غسلت الادارة الامريكية يدها من جماعة الاخوان المسلمين, وتتابعت تصريحات الخارجية والرئاسة الامريكية تنفي وجود انحياز امريكي تجاه الجماعة, وتحملها مسئولية عدم الرضا الذي شاع بين جميع فئات المجتمع المصري, رفضا لحكم الرئيس مرسي الذي لا يمكن وصفه بانه كان حكما ديمقراطيا( هذا نص ما جاء في البيان الامريكي), وتبدي اقتناعها بان ما حدث في مصر لا يمكن وصف ه بالانقلاب العسكري بسبب خروج هذه الملايين الضخمة الغاضبة من حكم الجماعة, كما تبدي اقتناعها بسلامة الخطوات التي حددها الاعلان الدستوري, ثم جاء موقف الادارة الامريكية الحاسم الذي قطع الشك باليقين بضرورة استمرار المعونات الامريكية لمصر لانها تمثل مصلحة امريكية, واعلان واشنطن عزمها توريد الدفعة الثانية من طائرات إف16 في غضون الاسابيع القليلة القادمة. ولا أظن ان السفيرة الامريكية باترسون سوف تبقي طويلا في منصبها في القاهرة بعد ان حصدت بعنادها وانحيازها غير المبرر للجماعة, وتهكمها علي تظاهرات المصريين كراهية اغلب الشعب المصري وخرجت المظاهرات في شوارع العاصمة تطالب برحيلها, لانها اخفقت في تقدير حجم الغضب الشعبي من سيطرة جماعة الاخوان علي مقدرات البلاد ورفض المصريين شبه المطلق لحكم الرئيس المعزول. ولا مفر من ان تمتد اثار هذا الاخفاق الامريكي الي الرئيس اوباما الذي يواجه ضغوطا متزايدة داخل الكونجرس, تسائله عن اسباب تحالفه مع جماعة الاخوان ولماذا استسلم لخداعها, وما هي دوافع صمته عن التحالف البغيض الذي ربط الجماعة بتنظيم القاعدة بعد ان اتاحت له الجماعة فرصة التوطن في سيناء ليهدد امن مصر القومي وامن الشرق الاوسط, ويرتكب كل يوم جرائم تخترق الامن المصري ترقي الي حد الخيانة العظمي.., ويعني اقرار الادارة الامريكية اخيرا بحق المصريين في التغيير, اعترافا بان واشنطن لم تعد تملك الكلمة الاخيرة في الشرق الاوسط, وان المصريين هم اصحاب الكلمة الاولي والاخيرة في تقرير مستقبل بلادهم,ومن حقهم ان ينشدوا ديمقراطية كاملة اثبتوا بالفعل انهم يستحقونها. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد