتي أقرأها, كلما مررت بألم في الحياة, ولكي أتذكر بأن هناك من يتألم أكثر مني فتهدأ نفسي وتشكر ربها علي ما منحها من نعم, فأنا أعمل في مكان متميز ودخلي مرتفع وسيارتي موديل هذا العام, وتعليمي متميز وكل هذه نعم وعطايا من الله أحمده وأشكره عليها, وأمرغ جبهتي في ستار كعبته كلما زرتها, وأنا أحدثه قائلة: إلهي أتمني منك طفلا ولكن إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ولك الحمد حتي ترضي, ومضت بي الحياة حتي قرأت رسالة الضربة القاضية فأحسست أنني الفتاة المناسبة لهذا الشاب, وكما قال رسولنا الكريم إستفت قلبك ولو أفتوك, وأرجو أن تطلع والدته علي رسالتي عسي أن يجمع الله بيننا.. إذا كان في ذلك صلاح لنا في ديننا وعصمة أمرنا.. والحمد لله رب العالمين. ولكاتبة هذه الرسالة أقول: كل شيء بمشيئة الله سبحانه وتعالي, وربما فشلت الزيجتان لأن في ذلك مصلحتك, فلا تحزني, وثقي أن الله يدخر لك الأفضل, ولا تنسي قوله تعالي وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم, فربما كان في الزيجتين السابقتين ما سوف ينعكس عليك بصورة سلبية فصار الانفصال هو الأفضل, وسوف أحيل رسالتك إلي كاتبة رسالة الضربة القاضية مع عشرات العروض الأخري التي يري أصحابها أنهم قادرون علي الأخذ بيد الطبيب ابن الاستاذة الجامعية إلي بر الأمان في حياة زوجية مستقرة.. وأرجو أن تتصلي بمكتبي لاستكمال بياناتك لمداومة الاتصال بك واحالة ما أتلقاه من عروض لك, وليدبر الله أمرا كان مفعولا.